اطلعت على خبر نشرته وسائل الاعلام بمطالبة برلماني روسي افتتاح محل لبيع الشاورما في مجلس الدوما الروسي!.. وأن توجه الدعوة لطاه سوري أو من جمهوريات القوقاز للقيام بتلك المهمة، وخلال جلسة البرلمان الروسي الاثنين الماضي قال النائب ميلاني ميلونف من كتلة حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، انه لا بد من افتتاح «نقطة» لبيع الشاورما، وبرر طلبه هذا بصعوبات يواجهها في البحث خارج المجلس عن مكان يتناول فيه الطعام في فترة الاستراحة.. وعبر عن قناعته بأنه في حال تنفيذ هذا المشروع لن يذهب أحد للمطعم.. وسيقف اعضاء الدوما في طابور الانتظار للحصول على الشاورما.. واقترح ألا يزيد سعر شطيرة الشاورما عن 250 روبل (4 دولارات أميركية تقريبا).. انتهى * * * لا أدري لماذا ربطت هذا الخبر الظريف بموضوع له صلة بمجلس أمتنا العتيد، الذي تقع مبانيه الباذخة القديمة والجديدة على شارع الخليج العربي.. ولن أتكلم هنا عن نوعية الطعام الذي يقدم لنوابنا سواء من وجد منهم في البلاد شاغلاً كرسيه ومهامه النيابية ووساطاته لمفاتيحه الانتخابية، ومن يتربع منهم على ضفاف البوسفور التركي هارباً من حكم نهائي حكم عليه بجناية تفقده صفة العضوية قولاً واحداً بموجب المادة 82 من الدستور، لا المادة 16 من اللائحة المتمحك بها، التي تأتي في آخر درج التشريعات الملزمة التي يتصدرها الدستور، وهذا ليس بموضوع المقال، بل ذكرته استطراداً من «حَرْ ما فيني» لدوس من حلف على احترامه للدستور ببطن أهم مواده الخاصة بالعضوية.. ولانضمام بعض جهابذة الحزبين الأصوليين مدعي الفقه الدستوري لهم، وكذلك عتاة الأصوليين ومن لف لفهم! نرجع لطعام النواب الكويتيين الذين تنصب لهم أفخم البوفيهات المجانية المليئة بما لذ وطاب وحلا، وهذا ليس بموضوعنا أيضاً، موضوعنا عما شاهدته باستغراب في مبنى مجلس أمتنا عند حضوري جلسة افتتاح دور الانعقاد الأخير، وبعد أن استمعنا للكلمة الأكثر من قيمة التي ألقاها صاحب السمو، حفظه الله، موجهاً خطابه لأعضاء المجلس وللمجتمع الكويتي والإقليمي والعالمي.. وقد حازت تلك الكلمة الراقية اعجاباً وصدى اعلاميا عربيا وأجنبيا كما لاحظت.. وبعد سماع كلمة رئيس المجلس وسمو رئيس مجلس الوزراء، رفعت الجلسة للاستراحة ولسلام الأعضاء على سمو الأمير.. وقد خرجنا كضيوف ننتظر خروج الأمير من المجلس لنخرج بعده.. وإذا بأحد معارفي الذي يشكو من ألم في ساقيه يطلب مني مرافقته الى حمامات ضيوف المجلس!.. وقد فوجئت بذلك الطلب واعترتني الدهشة، لكن الدهشة زالت وزادت في نفس الوقت!.. حيث أراني الصديق – يكرم القارئ – تواليتات الحمام ، وإذ بي أرى ثلاث غرف، إحداها فقط افرنجية أي تواليت بكرسي، والاثنتان الباقيتان من النوع العربي – أي مرتفعة عن الأرض عدة سنتيمترات فقط – صديقي يقول انه لم يستخدم «تواليت عربي» منذ «ايام الديرة».. أي منذ 50 عاماً، وخشي إن استخدمه فانه لن يستطيع النهوض واقفاً!.. ولما كان التواليت الافرنجي الوحيد مشغولاً، اضطر للانتظار دقائق مع كبر السن والمرض!. وهنا يلح علينا سؤال.. من أمر بهذا؟! فنحن كنا وزراء وأعضاء في مجلسكم هذا ومنذ عقود، ولم تكن منشآته على هذا النحو؟! وأرجع لأول مقالي محيياً النائب الروسي صاحب اقتراح سيخ الشاورما، مندداً بصاحب فكرة تواليت أيام «الديرة»؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com
مشاركة :