الحفر أو النقش على النحاس، فن من أبرز الفنون الشرقية، وهو حرفة تعتبر جزءا من الفن الإسلامي الذي يعد من أروع الفنون التي عرفتها البشرية، ولا يزال هذا الفن يحتفظ ببريقه الخاص رغم طغيان أدوات الاستخدام اليومية المعدنية، حيث لا تزال منتجات النحاس المزخرفة بالنقوش تجد من يعشقها خاصة من السياح الأجانب الذين يريدون أن يقتنوا شيئًا من سحر الشرق.ويتطلب هذ الفن صانعا ماهرا في تشكيل النحاس، حيث يرسم الشكل الذي يريده على قطعة النحاس، ليحفر بعدها عليه ويبدع في النهاية تحفا جميلة ساحرة كما يقول عمر عبدالرحمن، أحد مبدعى هذا الفن بمحافظة المنيا، ويستطرد قائلا: «عشقت هذه المهنة من الصغر من والدي، وتخصصت فيها بعد ذلك، إلا أن حال المهنة لم يعد كما كان الأمر سابقًا، بسبب تدرة العمالة الفنية المتخصصة في هذا الفن، وأتمنى توجيه مزيد من الاهتمام لتلك الفنون التراثية، التي تعبر عن تراثنا المصري الأصيل».ويشير عبدالرحمن إلى أن تلك الحرفة تعود إلى عصور بالغة القدم، ومارسها المصريون القدماء، لاسيما أن المصنوعات النحاسية من أطباق وأباريق الخ كانت تستخدم بكثرة وقتذاك، واستمرت تلك الحرفة طوال العصور التاريخية المختلفة وحتى الآن، وإن كان الإقبال قل كثيرا الآن على المنتجات والمصنوعات النحاسية، لافتًا إلى أنه يعشق الأعمال التراثية التي تذكره بالماضي الجميل، مضيفا أنه عادة ما يشارك في معارض فنية متنوعة خلال العام يعرض فيها منتجاته، معبرا عن أمنيته في افتتاح معرض خاص به وأن يشارك في معارض دولية.وعن أجمل التحف التي ينتجها يقول: هناك الكثير منها «اللمبة الجاز، الطشت، الأباريق، السرير النحاسي» الخ، مضيفا أن تلك المنتجات تعبر عن حياة البسطاء سواء في الريف أو المدن خلال مرحلة زمنية معينة، إضافة إلى منتجات أخرى منها مايسمى بـ«عربية الملك فاروق» وهي عبارة عن عربة حنطور يستخدم في صنعها «جلد، خشب، حديد».
مشاركة :