تشهد رياضة كرة القدم إقبالًا كبيرًا واهتمامًا من قبل الوسط النسائي بصفة خاصة، فنجد هاويات لكرة القدم وأخريات مشجعات بعضهن وصلن لدرجة التعصب، «المدينة» استطلعت آراء فتيات وشابات مهتمات بهذه اللعبة في هذا الصدد، حيث أوضحن أنَّ هناك من تورث إليهن الحب والتعلق بكرة القدم من الأبوين أو أحدهما مطالبين بتوفير ملاعب خاصة لهن لممارسة الكرة، فيما بيّن بعضهن أن حب الفتيات للكرة يقتصر على التشجيع دون ممارسة فعلية لها. في البداية تقول جواهر السيف: «منذ صغري وأنا أرى والدي -رحمه الله- متابعًا من الدرجة الأولى لكرة القدم، فأحببت اللعبة منه حيث كان يحكي لنا قصصًا عديدة عن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، حتى إنَّه في بعض الأحيان كان يبتاع لنا شعارات الأندية، وأحيان أخرى يجهز لنا هدايا وبعض المحفزات إذا فاز فريقه المفضل (النصر)». ولفتت السيف إلى أنَّها لا ترى ضررًا من ممارسة الفتيات لكرة القدم منذ الصغر ولكن وفق ضوابط شرعية، مع وجوب مراعاة أن المجتمع السعودي محافظ. وتوافقها الرأي أسماء التويجري حيث قالت: «كرة القدم جيدة للفتيات ولكن بحدود لأن ممارسة هذه الرياضة تحتاج لحركة مستمرة وهي صعبة بالنسبة للقوة العضلية الخاصة بالفتاة إذا ما قورنت بالرجال، كما أن كرة القدم النسائية تواجه صعوبة في مجتمعنا لأنَّ هناك عادات وتقاليد يجب التقيُّد بها وقد تكون تجربة ناجحة إذا أتيحت في أماكن مخصصة للنساء وفق ضوابط الشريعة الإسلامية». أما السيدة شروق حالمة فخالفتهن الرأي قائلة: «كرة القدم للفتيات يجب أن تقتصر على التشجيع والمتابعة فهي غير مناسبة للممارسة الأنثوية، كما أنها تتميز بالخشونة التي لا تتناسب مع بنيتهن الجسمانية والرياضة بشكل عام». وأضافت: «درست في مدرسة أهلية حيث تمارس هناك الرياضة بعكس المدراس الحكومية، وكنا نلعب كرة السلة والتنس وغيرهما، أمَّا تعلقي بمتابعة كرة القدم فانتقل إلي أنا وشقيقاتي من حب وشغف الوالد -رحمه الله- بها». وتابعت: «غالبا كل شيء مستحدث وجديد على المجتمع سيجد صعوبة في تطبيقه وتقبّل الناس له، والرياضة بشكل عام مطلب أساس بالنسبة للفتيات، والمدرسة هي بداية تحقيق هذا المبتغى». من جهتها علَّقت ميرفت ردنة أخصائية التمريض ونائبة خدمات التمريض بمستشفى العيون بجدة قائلة: «رياضة كرة القدم مثل باقي أنواع الرياضة لا مانع من ممارستها من قبل الفتيات، واللعبة قد تساعد في رفع اللياقة البدنية وخسارة الوزن وهذا أقوى مشجع للبنات». واعتبرت أنَّه لا يوجد حرج من أن تدرج كرة القدم في مدارس البنات ضمن الأنشطة الموجودة وتكون متوفرة لمن تحب ممارستها، مضيفة: «طبيعة الفتيات تتأثر بما يوجد حولهن، فإن نشأت الفتاة في بيئة مشجعة للرياضة بصفة عامة فسينتقل لها هذا الحب». ولفتت ردنة إلى أن المجتمع يواجه مشكلة عدم توفُّر ثقافة الرياضة سواء كانت كرة قدم أو غيرها، والصعوبة داخل مجتمعنا تكمن في الثقافة والوعي فهذان الأمران يجعلان ممارسة الفتاة لكرة القدم أو غيرها مرفوضة أحيانًا، مع أنه لا يوجد ضرر أو خطورة على حياتهن من ممارستها. من جهة أخرى قالت المدربة الرياضية أمل محمد: «ممارسة الرياضة في سن مبكر سواء للبنات أو البنين أمر مهم وصحي يساعد على النمو السليم للجسم والعقل، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من الأطفال يعانون من مشكلة السمنة المفرطة وأمراض مزمنة مثل السكر، ولا نختزل الرياضة في كرة القدم فقط فالرياضات التي تناسب الأطفال كثيرة ومتنوعة». وأكدت أمل على أهمية الرياضة المدرسية لافتة إلى إقرار مجلس الشورى بإدراج مادة التربية البدنية في مدارس البنات للتعليم العام بكل مراحله وهو ما يؤكد على أهمية ممارسة الرياضة للفتيات خاصة في مرحلة عمرية مبكرة. المزيد من الصور :
مشاركة :