المقاومة اليمنية تتقدم في الحديدة والحوثيون يفرون إلى الأحياء السكنية

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل قوات المقاومة اليمنية المشتركة مسنودة بالتحالف العربي، في جبهة الساحل الغربي، تقدمها المتسارع في مدينة الحديدة، وسط معارك ضارية كبدت مليشيات الحوثي الإرهابية خسائر فادحة، فيما فرت الميليشيات إلى وسط الأحياء السكنية، وتمركزت على أسطح المنازل والمنشآت العامة وخاصة المستشفيات. وأحكمت قوات المقاومة المشتركة بقيادة ألوية العمالقة سيطرتها على دوار المطاحن في «كيلو 7» شرق المدينة، الذي يعد أهم تقاطع طرق داخل المدينة، كونه يربط بين مطار الحديدة جنوباً والميناء شمالاً ويمتد إلى وسط وساحل المدينة غرباً عبر شارع صنعاء الرئيس والحيوي. كما سيطرت قوات العمالقة وقوات المقاومة الوطنية، على مجمع مصانع «أخوان ثابت» ومؤسسة الزُعيتري المركزية وورشة شركة هونداي للسيارات ومواقع تجارية أخرى شرق المدينة. وقالت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد»، إن قوات العمالقة أعادت فتح الطريق الممتد من دوار المطاحن إلى وسط المدينة بعدما كانت ميليشيات الحوثي أغلقته مؤخراً بالحاويات المملوءة بالرمال، مشيرة إلى أن القوات بدأت تقدمها باتجاه دوار «يمن موبايل» الذي يعد بداية شارع صنعاء الاستراتيجي والذي يقسم المدينة إلى نصفين، شمالي وجنوبي، ويصل إلى شارع الكورنيش الممتد إلى الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع وتحصينات وتعزيزات لميليشيات الحوثي في مناطق الاشتباكات ومحيطها شرق وشمال شرق الحديدة. وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة في بيان، أمس، أن قوات المقاومة المشتركة تقدمت بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي في عدد من الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة، مشيراً إلى سقوط العشرات من عناصر الميليشيات قتلى وجرحى خلال المعارك والضربات الجوية للتحالف العربي. وقال متحدث عسكري في بيان للجيش اليمني، إن القوات المشتركة توغلت مسافات كبيرة في شارع الخمسين باتجاه ميناء الحديدة الذي أصبح على بعد نحو 4 كيلومترات، لافتاً إلى استسلام ما لا يقل عن 14 مسلحاً حوثياً، بينهم 6 قناصين، للقوات المشتركة التي قام عدد من أفرادها بتمزيق صور إعلانية عملاقة للقيادي الحوثي الصريع «صالح الصماد» الذي قتل في أبريل الماضي بغارة جوية للتحالف بالحديدة. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين القوات المشتركة والميليشيات على الطريق بين دواري «المطاحن» و«يمن موبايل»، تزامنت مع احتدام المواجهات بين الطرفين على أطراف شارع الخمسين الممتد من دوار المطاحن باتجاه شمال المدينة. وقالت المصادر، إن المعارك امتدت إلى أطراف حي 7 يوليو ومدينة الصالح حيث تحصنت ميليشيات الحوثي، التي فرت من مواقعها السابقة في «كيلو 16» وشارع الخمسين، داخل المناطق الآهلة بالسكان، واقتحمت العديد من المرافق الخدمية العامة والخاصة، بينها مستشفى 22 مايو الأهلي. وقال سكان لـ«الاتحاد»، إن مسلحي الحوثي اقتحموا عشرات المنازل والعديد من المنشآت العامة الخدمية والصناعية، وأغلقوا مستشفى 22 مايو بعدما كانوا اقتحموه مساء الاثنين الماضي، مشيرين إلى حالة كبيرة من الذعر والهلع يعانيها الأهالي بسبب انتشار المسلحين الحوثيين في أحيائهم وتمركزهم على أسطح المنازل والمنشآت العامة. وأضاف أحدهم: «معظم سكان الحديدة لم ينزحوا من المدينة وفصلوا البقاء في منازلهم، لكنّ الحوثيين يهددون فعلياً حياتهم بسبب محاولتهم جر القوات المشتركة إلى حرب شوارع»، مؤكداً أن السكان، خصوصاً في المناطق القريبة من الاشتباكات، لا يستطيعون منذ أيام الخروج من المنازل للحصول على المواد الغذائية الضرورية بسبب تواجد الحوثيين في الأحياء والشوارع. وأفادت تقارير إعلامية بمقتل عدد من المدنيين خلال اليومين الماضيين جراء تساقط القذائف المدفعية التي يطلقها الحوثيون بشكل عشوائي، فيما قالت مصادر طبية محلية، إن ميليشيات الحوثي منعت المستشفيات العاملة بالحديدة من استقبال الحالات المرضية، باستثناء جرحاها الذين يسقطون في المعارك مع قوات المقاومة المشتركة.وقال مصدر طبي، الأربعاء، إن ميليشيات الحوثي أغلقت مستشفى 22 مايو بالكامل، بعدما طردت الأطباء والممرضين والمرضى كافة، وحولت المستشفى إلى ثكنة عسكرية. كما احتلت ميليشيات الحوثي عدداً من المنشآت والمصانع بالمدينة، ونشرت مسلحيها وقناصيها على أسطحها وفي محيطها، بحسب مصادر عمالية أكدت أن الحوثيين طلبت من جميع العمال في هذه المنشآت بالمغادرة، وعدم الحضور نهائياً. كما شن الحوثيون حملات اعتقالات واسعة في مدينة الحديدة طالت الكثير من الأشخاص تم خطفهم من منازلهم ومن الشوارع العامة، وقتل 4 مدنيين وجرح آخرون أمس، في قصف مدفعي عشوائي شنته ميليشيات الحوثي على حي سكني في مدينة التحيتا المحررة في جنوب محافظة الحديدة. تأتي هذه التطورات بالتوازي مع تحقيق إنجازات وسط اليمن على محوري الضالع والبيضاء، وسط تقهقر للميليشيات الإيرانية. وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش اليمني خاض مواجهات ضارية مع ميليشيات الحوثي الإرهابية على جبهة «الملاجم» بمحافظة البيضاء، ما أسفر عن مقتل 8 حوثيين. ونجح الجيش في تحقيق مزيد من التقدم، حيث سيطر على منطقة «مجزعة» غربي سلسلة «جبال الدير الاستراتيجية»، بما فيها معسكر «مجزعة»، وصولاً إلى تحرير منطقة «فرع باحوات». أما في الضالع، فقد واصلت قوات الجيش تقدمها باتجاه مدينة «دِمْت» السياحية شمالي المحافظة، حيث تمكنت من السيطرة على «حصن الحقب» المطل على مدينة «دمت».

مشاركة :