جاءت زيارة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لمنزل الشيخ عبدالله بن فهد الرشودي في بريدة لتؤكد قرب القيادة السعودية من الشعب، ووفاء الأسرة المالكة لكل من شارك في بناء الوطن منذ عهد الملك المؤسس، أو حتى في الوقت الحالي. وتساءل الكثيرون عن الشخصية التي زارها الأمير محمد بن سلمان في الزيارة التي ظهرت ودية بعيدًا عن أي رسميات؛ إذ التقى سموه أحد أعيان بريدة الشيخ عبدالله بن فهد العلي الرشودي، وأقاربه من أسرة الرشودي، التي أنجبت العديد من الرجال ممن ساهموا في توحيد السعودية، على رأسهم والد المستضيف الشيخ فهد العلي الرشودي -رحمه الله-، الذي كان مقربًا من الملك المؤسس، وأسهم في العديد من المواقف البطولية منذ بدايات التأسيس في أوائل القرن الهجري الماضي. ويملك فهد العلي الرشودي سيرة عطرة؛ إذ وُلد في مدينة بريدة عام 1283هـ، وتلقى تعليمه الديني على عدد من المشايخ، وكان موصوفا بالرأي السديد وبُعد النظر. وشهد -رحمه الله- معركتَيْ البكيرية والشنانة اللتين دارت رحاهما في القصيم، وكانتا سببًا رئيسًا في انضمام القصيم تحت لواء الملك المؤسس، وانفكاكها من ابن رشيد. ولعل من مواقفه الشهيرة ما أورده أمين الريحاني قائلاً: أرسل ابن سعود رسولاً من كبار بريدة، اسمه فهد الرشودي، إلى ابن رشيد، يدعوه للصلح رغبة في حقن دماء المسلمين بعد أن طالت المناوشات بينهما؛ فضحك ابن رشيد، وقال متهكمًا ومتوعدًا "من يبغى حكم نجد لا يتضجر. وهل يصالح من بيده قوة الدولة. لا والله لا صلح قبل أن أضرب بريدة وعنيزة والرياض ضربة لا تنساها مدى الدهر". ورجع حينها فهد الرشودي إلى الملك المؤسس، وأبلغه برد ابن رشيد، وختمه بقوله "والله يا أهل نجد ما رأيت هناك إلا ظالما عتيًّا كفرعون". يقول الريحاني: كان الرشودي رجلاً حصيفًا رصينًا، يحترمه الناس؛ فأثرت كلماته في الحاضرين تأثيرًا شديدًا. أما سلمان العطني في رسالة دكتوراه بعنوان "مواقف الدولة العثمانية من الأحداث السياسية في القصيم" فوصف فهد الرشودي بالقول: الرشودي تعلم القراءة، وختم القرآن على يد علماء بريدة، وتابع تعليمه حتى عد من العلماء، وكان مهيبًا، يضرب له ألف حساب، وكان موضع ثقة عند الجميع، وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز. وامتدت صلة فهد الرشودي بابن سعود فكان من مقدمة أهل القصيم، وكان منزله ومحله التجاري ملتقى لعدد من رجالات القصيم، وملجأ لأصحاب المشاكل الذين يلجؤون إليه لعرض مشاكلهم، والبحث عن وسيلة لحلها بطريقة ترضي المتخاصمين. واستمر حتى توفي سنة 1367هـ. وقد أنجب من الأبناء ستة وفقًا لويكيبيديا، هم: علي، عبدالعزيز، صالح، عبدالله، محمد وحصة. وجميعهم كانوا –وما زال الأحياء منهم- ذوي شأن ومكانة في مجالات متنوعة.
مشاركة :