أبوظبي: رانيا الغزاويتتميز مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة «صحة»، بتوفير خدمات علاجية متطورة، إضافة إلى الأقسام المهمة، التي تنفرد بها مثل قسم العناية المركزة للأطفال، الذي يعد الأكبر على مستوى الدولة، وتوفر ضمن تخصصاتها العناية المتكاملة للقلب عند الأطفال، فيما يتم سنوياً إجراء جراحات القلب المفتوح ل400 طفل، معظمهم من حديثي الولادة حتى العام الأول، وتقدم الرعاية الحثيثة والخدمات المساعدة لما بعد الجراحة؛ حيث تنفرد المدينة بتوفير جهاز القلب الصناعي المتطور «الاكمو» للأطفال، الذي يعيد للقلب وظائفه في حال فشلها، ويعمل الجهاز على تنقية الدم في الجسم بواسطة المضخة، ومده بالأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، فيما توفر أيضاً النوع الثاني من جهاز «الاكمو»، الذي يستخدم للرئة؛ حيث يزودها بالأكسجين اللازم لعملية التنفس. وقال الدكتور مصعب علي الرمسي، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم العناية المركزة للأطفال بالمدينة، في تصريحات ل«الخليج»، إن قسم العناية المركزة للأطفال يعد الأكبر على مستوى الدولة، ويستقبل سنوياً 960 طفلاً من داخل الدولة وخارجها من عمر حديثي الولادة وحتى 16 عاماً، لافتاً إلى أن المدينة تعتزم في الفترة المقبلة إجراء توسعة في القسم لاستيعاب المزيد من الحالات على مستوى الدولة؛ حيث سيتم إضافة 10 أسرّة إلى العدد الحالي وهو 27 سريراً للعناية المركزة، و7 أسرّة في العناية الفائقة؛ ليصبح العدد الكلي 44 سريراً، وعليه سيتم زيادة الكادر الطبي؛ حيث يعمل في القسم حالياً 13 طبيباً استشارياً و9 اختصاصيين، و115 ممرضاً وممرضة، فيما تسعى المدينة حالياً للحصول على اعتماد البورد العربي في تخصص العناية المركزة للأطفال، ولو تم ذلك فستنفرد بأنها أول من يوفر برنامج الزمالة في طب العناية المركزة للأطفال على مستوى المنطقة.وأشار إلى أن الحالات التي تحتاج للعناية المركزة تشمل الأمراض التي تتسبب في فشل وظيفة عضو أو أكثر في أداء مهامه؛ لكن درجة المرض هي اللي تحدد من ناحية شدتها وخطورتها وأكثر الحالات شيوعاً؛ هي: التهابات الرئة، أمراض القلب، التشنجات المستمرة، الأمراض التي تحتاج لمراقبة مستمرة وعلاج متطور؛ مثل: التنفس الصناعي لحالات الفشل في الجهاز التنفسي أو إعطاء أدوية حساسة كالتي تستخدم للتحكم في الدورة الدموية والقلبية بجرعات دقيقة للغاية، وتحت المراقبة المكثفة، موضحاً أن معظم الحالات، التي يتم استقبالها بقسم العناية المركزة للأطفال، تعاني فشلاً في عمل الأعضاء، ومن أكثرها فشلاً وظيفة الرئة ومشاكل التنفس؛ حيث يحتاج الطفل لوضعه على أجهزة التنفس الصناعي، ويعد الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن عام الأكثر عرضة لذلك، ومع قدوم فصل الشتاء يتم استقبال الحالات، التي تعاني الالتهابات الفيروسية الخطرة، كفيروس (RSV)، التي تصل لالتهابات رئوية شديدة، ما يتطلب استخدام جهاز التنفس الصناعي، ومن الحالات المهمة، فشل القلب الذي قد يكون وراثياً أو نتيجة لالتهاب فيروسي.ولفت إلى أن مدة إقامة الحالات تحدد بحسب حالة الطفل؛ حيث تطول إقامة الحالات، التي تعاني مشكلات في الدماغ أو فشلاً في القلب، وعدم انتظام عمله إلى ما يزيد على شهرين، كما يتميز القسم بتقديم العناية والمتابعة للأطفال، الذين تتم زراعة الكلى لهم؛ حيث تتم زراعة كلية جديدة لطفل مصاب بفشل الكلى كل شهرين تقريباً، وتخضع جميع حالات نقل الكلى لمتابعة دقيقة؛ للتحقق من عمل الكلية المنقولة بشكل طبيعي، والتأكد من عدم وجود مضاعفات؛ حيث يعمل أطباء العناية المركزة مع فريق متخصص لزراعة الكلى يضم جراحي الأطفال، وصيدلية خاصة لأدوية زراعة الكلى، ما يبرز العمل المتكامل والخبرة الطبية والتعاون بين التخصصات المتعددة التي تتميز بها المدينة. وأشار، إلى أن القسم يضم وحدة العناية القلبية للأطفال، ووحدة زراعة الكلى، فيما يتم تنويم الحالات، التي تعاني التهابات كالتهابات الرئة، بعيداً عن هاتين الوحدتين، مؤكداً اتباع أعلى معايير التعقيم في القسم، ويتم التأكد من ذلك؛ من خلال جهاز تعقيم ذكي يتم وضعه عند بوابات الغرف، يصدر إنذاراً تنبيهياً في حال لم يقم العامل بغسل يديه قبل الدخول.
مشاركة :