كشف مصدر في مكتب المدعي العام التركي أن النيابة العامة أوقفت البحث عن جثة الصحافي جمال خاشقجي، بعد توصلها إلى قناعات تفيد بأن الجثة أُذيبت بواسطة الأسيد. وقال المصدر التركي لقناة «الجزيرة»، أمس الخميس، إن نقاط البحث والمراقبة المتعلقة بمحاولة إيجاد جثة خاشقجي، أصبحت «لا قيمة لها» بعد القناعة بتذويبها. وأكد المصدر أن الكيميائي أحمد الجنوبي وخبير السموم خالد الزهراني كانا ضمن فريق التحقيق السعودي الذي وصل عقب جريمة قتل خاشقجي، وعملا على طمس الأدلة على مدى 7 أيام.وسبق ذلك قول المصدر ذاته أمس لـ «الجزيرة» إن التحقيقات تفيد بأن جثة الصحافي السعودي -الذي قتل قبل أكثر من شهر- تمت إذابتها بالكامل بواسطة أحماض كيميائية. وقال المصدر إن الأشخاص السعوديين الذين قاموا بتصفية خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول في 2 أكتوبر الماضي، تعاملوا مع جثة الضحية وأذابوها بالأحماض داخل إحدى غرف منزل القنصل السعودي محمد العتيبي. وأشار المصدر إلى أنه تم العثور على بقايا حمض الهيدروفلوريك ومواد كيميائية خاصة، بعد فحص عينات أخذت من بئر ببيت القنصل، ومن قنوات الصرف الصحي في المنطقة. وأوضحت «الجزيرة» أن السلطات السعودية لم تسمح حتى الآن للأتراك بتفتيش البئر الواقعة داخل منزل القنصل، ولكنها سلمتهم عينات منها، مضيفة أن ما تم الكشف عنه يُظهر أن فريق الاغتيال السعودي هو الذي تخلص من جثة خاشقجي، ولم تسلم الجثة لمتعاون محلي كما ادعت الرياض. وكان مسؤولون أتراك أثاروا قبل أيام احتمال التخلص بالكامل من جثة الصحافي السعودي بعد تقطيعها داخل القنصلية، ونقلها في حقائب إلى منزل القنصل، الذي يبعد عن القنصلية بضع مئات من الأمتار، فيما قال فؤاد أقطاي -نائب الرئيس التركي- إنه يتم التحقيق في فرضية إذابة الجثة. ومؤخراً، توصل الادعاء العام التركي إلى أن خاشقجي قتل خنقاً مباشرة بعد دخوله القنصلية لاستخراج وثيقة تتيح له الزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز، قبل أن تقطع جثته وتنقل خارج المبنى. وبعد مماطلة سعودية، تمكنت فرق الأدلة الجنائية التركية من تفتيش منزل القنصل العتيبي، وأخذ عينات من داخله، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال جمال خاشقجي، كما قامت فرق أخرى بأخذ عينات من قنوات الصرف الصحي قرب القنصلية السعودية. وفي 5 نوفمبر الحالي، قال صلاح -نجل الصحافي السعودي- إن أسرته تتمنى دفن جثمان والده بالبقيع في المدينة المنورة، تنفيذاً لوصيته. جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة «سي.أن.أن» الأميركية مع صلاح وشقيقه عبدالله في أول لقاء متلفز معهما منذ مقتل والدهما الصحافي السعودي في قنصلية بلاده باسطنبول في 2 أكتوبر الماضي. وأوضح صلاح: «كل ما نريده الآن هو دفنه في البقيع بالمدينة المنورة مع باقي العائلة».;
مشاركة :