هيئة كبار العلماء السعودية: هجوم باريس غير مقبول تحت أي مبرر والدين الإسلامي يرفضه

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية على الهجوم الذي استهدف، أول من أمس، مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس، حيث نكست الأعلام وعاشت باريس حالة حداد. ونكست الأعلام في بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية تضامنا مع فرنسا، بينما قام قادة، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بزيارة السفارة الفرنسية والتوقيع في كتاب التعازي. وتراوحت الردود الرسمية حول العالم بين الشجب وإبداء التعاطف مع ضحايا الهجوم الإرهابي. وأعلنت بعض الدول استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لفرنسا. وأدانت هيئة كبار العلماء السعودية أمس الهجوم الإرهابي على مقر صحيفة «شارلي إيبدو»، وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، في بيان له أمس، إن «هيئة كبار العلماء تستنكر هذا الهجوم الإرهابي الذي لا يُقبل تحت أي مبرر، ويرفضه الدين الإسلامي الحنيف». وأوضح: «إننا نذكر بما سبق أن صدر عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية من بيانات وقرارات تندد بالإرهاب بصوره وأشكاله كافة، وتحرم وسائله وتجرم تمويله، وتطالب العالم أجمع بأن يتخذ موقفا موحدا من الإرهاب سواء ما كان منه على مستوى الدول أو الجماعات والأفراد»، وأكدت الهيئة أن المسلمين «هم أكثر من عانى من الإرهاب وأول من تضرر من جرائمه». من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي الحادث الإرهابي، مؤكدة أن هذا الاعتداء «الإرهابي لا يمثل إلا مقترفيه». وأفادت المنظمة، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها، في بيان، أن هذه الاعتداءات الإرهابية لا تمثل إلا مقترفيها المجرمين، مجددة تأكيدها على موقفها الثابت والحازم الذي يندد بالإرهاب بجميع أشكاله وصوره، مشددة في الوقت نفسه على أن العنف والتطرف كانا ولا يزالان أكبر عدوين للإسلام، وأنهما يتنافيان مع قيمه ومبادئه الأصيلة. وأعربت المنظمة عن أملها في سرعة القبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة من قبل السلطات الفرنسية المعنية، معبرة عن عزائها وتعاطفها العميق مع أهالي الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للجرحى. وفي القاهرة، أدان الأزهر الشريف الهجوم «الإجرامي»، مؤكدا أن «الإسلام يرفض أي أعمال عنف». ودعت كبريات المنظمات الإسلامية الفرنسية جميع الأئمة في أنحاء فرنسا إلى إدانة الإرهاب في خطبة الجمعة اليوم، وطالبت المنظمات السبع الكبرى في بيان مشترك أئمة جميع مساجد فرنسا بإدانة العنف والإرهاب من أي طرف وبأشد العبارات. كما دعت المسلمين للمشاركة في وقفة صامتة بعد صلاة الجمعة حدادا على ضحايا هجوم الصحيفة، كما حثتهم على المشاركة في الفعاليات الوطنية التي ستقام في أنحاء فرنسا. وأعربت المنظمات في البيان عن صدمتها وحزنها العميقين لمقتل الصحافيين ورجال الأمن، كما أعربت عن تضامنها مع أسر الضحايا. وكان الأزهر قد أدان أول من أمس الهجوم فور وقوعه. كما أدان مجلس مسلمي بريطانيا، العملية الإرهابية، ووصفها أمينه العام الدكتور شجاع شافي، بأنها «عمل وحشي غير أخلاقي ضد الديمقراطية وحرية الصحافة». من جانبه، ندد مفتي البوسنة حسين كافازوفيتش بـ«الاعتداء الإرهابي الوحشي»، الذي استهدف أسبوعية «شارلي إيبدو» أول من أمس بباريس وخلف 12 قتيلا و11 جريحا. وقال المفتي في رسالة تعزية: «أعبر عن تضامني التام مع الشعب والدولة الفرنسيين، وأدين الهجوم الإرهابي الوحشي على هيئة تحرير صحيفة (شارلي إيبدو)». وأضاف المفتي: «أدين بأشد العبارات من خططوا ونفذوا هذا الرعب ومن يزرعون الخوف. إن الحرية (..) أقوى من الخوف، وبالتالي لا يمكن القضاء عليها»، معربا عن الأمل في رؤية «القتلة وشركائهم يحالون إلى القضاء». وفي الفاتيكان، صلى البابا فرنسيس من أجل كل الذين طالهم الهجوم الدموي ضد صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، كما أعلن الفاتيكان. وقال البابا خلال القداس اليومي الصباحي في بيت القديسة مارثا، الذي خصص للضحايا، إن «الاعتداء في باريس يدفعنا للتفكير في هذه القساوة البشرية، في هذا الإرهاب، سواء كان إرهابا معزولا أو إرهاب دولة.. هذه القسوة التي يقدر عليها الإنسان». وأضاف: «فلنرفع الصلوات الآن من أجل ضحايا هذه القسوة، وهناك الكثير منهم. ولنصل أيضا للأشخاص مرتكبي هذه الأفعال لكي يغير الرب قلوبهم». ووجهت برقية أيضا باسم خورخي برغوليو من قبل سكرتير دولة الفاتيكان بيترو بارولان، إلى أسقف باريس عبر فيها البابا عن «تضامنه مع حزن كل الفرنسيين». وأضافت البرقية أن «الحبر الأعظم يدين مرة جديدة العنف الذي يولد مثل هذه المعاناة، ويتضرع لله لكي يقدم هبة السلام». وكان البابا الأرجنتيني أيضا نشر على حساباته في «تويتر»، بكل اللغات، رسالة: «صلوات من أجل باريس». وكانت دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية قد أدانت الحادثة. وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، عن الإدانة والاستنكار الشديدين من دولة الكويت لحادث إطلاق النار الإرهابي الذي استهدف مقر الصحيفة الفرنسية. وأدانت دول عربية منها مصر والعراق والمغرب الهجوم أول من أمس. وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «الحادث الإرهابي»، معلنا دعم مصر لعملية مواجهة الإرهاب. وقدم السيسي في برقية أرسلها لنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، تعازيه ومواساته لأسر الضحايا والمصابين. وأرسل عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، أمس، برقية للرئيس الفرنسي معزيا إياه في ضحايا الهجوم الإرهابي «الجبان». وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أعرب الملك عبد الله الثاني في برقيته عن «إدانته الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية الجبانة، وعن أصدق مشاعر المواساة بهذا المصاب الأليم، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل». كما أدانت الحكومة الليبية المؤقتة أمس الاعتداء، وقالت في بيان إن هذا «الهجوم لا يمثل قيم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على عدم استهداف المدنيين»، لافتة إلى أن «الإسلام رسالة ودعوة، لا انتقام وإرهاب». وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «استنكاره للحادث الإرهابي البغيض»، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني أعرب في برقية وجهها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «إدانتنا واستنكارنا الشديدين لمثل هذه الجرائم البشعة المرفوضة دينيا وأخلاقيا». وعبر عباس لـ«الرئيس الفرنسي وشعبه الصديق ولأسر الضحايا عن صادق تعازينا القلبية، راجيا لأرواح الضحايا الرحمة، وللمصابين الشفاء العاجل، ولأسرهم الصبر والسلوان». وشاركت دول أوروبية عدة في دقيقة صمت حدادا على القتلى أمس، تزامنا مع دقيقة صمت في فرنسا في الساعة الحادية عشرة صباحا. وفي بروكسل، وقف نواب البرلمان الأوروبي صباح أمس دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء على الصحيفة، فيما تنظم ظهر اليوم فعاليات أخرى في المؤسسات الأوروبية التي نكست أعلامها. وشارك مئات البرلمانيين والموظفين في هذا التكريم في ساحة البرلمان «تعبيرا عن التضامن مع المواطنين الفرنسيين والسلطات وضحايا الاعتداء الدامي»، كما قال رئيس البرلمان مارتن شولتز. وقد تجمع مئات الأشخاص مساء أول من أمس في نيويورك وواشنطن وكندا متحدين الصقيع، تنديدا بالاعتداء ودفاعا عن حرية الصحافة. وانضمت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إلى نحو 300 متظاهر في واشنطن للإعراب عن تضامنها مع مواطنيها وتعاطفها مع الضحايا. وأدان مجلس الأمن الدولي أول من أمس الهجوم الذي وصفه بـ«الهمجي الإرهابي الجبان»، مؤكدا أن أعضاء المجلس «يدينون بشدة الهجوم الإرهابي الذي لا يمكن التساهل معه، واستهدف صحافيين وصحيفة». وفي أنقرة، نددت الحكومة التركية بالهجوم، إلا أنها حذرت في الوقت نفسه من خطر الإسلاموفوبيا. وقال وزير الخارجية مولود جاويش: «نندد بكل حزم بالإرهاب. نحن ضد الإرهاب بجميع أشكاله بغض النظر عن مصدره ودوافعه»، لكنه انتقد «العنصرية» و«كراهية الأجانب» و«الإسلاموفوبيا» في أوروبا، داعيا إلى مكافحتها بطريقة موحدة. وشجبت حكومات دول آسيوية ذات أغلبية مسلمة أمس الهجوم الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية أول من أمس. وأكدت الحكومة الإندونيسية أن «العنف غير مبرر»، وشددت على دعمها جهود الحكومة الفرنسية لضبط ومحاكمة الجناة. وأعلنت باكستان أنها تشجب الإرهاب بكل صوره ومظاهره. وقال بيان للخارجية: «نعرب عن ثقتنا في أن المجتمع الدولي سيواصل الوقوف بقوة ضد الإرهاب». وأدانت الخارجية الماليزية الهجوم، ودعت إلى «محاربة التطرف بالاعتدال، والتفاهم بين الثقافات، والاحترام». وشددت في الوقت نفسه على أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يبرر قتل أبرياء. كما أدانت حكومة الفلبين، التي تعاني من تمرد أقلية مسلمة، الهجوم، ووصفته بأنه «تجاهل صارخ لحياة الإنسان والحق الأساسي في التعبير عن الرأي». وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، الهجوم الإرهابي، معتبرة أن تعرض أي إنسان بريء لأي عملية إرهابية يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي. وأدانت أفخم استغلال حرية التعبير، والتطرف الفكري، واغتيال الشخصيات التي تتمتع باحترام من قبل الأديان والشعوب، وتوجيه الإهانة للأديان السماوية والقيم والرموز التي تكن هذه الأديان لها الاحترام، رافضة في الوقت نفسه هذا النهج، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا».

مشاركة :