بيروت: «الخليج» أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل، خلال استقباله لها أمس، أن الادعاءات «الإسرائيلية» بوجود مصانع أسلحة ومخابئ سرية في عدد من الأماكن اللبنانية، لا أساس لها من الصحة، في وقت لايزال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس، وحل عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، وسط بعض المؤشرات الإيجابية لحل هذه العقدة.وأكد عون أن أركان السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان رافقوا وزير الخارجية جبران باسيل في جولة، تأكدوا خلالها من عدم صحة هذه الادعاءات. كذلك فإن قيادة «اليونيفيل» نفت أن تكون هناك أسلحة في مناطق وجود منظمة «الأخضر بلا حدود»، لافتاً إلى أن لبنان ملتزم المحافظة على الاستقرار على طول الحدود وتطبيق القرار 1701، في وقت تواصل فيه «إسرائيل» انتهاك السيادة اللبنانية في البر والبحر والجو غير آبهة بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة. من جهة أخرى، برز مؤشر إيجابي على إمكانية حل عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، حيث قاموا للمرة الأولى منذ نشوب الأزمة بزيارة الرئيس عون في مسعى لتدوير الزوايا نحو حل هذه العقدة، بعدما كان الباب مقفلاً أمام البحث في مطلب هؤلاء، ومواقف الأطراف متصلبة ورافضة لتوزير أي نائب منهم، في وقت يترقب الجميع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت الأسبوع الحالي للمشاركة في جلستي التشريع النيابيتين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لإعادة استكمال مشاوراته على خط التأليف.وفي هذا السياق، أكّد نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، أن وزير الخارجية جبران باسيل يملك القدرة والرغبة ليدفع باتجاه إيجاد المخرج لأزمة تشكيل الحكومة، المتمثلة بعقدة توزير سنّة المعارضة، مشيراً في حديث إذاعي أمس إلى أن دور باسيل توفيقي بين مختلف الأفرقاء بناء على المواقف المعلنة، وهو سيتواصل مع المعنيين لإيجاد حلّ لهذه العقدة.وأكّد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، أنّ لبنان يدفع حالياً ثمن العقاب المزدوج، الأمريكي والإيراني، بعدما أصبح عالقاً على خط التماس الدولي - الإقليمي بين الولايات المتحدة وإيران، مشيراً في حديث صحفي أمس إلى أنّ عرقلة تشكيل الحكومة من باب افتعال العقدة السنية تأتي في إطار ردّ فعل إيران و«حزب الله» على العقوبات الأمريكية الأخيرة، وبالتالي، فإنّ عملية تأليف الحكومة أصبحت ورقة ضمن إطار النزاع الأمريكي الإيراني. كما اعتبر عضو كتلة «المستقبل» سمير الجسر في حديث إذاعي أمس أن الرئيس الحريري المكلف ليس صندوق بريد يتلقى ما يرسل إليه، واعتذاره عن التكليف ليس وارداً على الإطلاق لأنه ليس لمصلحة البلد، متمنياً أن تسير الأمور في الطريق الصحيح ويتم التخفيف من نبرة المواقف التصعيدية، مشدداً على أن الخيار الوحيد المتاح أمام الرئيس الحريري هو الثبات على موقفه.
مشاركة :