بعد أيام على من تبرع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بصفحات مجانية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمهاجمة المملكة العربية السعودية في مقال كال فيه بمكيالين بقضية المواطن والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، عادت اليوم لتستكتب محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية لجماعة الحوثي الانقلابية في اليمن والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني. بالطبع مقال القائد الحوثي هو الآخر لم يخرج عن مهاجمة المملكة العربية السعودية، وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بجانب الجيش الوطني اليمني، لمحاولة استعطاف العالم والدول الأوروبية بعد هزائم الميليشيا المسلحة واقتراب تحرير مدينة الحديدة وسقوط عدد من قيادات التنظيم المسلح. في مقاله الحوثي حاول المراوغة بتوجيه اللوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عدم تدخلها لوقف تقدم قوات الجيش اليمني مدعومة بقوات التحالف العربي في مدينة الحديدة، وأشار إلى الدعوات التي نادت بها الإدارة الأمريكية في وقف الحرب هناك، وغض الطرف عن جرائم الميليشيا المسلحة في الحديدة واستعمالها للأطفال كدروع بشرية ودخولهم المستشفيات للهرب بها، ونهبهم لثروات الشعب اليمني. ولم ينس الحوثي إقحام اسم جمال خاشقجي في مقاله، وسط سطور استعطافه للغرب للتخفيف من أثر العمليات العسكرية على الميليشيات الحوثية في الحديدة، كنوع آخر من أنواع استعطاف العالم أو الضغط لصالح الميليشيات، والتلويح باسم المملكة العربية السعودية من جديد. إلا أن القائد الحوثي لم يذكر اسم اليمن في مقاله أكثر من استخدامه لاسم الولايات المتحدة الأمريكية من جديد قائلا إنها “تغض الطرف عما يحدث”، يقصد العمليات العسكرية الأخيرة في الحديدة. ولإحباك المقال أكثر فقد استشهد بتصريحات لجمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن، يدين فيها قوات التحالف، رغم الاتهامات الدولية التي طالت بن عمر في دعمه لتحركات الحوثيين باليمن على حساب الجيش اليمني الوطني والشرعية اليمنية، قبل إقالته من منصبه. قبل أن ينهي مقاله بالإشارة إلى أنهم يريدون السلام حاليا، في موقف متناقض عن استقتال القائد الحوثي في غير مناسبة على القتال ضد العمليات العسكرية لتحرير اليمن، لكن يبدو أنه لم يجد بدا في عملية وميليشيات الحوثي قاب قوسين أو أدنى من النهاية بسيطرة قوات الجيش اليمني على الحديدة. الغريب في مقال محمد علي الحوثي، الذي أثار علامات استفهام، هو أن الرجل لم يصل إلى هذا الحد من ترتيب أفكاره، حتى إن البعض أكد في وقت سابق أن القائد الحوثي لا يجيد الكتابة في الأساس، لكن يبدو أن الأمر كما أشار نشطاء على تويتر مرتب له بخطة تحركات مدروسة لتقويض أعمال تحرير المدن اليمنية، وإنقاذ القيادات الحوثية في الحديدة، قبل أن يشهد المقال موجة سخط كبيرة من قبل النشطاء.
مشاركة :