بات برشلونة الإسباني أول المتأهلين إلى دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد عودته بالتعادل من أرض إنترناسيونالي الإيطالي 1 – 1، في حين اشتعلت المنافسة في المجموعة الثالثة بعدما حقق رد ستار الصربي إنجازا مدويا بفوز تاريخي على ليفربول الإنجليزي 2-صفر، وتعادل نابولي الإيطالي مع باريس سان جيرمان الفرنسي 1 - 1. على ملعب سان سيرو، لم يشارك النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ضمن صفوف برشلونة لعدم تعافيه تماما من إصابة بكسر في يده تعرض له في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن فريقه لم يتأثر بغيابه كثيرا لأنه كان الطرف الأفضل معظم فترات المباراة. وكان برشلونة الطرف الأفضل في الشوط الأول وسدد 13 مرة على مرمى الإنتر، وسنحت له عدة فرص لافتتاح التسجيل عبر الأوروغواياني لويس سواريز والكرواتي إيفان راكيتيش لكن دون نجاح، وبقي برشلونة ضاغطا في الثاني، وحرم الحارس السلوفيني سمير هندانوفيتش ببراعة راكيتيش المنفرد من التسجيل في الدقيقة 60، لكن بعد ثوان من دخوله بديلا، انطلق البرازيلي مالكوم فموه وسدد بيسراه أرضية إلى يمين هندانوفيتش مفتتحا التسجيل لبرشلونة في الدقيقة 83، ورفض قائد إنتر وهدافه الأرجنتيني ماورو إيكاردي الاستسلام، فاستفاد من خطأ بالتشتيت لدفاع برشلونة وسجل من مسافة قريبة هدف التعادل في الدقيق 87، ورفع برشلونة، حامل اللقب خمس مرات، رصيده إلى 10 نقاط من أربع مباريات في المجموعة الثانية، بفارق 3 نقاط عن إنتر، فيما رفع توتنهام الإنجليزي رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثالث بفوزه المتأخر على ضيفه آيندهوفن الهولندي 2 - 1. وبعد المباراة، قال إيكاردي: «هذه نقطة هامة وتترك مذاقا رائعا بالنسبة إلينا. أن تلعب أمام برشلونة ليس بالأمر السهل. لديهم إمكانية الاستحواذ على الكرة. في الشوط الأول كنا نحتاج إلى عمل شيء أفضل. لم نكن موفقين. في الثاني وبعد الهدف الذي سجلوه تابعنا القتال». وفي المجموعة نفسها، قلب توتنهام تأخره بهدف إلى قوز على ضيفه آيندهوفن الهولندي 2 - 1 بهدفين متأخرين من هدافه الدولي هاري كين في الدقيقتين (78 و89)، وذلك بعد أن افتتح الفريق الهولندي التسجيل عبر لوك دي يونغ في الدقيقة الثانية. وعقب اللقاء أعرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام عن تفاؤله بقدرة فريقه على التأهل إلى دور الستة عشر. ويحتاج توتنهام للفوز على إنترناسيونالي وعلى الأرجح أيضا برشلونة للتأهل من المجموعة، لكن بوكيتينو يشعر أن فريقه يستطيع أن يفعل ذلك، وقال: «تتبقى مباراتان، لو فزنا على إنترناسيونالي سيصبح رصيد كل من الفريقين سبع نقاط، ثم سنلعب مع برشلونة وسنحاول تحقيق الفوز». وبعد الخسارة أمام مانشستر سيتي في الدوري الممتاز رد توتنهام بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في كل المسابقات مع استعانة بوكيتينو بسياسة التناوب. في المقابل رفض مارك فان بومل مدرب آيندهوفن السماح لمشاعر بالحزن بالسيطرة عليه وقال: «قاتلنا مثل الأسود. بعد دقيقة واحدة تقدمنا بهدفنا وحاولنا الدفاع عنه حتى النهاية. هذه مجموعة صعبة جدا. خضنا أربع مباريات وتقدمنا في النتيجة ثلاث مرات». وأضاف: «مشجعونا ساندونا طوال اللقاء ولم أكن أسمع سوى هتافاتهم. حظينا بتحية رائعة من المشجعين في النهاية وهو ما يلخص الأمر كله». وعلى ملعب ماركانا في بلغراد، حقق فريق رد ستار انتصارا تاريخيا على ليفربول 2 - صفر ضمن منافسات المجموعة الثالثة. والفوز هو الأول لناد صربي في دوري أبطال أوروبا منذ اعتماد النظام الجديد موسم 1992 - 93 (باستثناء التصفيات)، إذ كانت الفرق الصربية خاضت 15 مباراة في دور المجموعات فتعادلت في 4 وخسرت 11 منها. وكان رد ستار توج بطلا للقارة عام 1991 عندما كان يضم في صفوف نخبة نجوم منتخب يوغوسلافيا سابقا، وأبرزهم روبرت بروزينتسكي وسينيسا ميهايلوفيتش وديان سافيسيفيتش. وأعرب الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول عن خيبة أمله من النتيجة بقوله «الشباب يشعرون بالحزن، وأنا أيضا، كان يتعين علينا أن نلعب بطريقة أفضل لأننا نستطيع أن نلعب بشكل أفضل». وأضاف: «حصلوا على الكثير من الركلات الثابتة ونجحوا في التسجيل من إحداها، ثم ما لبثوا أن أضافوا الثاني ليرتفع حماس الجمهور في المدرجات». لكن كلوب أشار إلى أن الهزيمة لا يجب أن تسبب وقال: «أعتقد أنه كان من المنطقي إجراء عدة تغييرات، كانت هناك تغييرات كنا نرغب فيها وتغييرات كان علينا القيام بها». وأضاف: «لا أقول إن خسارتنا مباراتين أمر خطير لكن بالطبع يجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى وإلا فستكون الأمور صعبة، لأن المباراة القادمة بالفعل خارج ملعبنا مجددا ثم أمامنا مواجهة صعبة على أرضنا». ويحل ليفربول ضيفا على باريس سان جيرمان بطل فرنسا يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل أن يستضيف نابولي في 11 ديسمبر (كانون الأول). وفي المجموعة ذاتها، انتهى لقاء نابولي الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي بالتعادل 1 - 1 لتظل الأمور مفتوحة على مصراعيها. ويتصدر نابولي الترتيب برصيد 6 نقاط بفارق المواجهات المباشرة عن ليفربول الذي يملك الرصيد نفسه في حين بات باريس سان جيرمان يملك 5 نقاط. وقرر مدرب باريس سان جرمان الألماني توماس توخيل عدم إشراك المهاجم الأوروغواياني أدينسون كافاني في مواجهة فريقه السابق واللعب بثلاثة لاعبين ذوي نزعة هجومية، هم البرازيلي نيمار والأرجنتيني انخل دي ماريا وكيليان مبابي، كما أشرك الألماني يوليان دراكسلر أساسيا بدلا من أدريان رابيو. ونجح الظهير الايسر الإسباني خوان برنات في افتتاح التسجيل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول إثر عرضية من مبابي. واحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح نابولي في الدقيقة 62 لسقوط الإسباني كايخون في المنطقة فانبرى لها لورنتسو إنسينيي بنجاح معادلا النتيجة. وعقب اللقاء أعرب مسؤولو سان جيرمان عن استيائهم من حكم المباراة، وقال المدرب توخيل: «ركلة الجزاء غير صحيحة ومن الصعب قبول هذه النتيجة». وطالب باريس سان جيرمان بالحصول على ركلة جزاء لصالح لاعبه الإسباني خوان بيرنات، ولكن حكم المباراة الهولندي كان له رأي آخر. وقال ناصر الخليفي، مالك نادي باريس سان جيرمان: «نحتاج إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، أتمنى أن تكون موجودة قريبا لأنه كان هناك أخطاء للحكام». قال حارس مرمى سان جيرمان الإيطالي جانلويجي بوفون: «قدمنا مباراة كبيرة، والفريق لعب بجدية. والنتيجة لا تعبر عن سير اللقاء». وفي المجموعة الأولى ثأر أتلتيكو مدريد الإسباني لخسارته المذلة أمام بوروسيا دورتموند الألماني برباعية، وفاز عليه 2 - صفر. ورفع أتلتيكو رصيده إلى 9 نقاط ليحتل المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة عن دورتموند الذي فاز ذهابا 4 - صفر، فقطع الفريقان شوطا كبيرا نحو دور الـ16، لابتعادهما بفارق 5 نقاط عن بروج البلجيكي الذي عاد بفوز ساحق من أرض موناكو الفرنسي الجريح 4 - صفر. ويعود الفضل في فوز اتلتيكو إلى ساؤول نيغويز والفرنسي أنطوان غريزمان اللذين سجلا الهدفين، ولينهي الفريق الإسباني مسيرة منافسه الخالية من الهزيمة هذا الموسم. وقال غريزمان الفائز بكأس العالم مع فرنسا هذا العام: «أردنا حقا تلقينهم درسا بعد أن سحقونا في ألمانيا. تعلمنا من أخطائنا وقدمنا صورة أفضل كثيرا لأنفسنا. هناك لاعبون مهمون غائبون للإصابة لكن رد فعل الفريق كان جيدا». وقال لوسيان فافر مدرب دورتموند: «أبلى اتلتيكو بلاء حسنا، وانتظر أن نفقد الكرة وفقدناها بالفعل كثيرا ثم أصبحت المهمة أصعب أمام فريق صلب كهذا». وأضاف: «الاستحواذ على الكرة بهذا القدر الكبير أمر إيجابي، لكن علينا أن نفعل المزيد. كنا ساكنين للغاية». وضمن نفس المجموعة تعرض موناكو الفرنسي لأقسى هزيمة في تاريخه على أرضه في دوري الأبطال بسقوطه أمام بروج البلجيكي صفر – 4، فودع المسابقة باكرا، وبقي من دون أي فوز في آخر 15 مباراة في مختلف المسابقات، فيما أنعش بروج آماله في التأهل إلى دور الـ16. وفي المجموعة الرابعة، حقق بورتو البرتغالي فوزا ساحقا على لوكوموتيف موسكو الروسي 4 - 1، وشالكه الألماني على غلاطة سراي التركي بهدفين نظيفين. ويتصدر بورتو المجموعة برصيد 10 نقاط بفارق نقطتين عن شالكه الثاني، بينما يملك غلاطة سراي 4 نقاط في المركز الثالث.
مشاركة :