أكلتُ ثلاثين غراماً من السبانخ هذا اليوم، سعر الكيلو باثنين من اليوروهات وثلاثين سنتاً، وحسابياً نحتاج يومياً إلى ثلاثين سنتاً لكي نحصل على الفيتامين «ك»، حسب ما تذكر إحدى الدراسات. استهلك أبي عشرين غراماً من القوة عند باب المطبخ، وقبل أن يترك على وجوهنا مليغراماً أو ميلغرامين من اللعاب، أو من القبلات إذا أردتم أن نستعمل عبارة شاعرية، قال بصوت عال: نموّ وازدهار. فأجبته بالأسلوب نفسه. يقولون: إنه لمن المفيد التعامل بمودة مع الآخرين، وربط صلة من الألفة بين الأشخاص لتحقيق نوع من الربح، وإن كان ربحاً عديم القيمة لأنه ليس مادياً، ولا يمكن تحويله إلى أرقام أو استغلاله في الضرائب، ولا هو أيضاً مصدر دخل، ولكن هناك من يعتقد - وهي مسألة إيمان - أنه يمكن تحقيق مكاسب من وراء ذلك. قال أبي: إن ذلك السلوك هو مجرد أوهام، أشياء لا وجود لها، مادّة لا مادية، ولكن هناك دراسات تؤكد إمكانية وجود منافع وادخار بعض المليلترات من اللعاب في تفاحة خدّ شخص آخر رغم ما يثيره ذلك فينا من غرابة ودهشة. تفاحة الخدّ عبارة غريبة وغير مفهومة في حين تم التأكد بصفة مطلقة من عدم وجود تفاحات على الخدّ، وإنما الثابت حقاً هو وجودها في المراكز التجارية الكبرى، أو على الأقل هناك يمكن الحصول عليها، والإفادة منها في الحفاظ على الصحة وتوفير مصدر أساسيّ للتغذية. أخي سخيف بدرجة فظيعة. يلبس حذاءً قياس أربعة وأربعين، ولديه فقاعات يتراوح عددها بين الثلاثين والأربعين على وجنة كل خدّ (كلمة أكثر منطقاً من تقاحة الخدّ). هذا دون أن نأخذ في الحسبان الجبين والذقن والأنف. يضع نظارات، ويكاد الحاجبان يختفيان بسبب قلة الشعر وعندما يتكلم يقول أشياء غريبة من قبيل «عجّلي»، أو «لا تكسري محفظتي» (يعني أنّني أصيبه بألم) أو «رفّعي لي نسبة الضرائب» (يقولها كثيراً عندما لا يفهم ما أقول له - حصل ذلك مرّات لا تحصى - أو عندما يكون مغرماً بفتاة). يعشق بسهولة ويدخل بسبب ذلك في حالة إفلاس عاطفيّ. يتفق أكثر من تسعين في المئة من الزملاء، وأربع وسبعين في المئة من العائلة في النتيجة نفسها: إنه أبله. حيّيتهُ عند وصولي إلى البيت بأسلوب اللباقة المعهود: نموّ وازدهار. أجاب بحركة غبية رافعاً مستثمراً لسانه والخارج عند فتح فمه. كان يلبس تي شيرتاً برعاية محطة بنزين. جلس في المطبخ يأكل بسكويتاً من الزنجبيل، سبع قطع، مستعملاً إشارات وكلمات للتعبير عن الحرارة العاطفية التي تربكه. أنا عاشق...
مشاركة :