مساحيق التجميل..رفيق دائم للمرأة منذ الفراعنة

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: محمد فتحي يبدو أن استخدام مستحضرات التجميل نابع من الفطرة البشرية، بخاصة لدى النساء اللاتي أبدعن في استخدام المكونات الطبيعية ليزينّ بها وجوههن وإبراز جمالهن خلال العصور القديمة. وبذلك، أصبح استخدام مستحضرات التجميل عادة يومية لا تستغني عنها امرأة في جميع أنحاء العالم وتحولت إلى صناعة ضخمة.كان المصريون القدماء أول من اهتم بمساحيق التجميل، وكان الرجال والنساء يعدّونها من المواد الطبيعية، إذ كانت المرأة الفرعونية تستخدم زيتي الخروع والزيتون وماء الورد وكريمات شمع العسل للعناية بالبشرة والشعر، ووصفات تبييض البشرة وترطيبها، علاوة على الكحل المصنوع من مزيج اللوز المحروق والنحاس المؤكسد والرماد والرصاص. واستخدم المستحضرات الرجال والنساء والأطفال والكهنة وكافة طوائف الشعب في العصر الفرعوني، وانتقلت إلى اليونان القديمة. وأبرز من استخدم مساحيق التجميل، ويبدو جلياً من خلال تمثالها النصفي، الملكة نفرتيتي وكليوباترا التي رويت بسببها أساطير ووصفات جمال سحرية ألهمت صنّاع الجمال حتى الآن. وبالتأكيد كانت المساحيق عادة لكل الملكات والأميرات في مصر القديمة. وسجل القدماء المصريون على الحوائط استخدام الكحل والحنّة للنساء والرجال في مصر القديمة للتجميل وأغراض أخرى، وفي عهد تحتمس الثالث سجلت الوصفات لعلاج التجاعيد مثل صمغ اللبان والمورينجا الطازجة.أبدع الصينيون أيضاً بطلاء الأظافر التي كانت ألوانها تدل على الطبقة الاجتماعية للأشخاص، وكانت الطبقة الملكية تخص نفسها باللون الذهبي. وعادة ما كان الصينيون واليابانيون يستخدمون مساحيق ومياه الأرز لجعل وجوههم بيضاء، وهي عادة لا تزال موجودة بين طبقات المجتمع الفقيرة والبدائية. كانت النساء الإغريقيات يطلين وجوههن بالرصاص الأبيض والطباشير لزيادة نضارتها، بالإضافة إلى وضع عصارة العنب على الشفاه (كالروج)، بينما كن يستخدمن شعر الثيران في وضع حواجب زينة لزيادة كثافتها. استخدم سكان روما دقيق الشعير والزبدة على البثور، بينما استخدموا دهون الأغنام والدم كطلاء لأظافرهم، بالإضافة إلى حمامات الطين، وصبغ بعض الرجال شعرهم باللون الأشقر. وتمثل الحنّاء في الهند قمة مساحيق التجميل، حيث أبدعوا في رسم الحناء على الأيدي والقدمين، بخاصة خلال الاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف، بالإضافة إلى الكحل ومساحيق الشعر الأسود الذي كانت الهنديات يعتنين به ويرمز طوله إلى الجمال اللافت حتى الآن.يعود الفضل للعالم العربي الأندلسي أبو القاسم الزهراوي في صناعة أحمر شفاه صلب عام 1000 ميلادية، وانتشر في أوروبا في القرون التالية. استخدمت مستحضرات التجميل في أوروبا الطبقة الأرستقراطية، وكان الزرنيخ يستخدم في بعض الأحيان بودرة للوجه بدلاً من الرصاص، بالإضافة إلى تطور صنع الروائح المعقدة في فرنسا والتي باتت علامة مميزة لها، حيث بدأت باستخدام المواد الطبيعية وانتهت بالعمليات الكيميائية المعقدة. ومع بداية القرن العشرين حدثت ثورة في مساحيق التجميل بسبب التطور الكبير في الكيمياء، وانتشرت بشكل كبير في أوروبا والولايات المتحدة، حتى أن المجلس التشريعي لولاية كانساس الأمريكية اقترح عام 1915 قانوناً رأى أن المرأة التي تضع مكياجاً تحت سن 44 سنة ارتكبت جنحة، لأنها تزيّف شكلها وتخلق انطباعاً خاطئاً عنها.وفي العشرينات من القرن الماضي بدأ المكياج ينتشر مع رواج وشهرة السينما في «هوليوود»، وظهرت شركات تجميل جديدة، وفي عام 1930 بدأ انتشار أحمر الشفاه وأصبح أكثر شعبية ثم ظهرت ما سكرا «Mabelline»، التي ابتكرها الفرنسي يوجين ريميل في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين أصبحت المساحيق رفيقاً دائماً للمرأة.

مشاركة :