اتهمت الولايات المتحدة الأمريكيةالصين بانتهاك اتفاقية التجسس السيبراني الموقعة بين البلدين قبل ثلاثة أعوام، حيث قال مسؤول كبير في المخابرات الامريكية إن الصين تنتهك اتفاقا مع الولايات المتحدة يهدف الى وقف التجسس عبر الانترنت من خلال قرصنة البيانات الحكومية وبيانات الشركات، وعندما سئل ضمن فعاليات المؤتمر السايبراني الذي ينظمه معهد آسبن Aspen عما إذا كانت الصين تنتهك اتفاق 2015 بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما Barack Obama والرئيس الصيني شي جين بينغ Xi Jinping، قال مسؤول وكالة الأمن القومي NSA روب جويس Rob Joyce: “نعتقد أنهم يقومون بذلك”. وأضاف روب جويس كبير مستشاري استراتيجية الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي أن نوعية وعدد الهجمات قد انخفض “بشكل كبير” منذ الاتفاق، وقال: “من الواضح أن الصين تتجاوز اليوم حدود الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين بلدينا والتزام بكين بالصفقة قد تآكل”، وتشكل تعليقاته أحدث علامة وأشدها تأكيدًا على إحباط واشنطن المتزايد حيال انتهاك الصين المزعوم للاتفاقية. فيما قال جيف سيشنز Jeff Sessions، وزير العدل الأمريكي المستقيل خلال الأسبوع الماضي، إن الصين لم تلتزم بالاتفاق، والذي اتفقت خلاله الولايات المتحدة والصين على عدم القيام بعمليات تجسس سيبرانية بهدف سرقة الملكية الفكرية أو غيرها من أشكال الاستخبارات الاقتصادية. ونفت الصين بشكل متكرر المزاعم الأمريكية حيال اختراقها للشركات الأمريكية، حيث رفضت هوا تشون هاى Hua Chunying، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية مزاعم الولايات المتحدة قائلة في مؤتمر صحفي: “الاتهامات الأمريكية تفتقر إلى أساس واقعي. الصين تعارضها بشدة”، وأضافت أن الصين والولايات المتحدة لديهما مصالح مشتركة مهمة في الفضاء السيبراني.موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن: الصين تستخدم مذيع ذكاء اصطناعي لقراءة الأخبار الصين تراقب المواطنين من خلال تحليل طريقة المشي الاتحاد الأوروبي يخشى الانتقام الأمريكي بسبب الضرائب على… وقالت المتحدثة: “إننا نحث الجانب الأمريكي على وقف انتقاداته للصين التي لا أساس لها، والالتقاء بالصين في منتصف الطريق للحفاظ على الزخم المشترك بين البلدين من أجل التعاون والتواصل في مجال الأمن السيبراني”، وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أعلن في شهر سبتمبر/أيلول 2015 أنه قد توصل إلى “تفاهم مشترك” مع الرئيس الصيني بشأن الحد من التجسس الإلكتروني. وهدد أوباما بفرض عقوبات أمريكية على المتسللين الصينيين الذين يصرون على ارتكاب جرائم الإنترنت، وقال الزعيمان حينها إنهما اتفقا على أن الحكومة في كلا البلدين لن تدعم عمليات السرقة الإلكترونية لأسرار الشركات أو المعلومات التجارية، لكن هذه الاتفاقية لم تتضمن أي وعد بالامتناع عن التجسس الإلكتروني التقليدي المتبادل بين الحكومتين الصينية والأمريكية لأغراض استخبارية. ويشمل ذلك الاختراق الهائل لمكتب موظفي الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة هذا العام، والذي أضر ببيانات أكثر من 20 مليون شخص، وقد أشار مسؤولو الولايات المتحدة إلى وقوف الصين خلف عملية اختراق مكتب موظفي الحكومة الفيدرالية، لكنهم لم يقلوا ما إذا كانوا يعتقدون أن الحكومة الصينية هي المسؤولة. وخلصت العديد من شركات الأمن السيبراني في القطاع الخاص إلى أن بكين انتهكت هذه الصفقة منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه منذ ما يقرب من عامين، كما نمت الأعمال العدائية التجارية بين البلدين خلال تلك الفترة. وتجري الولايات المتحدة والصين حوارًا أمنيًا على مستوى عال في أحدث علامة على حدوث تحسن في العلاقات المتوترة بين الدولتين وسط الخلاف التجاري المستمر، وذلك قبل اجتماع مقرر بين الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
مشاركة :