نجوم آسيا يتنافسون على الإبداع في «ملاعب أستراليا»

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ستكون نهائيات كأس آسيا 2015، وكعادة البطولات الكبرى، فرصة أمام بعض اللاعبين لفرض سطوتهم والإعلان عن أنفسهم بأنهم قادرون أو باستطاعتهم ترك بصمتهم في مناسبة من هذا النوع. ويعتبر الياباني شينجي كاغاوا، لاعب فريق بروسيا دورتموند، والبالغ من العمر 25 عاما، أبرز اللاعبين الذين يتوقع أن يلفتوا أنظار آسيا في البطولة. ومن المتوقع أن يلعب كاغاوا دورا مهما في حملة بلاده نجو الاحتفاظ باللقب الذي توجت به قبل أربعة أعوام في قطر على حساب أستراليا المضيفة الحالية للبطولة القارية. وعندما يكون كاغاوا في قمة مستواه فهو يمنح منتخب بلاده قدرة إضافية في سلاسة تمرير الكرة داخل منطقة الخصم وعلى حدودها. ويسعى كاغاوا إلى استغلال أستراليا 2015 من أجل تناسي خيبة مونديال البرازيل 2014 حيث فشل في تقديم أي شيء يذكر، متأثرا بالإهمال الذي عاشه في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي، لكنه استعاد الآن بعض الحياة مع عودته إلى فريقه السابق بروسيا دورتموند بعد عامين صعبين في «أولد ترافورد». ويؤمن كاغاوا، الذي أسهم في قيادة دورتموند إلى الفوز بلقب الدوري الألماني عامي 2011 و2012 لكنه عاد الآن إلى فريق يقاتل من أجل الابتعاد عن منطقة الخطر، لمنتخب بلاده الكثير من الاندفاع الخلاق في الوسط الهجومي إذ إنه قادر على فك شيفرة أقوى الدفاعات بفضل تمريراته القاتلة وقدرته على اللعب على جانبي الملعب والتوغل نحو الوسط. وما هو مؤكد أن كاغاوا، الذي حرم من خوض نهائي نسخة 2011 بسبب الإصابة، سيحاول جاهدا ترك بصمته في هذه البطولة، وإذا نجح في استعادة شيء من مستواه السابق فمن المتوقع أن يعزز فرص اليابان في الاحتفاظ باللقب القاري. ويلي كاغاوا الأسترالي مايل جيديناك، البالغ من العمر 30 عاما والذي يلعب في خط الوسط كمحور ارتكاز، حيث ينتمي إلى فريق كريستال بالاس الإنجليزي. وإذا كانت أستراليا قادرة على الفوز بلقبها الآسيوي الأول فإن ذلك سيكون مرتبطا بشكل كبير بقائدها الملهم مايل جيديناك. هذا اللاعب الطويل، الرصين والعازم في مقاربته داخل أرضية الملعب، فرض نفسه ركيزة أساسية لا غنى عنها في وسط ملعب المنتخب الأسترالي وفريقه كريستال بالاس الإنجليزي على حد سواء. ويمكن القول بأن جيديناك (30 عاما) تأخر في إظهار إمكاناته الحقيقية التي خولته في نهاية المطاف الالتحاق بكريستال بالاس عام 2011. بدأ جيديناك مسيرته الاحترافية مع سيدني يونايتد عام 2001، وبقي في صفوفه حتى 2006، ولعب معه خلال هذه الفترة 82 مباراة، وسجل 12 هدفا، انتقل بعدها إلى سنترال كوست مارينرز، ولعب معه 45 مباراة من 2006 إلى 2009 وسجل 8 أهداف. أمضى جيديناك موسمين ونصف الموسم مع جنكلير بيرليغي التركي (38 مباراة و4 أهداف) قبل الانتقال إلى لندن، بينها موسم على سبيل الإعارة مع أنطاليا سبور التركي (28 مباراة و5 أهداف). ولعب جيديناك دورا مهما عام 2013 في قيادة كريستال بالاس إلى الدوري الممتاز مجددا، وواصل تألقه الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق اللندني في منتصف جدول الترتيب. وخاض جيديناك جميع مباريات أستراليا الست في نهائيات الدوحة 2011، وسجل هدفه الأول في نهائيات كأس العالم الصيف الماضي من ركلة جزاء في المباراة التي خسرتها بلاده بصعوبة أمام هولندا 3/2. ويتميز جيديناك بثبات أدائه وتدخلاته القوية وتسديداته الصاروخية، ولا تتوقف مؤهلات لاعب الوسط الكرواتي الأصل عند هذا الحد فهو يملك أيضا مهارات فنية جيدة وقدرة على قيادة المنتخب وصنع الهجمات. واستفاد جيديناك كثيرا من تجربته الاحترافية في الدوري الإنجليزي، وهو يحمل مشعل اللاعبين الأستراليين في «البريميرليغ»، وخير خلف لأسلافه مواطنيه الذين كانت تعج بهم صفوف الأندية الإنجليزية وأبرزهم مارك فيدوكا ولوكاس نيل وبريت إيمرتون ولوك ويلكشير وتوني فيدمار وهاري كيويل وتيم كاهيل. ومن المتوقع أن يلعب جيديناك، الذي تأخر في الدفاع عن ألوان استراليا ولم توجه إليه الدعوة سوى عام 2008 بعمر الرابعة والعشرين في مباراة دولية ودية أمام سنغافورة وخاض معه غمار أول بطولة رسمية في كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا، دورا حاسما ومفصليا في حملة بلاده نحو التتويج بلقب القارة الآسيوية التي انضم إليها «سوكيروس» عام 2006 وخاض أولى بطولاتها عام 2007. ولا يمكن إذا كانت هناك نجومية متوقعة في البطولة أن تتجاهل المخضرم يونس محمود البالغ من العمر 31 عاما، والذي يلعب في الهجوم ولا يرتبط حاليا بأي ناد. فبعد ثمانية أعوام من قيادته المنتخب العراقي إلى مفاجأة القارة الصفراء وإحراز لقب كأس آسيا عام 2007، يجد يونس محمود نفسه أمام فرصة إثبات نفسه مجددا. إن الكرة الرأسية التي وضعها محمود في مرمى السعودية في تلك الأمسية التاريخية في جاكرتا تعتبر من اللحظات الخالدة في تاريخ البطولة القارية، وقد جعلته دون شك أسطورة بالنسبة للجماهير العراقية. لكن تحضيراته لنهائيات أستراليا 2015 لم تكن مثالية، إذ إنه من دون ناد منذ نحو عام بعدما انتهت تجربته القصيرة مع الأهلي السعودي. ومن المؤكد أن تفننه في إهدار ركلة جزاء نفذها على طريقة «باننكا» في المباراة الودية التي خسرتها بلاده أمام إيران (صفر/1) قبيل انطلاق البطولة القارية لن يساعده في تعزيز ثقته بنفسه. ومن المؤكد أن أبطال 2007 بحاجة ماسة إلى يونس المطالب باستعادة مستواه السابق من أجل مساعدة «أسود الرافدين» على تخطي عتبة الدور الأول عن مجموعة صعبة تضم اليابان حاملة اللقب والأردن وفلسطين. ويبدو حارس المرمى العماني علي الحبسي كالعادة حاضرا بقوة في البطولة، كونه أحد أشهر النجوم الآسيويين، كونه يلعب في ويغان الإنجليزي ويبلغ من العمر 33 عاما. ويحتاج المنتخب العماني ومدربه الفرنسي بول لوغوين إلى أن يكون الحارس القائد علي الحبسي في قمة مستواه إذا ما أراد العمانيون ترك بصمتهم في نهائيات أستراليا 2015. ومن المؤكد أن الحبسي، الذي يلعب حاليا في فريق برايتون معارا من ويغان، يعتبر من أشهر اللاعبين العمانيين بعد أن شق طريقه نحو العالمية ونحو أقوى الدوريات بجهد وتعب وصبر. ولد الحبسي في ديسمبر (كانون الأول) 1981 في ولاية المضيبي التي لعب في حاراتها، وقاده شغفه بالمستديرة إلى أن يصبح نجما كبيرا، فبدأ مع فريق المضيبي في الدرجة الثانية، ومن بعدها انتقل للنصر العماني وأحرز معه كأس السلطان قابوس، ليفتح صفحة الاحتراف العالمي مع لين النرويجي حيث شارك معه في 49 مباراة وقاده للمركز الثالث ونهائي الكأس المحلية، واختير كأفضل حارس في الدوري النرويجي في موسم 2004 - 2005. وحمله تألقه في ذلك الموسم في 2006 إلى بولتون الإنجليزي، لكنه لم يشارك معه سوى في 18 مباراة، فضاق عليه مقعد البدلاء، إلا أنه لم يستسلم فصبر حتى انتقل إلى ويغان أثليتك في 2010 على سبيل الإعارة لموسم واحد ليعوض غياب حارسه كريس كيركلاند المصاب، فتفجرت مواهبه وتألق في صفوفه، ليبقى معه أساسيا موسما آخر، لكنه أعير مؤخرا إلى برايتون. واشتهر الحبسي، الذي يملك في سجله لقب الكأس الإنجليزية رغم أنه كان احتياطيا في نهائي 2013 حين فاز ويغان على مانشستر سيتي 1/صفر، بقدرته على صد ركلات الجزاء، وهذا الأمر قد يكون حاسما ومصيريا لعمان في حال تخطيها المجموعة الأولى الصعبة التي تضم أستراليا المضيفة وكوريا الجنوبية والكويت. ويخوض الحبسي النهائيات القارية للمرة الثالثة في مسيرته بعد 2004 و2007، وهو شارك حتى الآن في 92 مباراة دولية. ويتميز في آسيا أيضا الإيراني رضا غوتشان جهاد البالغ من العمر 27 عاما، ويلعب كجناح مهاجم في نادي تشارلتون أثليتك الإنجليزي. ويعتبر رضا غوتشان جهاد، الملقب بـ«غوتشي»، من أكثر لاعبي المنتخب الإيراني شهرة. فبعد أن مثل هولندا على مستوى اليافعين، قرر هذا اللاعب أن يدافع عن ألوان بلده الأم، وسجل بدايته معها في أكتوبر (تشرين الأول) 2012. دون غوتشان جهاد اسمه على الساحة الدولية عندما سجل هدف إيران الوحيد في مونديال البرازيل الصيف الماضي في المباراة التي خسرتها أمام البوسنة 3/1، لكنه كان بطلا في أعين الإيرانيين قبل تلك المباراة إذ كان صاحب هدف التأهل إلى العرس الكروي العالمي في المباراة التي فازت بها بلاده على كوريا الجنوبية. في أغسطس (آب) الماضي وقع هذا اللاعب عقد انتقاله إلى نادي الكويت الكويتي على سبيل الإعارة من تشارلتون أثليتك الإنجليزي، بعد أن عانى في فرض نفسه مع الأخير. حل غوتشان جهاد في هولندا حين كان في الرابعة من عمره، ولعب هناك مع هيرينفين، وغو أهيد إيغلز، وإيمين، وكامبور، إضافة إلى احترافه في بلجيكا مع سانت ترويدن وستاندرلياغ. ويعول الإيرانيون كثيرا على هذا اللاعب على أمل قيادتهم إلى إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1976 والرابعة في تاريخهم.

مشاركة :