تركت مغادرة الأمين العام لحركة «انصار الله» جمال سليمان خلسة مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين ليل أول من أمس، مع أفراد من عائلته و17 شخصاً آخرين، ارتياحاً في المخيم الذي كان شهد اشتباكات دموية الشهر الماضي بين مسلحيه وبين مسلحي حركة «فتح» امتدت تداعياتها الى بلدة المية ومية اللبنانية المجاورة. وفيما ذكرت أمس، الوكالة الوطنية للاعلام (الرسمية) أن سليمان ومن معه «فروا إلى منطقة المزة في سورية وأن الاشخاص الذين غادروا معه هم من عائلته واشقائه وعدد من مرافقيه»، تجاهل بيان صادر عن الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية بعد اجتماع أمس، مسألة مغادرة سليمان المخيم، وتحدثت هذه الفصائل والقوى عن «جهود مبذولة فلسطينية ولبنانية أفضت إلى إيجاد الحلول الجذرية لأحداث مخيم المية ومية المؤلمة والمؤسفة». وأعلنت عن قرارها «عودة الحياة الطبيعية إلى مخيم المية ومية وإزالة المظاهر المسلحة والمربعات الأمنية وفتح المدارس والعيادات والمحلات وعودة الأهالي إلى منازلهم وبلسمة جراح أهلنا والبدء بورشة لإصلاح الأضرار». وحيا المجتمعون «أهلنا الصامدين في مخيم المية ومية وأشقاءنا في بلدة المية ومية ومدينة صيدا والجنوب». وتسلم مقر «انصار الله» نائب الامين العام للحركة ماهر عويد وهو من المقربين إلى «حزب الله» بعد التباين الذي برز بين الحزب وبين سليمان الذي، وفق مصادر فلسطينية «خرج عن طوع «حزب الله» وفتح على حسابه». وذكرت «المركزية» ان سليمان «تم تخييره بين مخيم عين الحلوة او الرشيدية او الضاحية الجنوبية، لكنه اختار المغادرة إلى خارج لبنان». ونقلت عن مصادر عسكرية أن سليمان لم يمرّ عبر حواجز الجيش اللبناني عند مداخل المخيم. وجال أمس، قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب في المخيم وأشرف على إزالة الدشم والمظاهر المسلحة كافة. وطمأن الأهالي واعداً «بعودة الحياة الطبيعية إلى المخيم في الساعات القليلة المقبلة». وعقد أبو عرب اجتماعاً لقيادة وضباط حركة «فتح» والأمن الوطني في المخيم في حضور مسؤول العلاقات العقيد أبو نادر العسوس، وقائد الامن الوطني في المخيم المقدم أبو محمد عباس ونائبه الرائد محمود البرناوي. وكان «حزب الله» دعم حركة «انصار الله» في تسعينات القرن الماضي. ونقلت «المركزية» عن شهود عيان أنه «تم إحراق عدد من المستندات الخاصة بسليمان في مربعه الأمني قبل مغادرته بساعات قليلة». وكان سليمان أسس بعد طرده من «فتح» حركة «أنصار الله» بدعم من إيران و «حزب الله». وفك ارتباطه بالحزب في المعارك في سورية.
مشاركة :