توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك أمس، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة مساء اليوم. وأُثيرت حول هذه الزيارة تساؤلات عدة بشأن إمكانية نجاح روحاني في إعادة رسم خريطة علاقات إيران الإقليمية والدولية ضمن إطار سياسة «مرونة»، دعا إلى اعتمادها مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وقال روحاني قبيل مغادرته طهران إنه سينقل «صوت الشعب المحب للثقافة والسلام والمعارض لأي نوع من أنواع العنف والتطرف، إلى أسماع شعوب العالم». وأعرب عن أسفه «لوقوف البعض وراء عدم نقل الصورة الناصعة للشعب الإيراني» ذي الحضارة العريقة والثقافة الممتدة في التاريخ والذي يتطلع إلى السلام. ورأى روحاني أن الشعب الإيراني أثبت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية بأنه لا يدعم التطرف «وهذه رسالة أريد إيصالها إلى الأسرة الدولية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «هذا الشعب لا يريد أيضاً أن يخضع للظلم والقهر والضغوط الدولية غير المبررة». وأضاف أن «الشعب الإيراني لا يريد اقتناء أسلحة الدمار الشامل وهو يعتبر نفسه من ضحاياها». وطالب الرئيس الإيراني الأسرة الدولية باختيار طريق الحوار علی أساس المصالح المشتركة «لأن طريق العقوبات خيار غير قانوني ولا يمكن قبوله ولن يحقق أهدافه». وساد الشارع الإيراني تفاؤلاً غير مسبوق حيال زيارة روحاني لنيويورك، إذ انخفض سعر صرف الدولار الأميركي في الأسواق الإيرانية بنسبة 10 في المئة، في حين ارتفعت مؤشرات سوق الأوراق المالية والأسهم، علی خلفية اللقاءات التي سيجريها مع رؤساء الدول الغربية وما تناقلته المصادر ووسائل الإعلام عن لقاء محتمل بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفي موقف متلازم مع ديبلوماسية روحاني، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان الذي رافق الرئيس إلى نيويورك أمس، أن بلاده لم تكن أبداً وراء إثارة التوتر وافتعال الأزمات في العالم، بل إنها تدعم السلام والاستقرار. وأضاف أن «الثقة المتجسدة في إيران اليوم، جعلت نظام الهيمنة يطمئن إلى أن الجمهورية الإسلامية تنشد السلام والتنمية وتدعم حقوق الإنسان والشعوب وتلتزم القوانين الدولية». وتطرّق دهقان إلى اقتراح روسيا بيع إيران منظومة صاروخية مماثلة لمنظومة «أس 300» بدلاً منها، معتبراً أنه «يجب دراسة هذا المقترح، إلا أننا نقوم بشراء واختيار السلاح وفقاً لمتطلباتنا. هم يقترحون ويبقى لنا خيار الشراء». وفي خطوة لا تخلو من دلالات خصوصاً لجهة توقيتها، استلمت إيران أمس، محطة بوشهر النووية من المقاول الروسي بعد إجراء كل اختبارات السلامة والإنتاج. وأشاد رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي بتلك «الخطوة المهمة والقيمة». وقال إن الشعب الإيراني نجح بعد 36 سنة من المثابرة ومواجهة الضغوط والمشاكل من إنجاز محطة بوشهر النووية، لافتاً إلى أن إيران تسعى إلى وضع الحجر الأساس لمحطة نووية جديدة في القريب العاجل وأن «الجانبين الإيراني والروسي يعملان علی الانتهاء من صيغة التعاون لبناء المحطة الجديدة»، داعياً الشعب الإيراني إلى الصبر من أجل الحفاظ على الحقوق وتحقيق التقدم والتنمية.
مشاركة :