الشرطة الفرنسية تحاصر المشتبه بهما في الهجوم على «شارلي إيبدو»

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تجري عملية لقوات النخبة الفرنسية اليوم (الجمعة) من أجل «السيطرة» على الأخوين كواشي المتطرفين الفرنسيين المتهمين بتنفيذ الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو»، الذي أوقع 12 قتيلا الأربعاء، والمحاصرين داخل شركة يحتجزان فيها رهينة بشمالي شرق باريس. وصرح وزير الداخلية برنار كازنوف بأن «عملية جارية للسيطرة على منفذي الاعتداء الجبان قبل يومين». وتحلق 3 مروحيات بشكل مستمر فوق موقع العملية، وهي مطبعة في منطقة دمارتان أون غويل الصناعية، وعدد سكانها 8 آلاف نسمة وتبعد 20 كلم عن مطار رواسي الدولي. وعُدّل مسار الرحلات؛ إذ لم يعد مسموحا هبوط الطائرات على المدارج في القسم الشمالي للمطار. وقبيل الساعة (08.00 تغ) وقع تبادل كثيف لإطلاق النار بين الشرطة التي رصدت على حاجز سيارة بيجو 206، سرقت من امرأة من البلدة قالت إنها تعرفت على شريف وسعيد كواشي المسلحين برشاشات وقاذفات، حسب مصادر من الشرطة. وأشارت النيابة الفرنسية إلى عدم وقوع ضحايا في تبادل إطلاق النار. وتتركز جهود الشرطة منذ 3 أيام في هذه المنطقة الريفية، حيث أعلنت حالة الإنذار القصوى، حين كانت تطارد الأخوين المتهمين بتنفيذ الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ فرنسا منذ ربع قرن. من جهته، أعلن رئيس الوزراء إيمانويل فالس خلال اجتماع في وزارة الداخلية اليوم أن فرنسا في حرب «ضد الإرهاب وليس ضد دين معين»، مضيفا أنه سيتعين اتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة هذا التهديد. وبعد جمع مختلف المعلومات، يبدو أن مسؤولية سعيد كواشي ازدادت بعد أن كانت أجهزة الاستخبارات ركزت في البدء على الشقيق الأصغر شريف. وفي واشنطن، كشف مسؤولون أميركيون أن شريف وسعيد كواشي، مدرجان منذ سنوات على اللائحة الأميركية السوداء للإرهاب، وأن سعيد كواشي تدرب على حمل السلاح في اليمن. إلى ذلك، ذكر مسؤول أميركي في قوات الأمن رافضا الكشف عن اسمه، أن الأخوين «كانا على اللائحة الأميركية للمراقبة منذ سنوات». وقد أدرج اسما الرجلين أيضا على اللائحة الأميركية للأشخاص الذين يشتبه بضلوعهم في الإرهاب، بما يشمل «منع السفر» المطبق على لائحة من الأشخاص يحظر عليهم الصعود إلى طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة. من ناحية أخرى، أعلن المحققون اليوم عن وجود «رابط» بين الأخوين كواشي والقاتل المفترض الذي أطلق النار وقتل شرطية أمس في مونروج، جنوب باريس. وكانت السلطات تعتبر حتى الآن أنه لا توجد صلة بين القضيتين، على الرغم من تكليف قضاة مكافحة الإرهاب بالتحقيق في الهجوم، الذي أدى إلى مقتل شرطية متدربة وإصابة موظف في البلدية. وحذر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني «إم آي 5» أمس، من أن مجموعة إسلامية متطرفة موجودة في سوريا تخطط لشن «اعتداءات واسعة النطاق» في الغرب، وأن الاستخبارات قد تكون عاجزة عن وقفها. كما دعا إلى مؤتمر دولي عن الإرهاب في باريس الأحد المقبل. وغداة يوم من الحداد الوطني، بدا اجتماع أزمة ثالث صباح اليوم في الإليزيه برئاسة فرنسوا هولاند وفالس، وتركز على أعمال البحث والانتشار الأمني؛ لكنه اختصر بعد تطور الأحداث. وعند الساعة (11.00 تغ) أمس، لزمت البلاد دقيقة صمت حدادا على الضحايا، فيما أطفئت أنوار برج إيفل مساء لفترة وجيزة. وفي أجواء وحدة في البلاد، دعا ممثلو مسلمي فرنسا «أئمة مساجد» البلاد إلى «إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم» أثناء خطبة الجمعة، للرد على الهجوم على شارلي إيبدو. وخلال صلاة الجمعة سيجري تكريم ذكرى ضحايا الاعتداء في كل مساجد فرنسا. والاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا في وسط باريس، أشاد به تنظيم داعش المتطرف أمس، واصفا منفذيه بـ«الجهاديين الأبطال». وفي بادرة لافتة جدا توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إلى مقر السفارة الفرنسية في واشنطن، لتوجيه تحية لذكرى الضحايا، ووقّع كتاب التعازي الذي فتح فيها. وكتب أوباما: «باسم الأميركيين أعبر للفرنسيين عن تضامننا بعد هذا الهجوم الإرهابي الرهيب في باريس». وأضاف أوباما: «بصفتنا حلفاء عبر العصور، نحن متحدون مع أشقائنا الفرنسيين لضمان تحقيق العدالة.. نحن نتقدم معا ومقتنعون بأن الإرهاب لن ينتصر على الحرية وعلى قيمنا وعلى القيم التي تنير العالم. فلتحيا فرنسا!». وفيما نظمت مظاهرات دعم جديدة لحرية التعبير في فرنسا وعدة مدن أوروبية، أعلن فريق عمل شارلي إيبدو أن الصحيفة ستصدر الأربعاء المقبل على الرغم من الهجوم الدموي، مع عدد خاص بمليون نسخة، مقابل 60 ألف نسخة عادة.

مشاركة :