واشنطن – أكد بحث للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن ضرب الطفل على الأرداف والأشكال الأخرى من العقاب البدني يعززان احتمالات حدوث أضرار نفسية وسلوكية في المدى الطويل. وقال الأطباء إنهم استخلصوا من نتائج البحث الذي قاموا به أن العقاب البدني يمكن أن يعزز السلوك العدواني لدى الأطفال الذين يعتمد آباؤهم ذلك، ويسبب هذا النوع من العقاب تغييرات في الدماغ تدفع للجنوح وإلى تعاطي المخدرات وإلى سلوك انتحاري في مرحلة البلوغ. وفي السابق، كانت سياسة الانضباط لعام 1998، في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، تقول إنه يجب تشجيع الآباء على عدم صفع أبنائهم، إلا أن السياسة الحديثة تشير إلى ضرورة عدم الصراخ والضرب والصفع، أو التهديد والإهانة، أو إذلال الأطفال، بل يتعين على الآباء إيجاد طرق صحية لفرض الانضباط لدى أطفالهم، مثل حرمانهم من ألعابهم المفضلة أو تقليص وقت مشاهدة التلفزيون. وتشير الدراسة الحديثة إلى أنه “على الرغم من أن العديد من الأطفال الذين تعرضوا للضرب قد أصبحوا أشخاصا سعداء وأصحاء في مرحلة البلوغ، إلا أن الأدلة الحديثة تكشف أن ضرب الأرداف مثلا قد يؤدي إلى ضرر طويل الأمد”. ويربط الباحثون العقاب الجسدي بزيادة السلوك السلبي لدى الأطفال، حيث يجعلهم أكثر عدوانية وتحديا، ويؤثر بشكل سلبي على قدراتهم المعرفية وسلوكياتهم النفسية والاجتماعية والعاطفية. وتقول نتائج الدراسة الحديثة إن السلوك الانتحاري وتعاطي المخدرات والغضب والعصبية، من بين أهم وأخطر العواقب المحتملة الأخرى طويلة الأمد للعقاب الجسدي. كما تحذر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من الآثار السلبية للإساءة اللفظية القاسية للأطفال، على غرار إهانتهم، مستشهدة بالبحوث التي تربطها بمشكلات الاكتئاب والسلوك لدى المراهقين. وتقول دراسات أخرى إن العقوبة الجسدية في مرحلة الطفولة تحدث تغييرات في الدماغ في مرحلة البلوغ، مثل انخفاض المادة الرمادية وارتفاع مستويات هرمون الإجهاد. وبالرغم من أن العديد من الدراسات شددت على تجنب العقاب الجسدي للأطفال، إلا أن هناك اعتقادا سائدا بأن أسلك طرق العقاب البدني يكون بالضرب على الأرداف وتجنب الصفع أو الضرب بقوة على الرأس وغيره من مناطق الجسم الحساسة، لكن الدراسة الأخيرة كشفت أن حتى هذه الطريقة في العقاب التي اعتبرت الأخف ليست مجدية بل إن لديها نتائج سلبية على الطفل عندما يكبر.