وزراء الثقافة العرب يجتمعون في الرياض و «اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني»

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تنطلق أعمال الدورة الـ19 لمؤتمر وزراء الثقافة العرب غداً (السبت)، واختار الوزراء «اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني» موضوعاً رئيساً لمؤتمرهم، مجددين تأكيد المبادئ الأساسية والأهداف التي نصّت عليها الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية. وأوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الدكتور عبدالله بن حمد محارب أن الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية هي ارتكاز النهضة الثقافية العربية المنشودة لتكون رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب الدعوة إلى ضرورة التفاعل مع العصر والفكر الآخر، لا الاكتفاء بالاستعارة منه وتقليده. وأكد المحارب أن المسؤولين عن الشؤون الثقافية يدركون عمق العلاقة بين اللغة والثقافة، «وليس هناك ما هو أهم من اللغة في تطوير الثقافة الإنسانية، ويعتبرون اللغة عنصراً أساساً لتطوير الثقافة العربية، الأمر الذي يستدعي مزيداً من النهوض بها وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطوّر والصمود أمام اللغات الأجنبية، فضلاً على العمل على الارتقاء بمستوى الجامعات العربية لتجاوز المعارف القديمة في مناهجها والتخصصات المحدودة، وجعلها تمتلك ما يلزم من مقومات إنتاج المعرفة وصناعة العلماء». وقال إنه لا يمكن «أن يكون لنا فعل في الواقع الحضاري، ولن يكون لنا إسهام حقيقي في بناء الحضارة الإنسانية إلا من خلال مزيد العناية والاهتمام بلغتنا العربية، وتفعيل الاهتمام باللغات الأخرى، ونقل ما فيها من ذخائر معرفية إلى الأجيال العربية، إذ تبرز أهمية التكامل بين اللغة والثقافة بوضوح من خلال دعم الركائز الأساسية التي أفرزت التقارب الثقافي والفكري والتكامل الإنساني الذي يتيح للجميع النظر إلى المستقبل في إطار من التعددية الفكرية والثقافية المبنية على ثوابت مشتركة ومد جسور من الحوار بين الثقافات والشعوب». وأضاف المدير العام للألكسو: «إن ما أولاه المؤتمر من توصيات وقرارات في دورات سابقة لاجتماعاته، ركزت كلها على المنزلة الرفيعة التي يجب أن تكون عليها اللغة العربية باعتبارها مكوناً أساساً للهوية وبناء الشخصية وتجذير القيم، وجعل النهوض بها وتهيئتها لمتطلبات عصر المعلومات على رأس قائمة أولويات السياسة الثقافية والتربوية في الوطن العربي، ومن ذلك القرار المنبثق عن الدورة الـ12 بالرياض 2000م، الذي تم فيه إقرار «دعم اللغة العربية في الصناعات المعلوماتية»، والقرار الصادر عن الدورة الـ14 بصنعاء عام 2004، وتضمن توصية «بدعم اللغة العربية تعزيزاً للهوية القومية والتنمية المجتمعية»، ووافقت الدورة الـ17 بدمشق عام 2008 على «مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي أوصت به القمة العربية»، لافتاً إلى أن الإعلان الصادر عن الدورة الـ17 للمؤتمر بالدوحة عام 2010 في شأن القمة الثقافية العربية، أكد أن «اللغة العربية عنصر أساس لتطوير ثقافتنا العربية، ولا بد من النهوض بها»، وحث مؤتمر المنامة عام 2012 الدول العربية والمنظمة على «مواصلة الجهود في مجال الترجمة والتعريب ونشر اللغة العربية وتحديث طرائق وأساليب تدريبها، والاعتناء بمعلميها وتطوير قدراتهم ليكونوا قادرين على النهوض بها، وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطوير والصمود أمام اللغات الأجنبية». وأشار المحارب إلى أن المنظمة تستغل حضورها في المحافل الدولية لتنضم إلى أصوات المدافعين عن «الاستثناء الثقافي»: لأنها لا ترى في المنتج الثقافي مجرّد سلعة ككل السلع؛ بل تعبيراً عن روح الشعوب وإحساسها وعبقريتها، وعلى هذا الأساس ساند الاتفاق الذي أصدرته «يونيسكو» لحماية تنوع المضامين الثقافية، وتعاونت مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية، ومن بينها مجموعة «الفضاءات اللغوية الثلاثة»، الفرنسية والإسبانية والبرتغالية، وقامت بتنظيم سلسلة من الندوات والمؤتمرات بهدف تفعيل دور المثقف العربي، وشاركت في فعاليات أخرى أو قدمت لها الدعم دفعاً للتكامل الثقافي بين البلدان العربية وبناء جسور التواصل مع بقية شعوب العالم وتحقيق التكامل الثقافي المنشود». واستعرض المدير العام للألكسو أبرز نشاطات المنظمة ومشاريعها المستقبلية، ومنها إحداث جوائز مثل الجائزة العربية للتراث، والجائزة العربية للإبداع الثقافي، والبرنامج الذي تستعد المنظمة لتنفيذه بالتعاون مع الدول العربية، واعتزامها تنظيم ندوة دولية عن «الحرف العربي» خلال هذا العام. يذكر أن المؤتمر اعتاد على تحديد موضوع رئيس له من المواضيع الثقافية الكبرى، التي تستأثر باهتمامات البلدان العربية وتتوافق مع مضمون المعاهدة الثقافية لعام 1945، وميثاق الوحدة الثقافية العربية لعام 1964، ودستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لعام 1964، والإطار الفكري والمبادئ الأساسية للوثيقة الأساسية للخطة الشاملة للثقافة العربية لعام 1985، وللصيغة المحدّثة للخطة لعام 2011 والاتفاقات والخطط الثقافية العربية النوعية الأخرى. وتشكّلت اللجنة الدائمة للثقافة العربية وتم تكليفها بوضع تصور أولي للمواضيع المقترحة على كل دورة من دورات المؤتمر، بما في ذلك المواضيع الفرعية للموضوع الرئيس وإدراجها ضمن بنود جدول الأعمال لمناقشتها وإقرارها واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها من الدول العربية والمنظمة. ومكّن هذا الموعد المتجدد من مراعاة البعد القومي الذي يرمي إليه المؤتمر من عقد هذه الدورات في أقطار عربية متعددة، تجسيداً لوحدة هذه الأقطار وتعبيراً عن اللامركزية الثقافية وتأكيداًَ لما ترمز إليه الثقافة العربية الواحدة والموحدة من بناء جسور التلاقي بين أبناء الشعب العربي الواحد.

مشاركة :