باحثون من فرنسا وإيطاليا ينطلقون إلى مدينة لا رينكونادا في البيرو لدراسة حدود تكيّف الجسم مع المرتفعات والتعمّق في فهم آليات الجسم البشري الدفاعية عند انخفاض الأكسجين.باريس - ينطلق أربعة عشر عالما فرنسيا وإيطاليا آخر يناير/كانون الثاني في رحلة إلى مدينة لا رينكونادا في البيرو أعلى مدن العالم، لدراسة حدود تكيّف الجسم مع المرتفعات، بحسب ما أعلن المعهد الدولي الفرنسي للصحة والبحث العلمي. وقال الباحثون في مؤتمر صحافي عقد في المعهد "فيما يسود اعتقاد بأن الارتفاع الأقصى الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان هو خمسة آلاف متر، يشكّل سكان لا رينكونادا تحديا لمعارفنا". ففي هذه المدينة الواقعة على ارتفاع خمسة آلاف و300 متر في جبال الأنديس يعيش أكثر من 50 ألف شخص في ظروف شديدة القسوة. لكن بعض السكان يعانون من صعوبات ناجمة عن نقص الأكسجين وتظهر لديهم أعراض سيحاول الباحثون فهمها لتحديد علاجها في هذه الرحلة الممتدة على ثلاثين يوما. الصعود إلى مناطق مرتفعة يسبب الصداع والإرهاق وفقدان الشهية والغثيان والقيء والدوار واضطرابات النوم ومن شأن النتائج المرتقبة أن تساعد الأطباء على التعمّق في فهم آليات الجسم البشري الدفاعية عند انخفاض الأكسجين، كما هو الحال في المرتفعات، وأيضا تحديد العلاجات المناسبة للأمراض التنفسية في المناطق المنخفضة. وكانت الجمعية الطبية الأميركية حذرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 من التأثير المرضي للعلو الشاهق على البشر، والناجم عن التعرض الحاد للضغط الجزئي المنخفض للأكسجين على ارتفاعات كبيرة. وقالت نشرة طبية صادرة عن الجمعية إن الصعود إلى مناطق مرتفعة يسبب الصداع والإرهاق وفقدان الشهية والغثيان والقيء والدوار واضطرابات النوم، وفي أقل من واحد بالمئة من الحالات تتدهور هذه الحالة وتتحول إلى تورم الدماغ الناتج عن داء المرتفعات وهي حالة تهدد الحياة وتؤدي إلى اختلال التوازن وفقدان الوعي. ويأمل الفريق البحثي من خلال معاينة سكان لا رينكونادا في دراسة تكيّف وتفاعل البشر مع محيطهم، وفهم الآلية البيولوجية الدقيقة التي تساعدهم على ذلك.
مشاركة :