مصادر أميركية: مقتل خاشقجي يزيد خطة «الناتو العربي» تعقيداً

  • 11/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه استراتيجية الرئيس دونالد ترمب لاحتواء القوة الإيرانية في الشرق الأوسط، بتكوين تحالف أمني من الحلفاء العرب تسانده الولايات المتحدة، مشكلات حتى قبل مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بيد أن ثلاثة مصادر أميركية ذكرت أن الخطة تواجه الآن تعقيدات جديدة. وأثار مقتل خاشقجي غضباً دولياً ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إذ يتهمه المسؤولون الأتراك وبعض أعضاء «الكونجرس» الأميركي الحاكم الفعلي للمملكة بإصدار أمر القتل.يستهدف «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» وضع الحكومات في السعودية والإمارات والكويت وقطر وعُمان والبحرين ومصر والأردن، في تحالف أمني وسياسي واقتصادي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة إيران. لكن الخلافات بين الحلفاء العرب، خاصة الحصار السياسي والاقتصادي لقطر، عاقت تأسيس التحالف منذ اقترحته الرياض العام الماضي، وفقا لتقرير أعدته «رويترز». وكانت قمة بين ترمب والزعماء العرب ستشهد توقيع اتفاق أولي بشأن التحالف متوقعة في يناير بالولايات المتحدة. لكنّ المصادر الأميركية الثلاثة ودبلوماسياً خليجياً قالوا إن الاجتماع يكتنفه الغموض الآن، وأضافوا أنه تأجل بالفعل عدة مرات. وأفاد أحد المصادر بأن مقتل خاشقجي أثار «مجموعة كاملة من المشكلات» يتعين حلها قبل أن يتسنى المضي قدماً في الخطة التي يُشار إليها على نحو غير رسمي باسم «الناتو العربي». ومن هذه المشكلات، كيف سيحضر ولي العهد السعودي القمة دون أن يُحدث ذلك غضباً واسع النطاق. وقال المصدر «الأمر ليس مستساغاً». ونفى مسؤول كبير بإدارة ترمب، الثلاثاء، أن يكون مقتل خاشقجي عاق التقدم بشأن التحالف، قائلاً إنه «أكبر من دولة واحدة وقضية منفردة». وقال روبرت مالي -أحد كبار مستشاري الرئيس السابق باراك أوباما بشأن الشرق الأوسط، والذي يرأس حالياً مجموعة الأزمات الدولية المعنية بمنع الصراعات- إنه من الصعب حضور ولي العهد السعودي قمة يناير «بالنظر إلى ما حدث وكيف ستكون ردود الفعل». وأضاف: «لست متأكداً ما إذا كان يريد القدوم إلى الولايات المتحدة حالياً». أما الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية الأميركية أنتوني زيني -مفاوض الإدارة الرئيسي بشأن تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي- فقال إن المبادرة «ماضية قدماً»، لكنه أشار إلى أن تأثير مقتل خاشقجي غير واضح. وأضاف لـ «رويترز» عبر البريد الإلكتروني: «لا أعرف حتى الآن كيف سيؤثر ذلك على العملية. نحن في انتظار التحقيق النهائي والقرارات... أعتقد أنه ربما يكون هناك انتظار لحين اكتمال التحقيق (ربما فحص الطب الشرعي إذا وُجدت الجثة) قبل بحث التحرك إلى الأمام». ولم يردّ ثمانية الأعضاء المحتملون في التحالف على طلبات للتعليق بشأن التزامهم بتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي. عقبات عديدة حتى قبل أن تعقّد تداعيات مقتل خاشقجي الأمور، أظهرت وثيقتان سريتان للبيت الأبيض -اطلعت عليهما «رويترز»- أن الإدارة تبحث جاهدة عن سبل للتغلب على الخلافات الإقليمية، ودفع مبادرة التحالف إلى الأمام، من أجل احتواء إيران وكذلك الحد من النفوذ الصيني والروسي في المنطقة. وكتب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إلى وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس، في رسالة في أواخر الصيف قبل مقتل خاشقجي: «التنافس يزداد بين شركائنا الإقليميين، والدخول في منافسة صريحة (مثلما الحال) في حالة قطر يضر بالمصالح الأميركية ويصب في مصلحة إيران وروسيا والصين». وكتب بولتون في الرسالة التي لا تحمل تاريخاً، والتي جاءت رداً على مذكرة من بومبيو وماتيس في 29 يونيو بشأن تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي: «لإيقاف هذه الاتجاهات السلبية، ينبغي لنا أن نغيّر حسابات شركائنا الاستراتيجية». وذكر المسؤولون الأميركيون الثلاثة -الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم- أن هناك نقاشاً داخل الإدارة بشأن ما إذا كان بمقدور واشنطن إقناع الحلفاء العرب بتنحية خلافاتهم جانباً، وأن بولتون برز بوصفه أحد المدافعين البارزين عن الخطة. وقال مسؤول أميركي رابع، إن هناك تبنياً واسع النطاق داخل الإدارة لأهداف التحالف العربي العامة، لكن هناك مناقشات بشأن أفضل الطرق للتوصل إلى اتفاق. وأحالت متحدثة باسم وزارة الدفاع أسئلة عن المسألة إلى وزارة الخارجية، لكنها أشارت إلى تعليقات سابقة لماتيس عبّر فيها عن دعمه للتحالف. وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن الإدارة مستمرة في «الحوار مع شركائنا بشأن العمل صوب» إنجاز التحالف. وجاء في إحدى الوثيقتين -اللتين صيغتا قبل مقتل خاشقجي- أن ترمب حذّر زعماء السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الآخرين وكذلك مصر، من أن «الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأن الولايات المتحدة لن تواصل الاستثمار في أمن الشرق الأوسط». ولم تورد تفاصيل عن تهديد ترمب أو متى أصدره. وتنشر واشنطن طائرات وسفناً حربية وأكثر من 30 ألف عسكري في قواعد لها بدول مجلس التعاون الخليجي. ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون كبار إنه ليست لديهم نية لتغيير الوضع. وتدعو الوثيقة الاستراتيجية التي تحمل عنوان «نظرة عامة على مفهوم تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، إلى سلسلة من الإجراءات على المديين القصير والمتوسط، تتطلب «تعهدات بالقليل من الموارد الأميركية الجديدة للشرق الأوسط إذا كانت موجودة من الأساس».;

مشاركة :