دوالي الأوردة علامة تحذيرية لخطر الجلطات الدموية

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الدوالي التي تظهر في شكل عقد تحت الجلد ليست دائما تشوّها عرضيا للأوردة، تتقلص فاعليته وأعراضه بمجرد الخلود إلى الراحة، وإنما يعتبرها الكثير من الأطباء بمثابة إشارة تحذيرية تنذر بدنو الإصابة بالجلطات الدموية. واشنطن – كشف فريق من الباحثين أن حوالي ربع المرضى الذين تظهر جلطات دموية سطحية في سيقانهم قد يكونون عرضة للإصابة بجلطات عميقة أكثر خطورة في الأوردة وأوضحوا أن دوالي الأوردة يمكن أن تسبب جلطات دموية بالقرب من سطح الساقين. ومن بين مجموعة من أكثر من 425 ألف شخص، نصفهم يعاني من دوالي الأوردة، وجد الباحثون ارتباط الحالة مع الخطر المتزايد من تجلط وريدي عميق. وأوضح الباحث شيو لون تشانغ، أستاذ أمراض القلب بمستشفى نيويورك، “لا يعرف الكثير عن الدوالي وخطر هذه الأمراض، إلا أنه من المؤكد وجود علاقة وثيقة بين دوالي الساقين وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدموية المهددة للصحة”. ووجد الباحثون اتجاها لزيادة خطر الانسداد الرئوي وتضييق شرايين الساق، بين أولئك الذين يعانون من الدوالي. كما ذكرت دراسة أُجرِيَت على 425 ألف شخصٍ، ونشرت في صحيفة ديلي مايل البريطانية، أنَّه ينبغي اعتبار الدوالي علامة تحذيرية كبرى لخطر الإصابة بتجلُّط الأوردة أو الانصمام الرئوي. ووجد الباحثون أنَّ الأشخاص المصابين بالدوالي كانوا أكثر عرضة بـ5 مرات للإصابة بتجلُّط الأوردة العميقة، الذي يحدث في الساقين، وقد يؤدي إلى البتر أو حتى الوفاة وكانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالانصمام الرئوي، الذي يُعَدّ جلطةً تنتقل إلى الرئتين وقد تسبب الوفاة أيضا. وكان المصابون أكثر عرضة بمرتين للإصابة بأمراض الشرايين الطرفية، التي تقلل تدفُّق الدم إلى الساقين والذراعين. ويعبّر فريق جامعة الصين الطبية عن عدم تيقنه مما إذا كانت الدوالي تُسبِّب جلطات الدم بالفعل، أو ما إذا كانت أعراضاً لمشكلات أعمق تُعَدّ سببا مشتركا في الإصابة بالدوالي ومشكلات التجلُّط الأخطر. لكنَّ أفراد الفريق يعتقدون أنَّ الالتهابات الوريدية قد تكون مسؤولةً عن ذلك، بغضِّ النظر عن سببها، رغم أنه من النادر ما ترتبط الدوالي بمشكلات صحية خطرة، لكنَّ تجلُّط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي وأمراض الشرايين الطرفية تُعَدّ أمراضا وريدية مرتبطة بآثار خطرة على جسم الإنسان. الأطباء يرون أن هناك علاقة وثيقة بين دوالي الساقين وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدموية المهددة للصحة وتجدر الإشارة إلى أن دراسة جينية كبيرة كانت قد أظهرت أن طول القامة يجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بتوسع الأوردة أو ما يسمى بالدوالي. وحلل الباحثون في هذه الدراسة بيانات قرابة 500 ألف شخص شاركوا في الدراسة طويلة الأمد التي أجراها البنك الحيوي البريطاني (بيوبنك)، بحثا عن سمات ترتبط بخطر الإصابة بدوالي الأوردة، ما قادهم إلى أن طول القامة عامل خطر قوي. وأجرى الباحثون بعد ذلك مسحا جينيا واسعا شمل مئات الآلاف من الأشخاص وحددوا 30 جينا الكثير منها يسهم في نموّ الهيكل العظمي والأوعية الدموية، مما يشير إلى أنّ الطول قد يكون سببا مباشرا للدوالي. وقال كبير الباحثين في الدراسة نيكولاس ليبر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا “لا نعلم بعدُ السبب في أنّ الطول يعتبر عامل خطر قويا هكذا للإصابة بالدوالي". وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني “قد يكون أمرا بسيطا يتعلّق بتدفق الدم والجاذبية، إذ يعاني طوال القامة ضغطا أعلى في أوردتهم ما يؤدي لتضخّمها واتساعها". وتابع قائلا “من ناحية أخرى، أظهرت الدراسات الجينية القوية التي أجريناها أن الطول ليس مرتبطا فحسب بالمرض وإنما هو يسببه في ما يبدو، وهو اختلاف كبير، لأن الجينات التي تتحكم في طول الإنسان قد تلعب دورا في بنية وسلامة الأوردة". وأكدت الدراسة أن إجراء جراحة بالساقين والتاريخ المرضي للأسرة وقلة الحركة والتدخين والعلاج الهرموني كلها عوامل خطر قد تؤدي أيضا للإصابة بالدوالي. كما أوضح الدكتور توماس نوبيناي أن دوالي الساقين هي أوردة متسعة تتخذ شكل العقد تظهر تحت جلد الساقين مباشرة ويميل لونها إلى الأزرق. وأضاف أخصائي الأوعية الدموية الألماني أن الأوردة العنكبوتية هي أخف أشكال دوالي الساقين، وهي عبارة عن أوردة دقيقة متشعبة تحت الجلد. وفي الغالب تمثّل الأوردة العنكبوتية مشكلة جمالية فقط؛ حيث إنها تسبب متاعب صحية في حالات نادرة. عدم علاج الدوالي قد يتسبب في الإصابة بقرحة أو جلطة في الساق، وفي المراحل المبكرة يمكن علاج الدوالي بواسطة الأقراص الدوائية أو المراهم ومن جانبه قال الدكتور لوثار برومر إن دوالي الساقين يختبئ وراءها أحد أمراض الأوردة، كوجود خلل في صمامات الأوردة، مما يؤدي إلى تكدّس الدم في الساقين. وقد ترجع دوالي الساقين إلى قصور في الأوردة، والذي قد يكون سببه وراثيا، خاصة لدى النساء. وقال الباحث تشانغ “إن الدوالي ليست مجرد شكل بغيض، ولكنها قد يصاحبها خطر الإصابة بأمراض أكثر خطورة”، مؤكدا أن الدوالي حالة شائعة تؤثر على نحو 23 بالمئة من البالغين الأميركيين، ما يتطلّب خضوعهم لمراقبة دقيقة وتقييم مبكر. وحذّرت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرغ من أن عدم علاج الدوالي قد يتسبب في الإصابة بقرحة أو جلطة في الساق، مشيرة إلى أنه في المراحل المبكرة يمكن علاج الدوالي بواسطة الأقراص الدوائية أو المراهم. كما يمكن ارتداء الجوارب الضاغطة. ويمكن علاج الدوالي بطرق عدة، منها الأدوية والليزر والاستئصال. تقول الدكتورة أنجيلا ميغيل، المتخصصة في جراحة الأوعية الدموية بالمعهد الطبي للعلاج بالليزر في مدريد، إنه يمكن إزالة الدوالي السطحية باستخدام العلاج الضوئي. ويتمثّل هذا العلاج في استخدام مادة رغوية متصلّبة يتم حقنها في جدار الوريد، لتزيد من حجمه، ونظراً إلى كونه رقيقاً جداً (مليمتر واحد)، يزداد حجمه بسرعة فائقة ويبقى مغلقاً.

مشاركة :