كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن مركز صوت الحكمة في المنظمة يستعد لتطور نوعي في أدائه، وسيجري الإعلان عنه قريباً.جاء ذلك في كلمة ألقيت نيابة عنه في افتتاح الندوة الثانية بمقر المنظمة بجدة اليوم (الخميس) حول جهود الدول الأعضاء في مكافحة التطرف والإرهاب، التي تناولت جهود المملكة العربية السعودية من خلال المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، ومعهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، بالإضافة إلى مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع.وقال: «إن الوضع الأمني الذي تمر به بعض الدول الأعضاء بالمنظمة وفي ظل تواصل التهديدات الإرهابية يستدعي تكاتف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة».وأكد أهمية التعرف على تجارب الدول الأعضاء لتبرز إمكانية الاستفادة منها، موضحاً أن المنظمة تضع تجربة فريدة لمكافحة الإرهاب والتطرف من خلال إستعراض ما بذلته المملكة العربية السعودية في هذا الشأن، خصوصاً وأنها تستضيف وتشرف على التحالف العسكري لمكافحة الإرهاب، إلى جانب مشاركاتها الدولية العديدة في مكافحة هذه الظاهرة.وشهدت الندوة شرحاً مفصّلاً للجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في حربها على الإرهاب، حيث تناول مدير إدارة التعاون الدولي في المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» الدكتور سلطان الخزّام، دور المركز، الذي بدأ عمله في عام 2017، يعمل على محاربة التطرف، في ظل الزيادة الحاصلة في موجة العنف والقتل، مشددا على ضرورة القضاء على جذور مشكلة التطرف وأساسها المكوّن.وقال: «إنه قد بات مهما العمل بشكل جماعي، وهو ما يعد إستراتيجية»اعتدال«الذي يسعى إلى الاستفادة من جهود الجميع، وأن المركز يقوم على أسس عديدة منها الشفافية والتنوع بوصفها ركائز مهمة لنجاح العمل».بدورها أكدت مديرة إدارة البيانات المعمّقة بالمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف بيان المطوّع، أن ما يقوم به «اعتدال» بدراسة وتحليل للجماعات الإرهابية من أجل تطوير أدائه في مواكبة ومواجهة التغيرات لدى هذه الجماعات المتطرفة.وفي الجلسة الثانية التي أدارها مدير إدارة فلسطين بالمنظمة السفير علي قوطالي، استعرض خلالها تجربة معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، من خلال الدكتور حسن آل المناخرة عميد المعهد، الذي قال: «إن الإرهاب والتطرف لا دين لهما»، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل الدين الوسط والاعتدال، مؤكداً أن المملكة تفخر بأنها أول من أسسّ لهذا المفهوم.وأشار آل المناخرة إلى أن المعهد بدأ في صورته الأولى بكرسي علمي للأمير خالد الفيصل في جامعة الملك عبد العزيز، قبل أن تصدر موافقة الجامعة في عام 2016 على تحويل الكرسي إلى مركز، تم اعتماده معهدا قبل شهر من الآن.وأوضح آل المناخرة، أن المعهد يعد الجهة الأكاديمية الوحيدة التي تمنح درجات علمية في موضوع الاعتدال، لافتاً إلى أن 70% من مضمون المعهد يعتمد على ترسيخ الاعتدال في الدين، دون أن يغفل المجالات الحياتية الأخرى بوصف الاعتدال أمراً يشمل مناحي الحياة كافة.وفي الجلسة الثالثة، برئاسة مستشار أمين عام المنظمة السفير معز بخاري، تحدث العقيد الركن عبد الله بن هادي الهاجري عن جهود مركز الحرب الفكرية قائلا: «إن العالم يعيش بالفعل في حالة حرب فكرية، وفكرية مضادة»، مؤكداً أن الخلل ليس في الدول أو المنظمات بقدر ما هو في الأشخاص، مبيّناً أن مركز الحرب الفكرية، يعد النموذج الثالث لحرب المملكة ضد الإرهاب والتطرف، يعمل على تعزيز المناعة الفكرية لدى الجهات المستهدفة من خلال بث الوعي وتحصين الشباب من الفكر المتطرف.وأكد أن أساس عمل المركز يقوم على التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، من خلال عرض قيم الدين الحق، مشيراً إلى أن أفكار المركز يجري نشرها من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
مشاركة :