شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في فعاليات المؤتمر الدولي: (التواصل مع الآخر: التغلب على الصدام بين الثقافات)، الذي نظمته وزارة الخارجية التشيكية، ومجموعة سفراء الدول الاسلاميه ومعهد العلاقات الدولية بالعاصمة التشيكية براغ بحضور خبراء ومختصين عالميين من المنظمات الدولية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني؛ لتبادل التجارب والخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بالحوار بين اتباع الاديان والثقافات والوساطة الناجحة و تحوّل النزاعات و مبادرات بناء السلام، وذلك يومي الأربعاء 8 ،9نوفمبر 2018 بقصر سيرنين بمدينة براغ. ودارت مناقشات مؤتمر براغ، الذي من المأمَّل أن يتحول لمنتدى عام سنوي، حول محاور أربعة، وهي: دراسة التوجهات المتنوعة والوساطة و بناء السَّلام وحل النزاعات؛ أهمية الحوار في حل الصراعات الدينيه والسياسية ؛ دور التعليم وأهميته في بناء السلام على المدى البعيد؛ وإعادة الثقة بين المجتمعات التي تعرَّضت للنزاعات. وقد شارك معالي الأستاذ فيصل بن معمَّر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كمتحدث رئيس في الجلسة الافتتاحية، التي شارك فيها كل من معالي نائب وزير الخارجية التشيكي السيد لوكاس كاوتسكي؛ ومدير معهد العلاقات الدولية بالعاصمة التشيكية براغ، السيد أندريه ديتريك، والسفير الباكستاني لدى جمهورية التشيك، الدكتور اسرار حسين، رئيس المجموعة الإسلامية في براغ؛ والسيد محمد سعيد المعمري،. وأعرب ابن معمّر في كلمته، عن شكره لوزارة الخارجية التشيكية على استضافة هذا المؤتمر الدولي المهم وتنظيمه بالتعاون مع منطمة التعاون الإسلامي ومعهد العلاقات الدولية. وقدّم معاليه في البداية، نبذة عن إنجازات مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كمنظمة دولية، شبه حكومية أسستْها كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوًا مؤسسًا مراقبًا؛ تنهض بمهمة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كأول منظمة دولية، فريده تضم مجلسًا إداريًا متعدد الأديان مكوّنًا من تسع شخصيات بارزة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين، والهندوس، مؤكدًا على أهمية رسالة المركز في بناء الجسور بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية، وصانعي السياسات؛ للمساهمة في ترسيخ التعايش واحترام التنوع وبناء السلام تحت مظلة المواطنة المشتركة وقال ابن معمر: نحن نعمل في أماكن تشهد نزاعات ناتجة عن استغلال الدين وتعاليمه الطاهره في تبني العنف والتعصب والكراهيه والنزاع ، في مناطق متعددة من العالم مثل أفريقيا الوسطى ونيجيريا وميانمار وبعض الدول في العالم العربي …. وانتشار الكراهية والتطرف والتعصب في العالم الغربي ،بيد أننا في المقابل نعمل أيضًا على بناء القدرات وإنشاء المنصات بهدف تعزيز العيش المشترك واحترام التنوع وبناء السلام تحت مظلة المواطنه المشتركه ،ووضع حد لمنع مثل هذا النوع من الاستغلال السلبي للدين. وأوضح معاليه أن نهج عمل المركز العالمي للحوار، في قضية حل النزعات، يستند إلى الاعتراف بأنه لا تتوافر سمات واحده متطابقه بيننا جميعًا بل يوجد مشتركات انسانيه عظيمه وتنوع واختلاف ، وبالتالي لا يعد هذا الاختلاف أمرًا سلبيًا. ومع ذلك، نجد استغلال سيء من بعض الأطراف والمجموعات في كثير من الأحيان لمثل هذه الاختلافات لنشر التطرّف والتعصب والكراهيه المؤدية للعنف والارهاب ؛ ما يؤدي إلى نشوب صراعات ، وبالتالي، تؤول هذه الصراعات إلى أعمال عنف وتطرف، والتي يمكن أن تتصاعد في كثير من الأحيان وتتطور لتصل إلى ارتكاب اعمال ارهابيه ونشوب حروب ودمار، نافيًا إمكانية تحقيق العيش المشترك إلا من خلال اعتراف جميع الأطراف المتعارضة بالاختلافات واحترامها وترسيخ العيش المشترك والقبول بالتعددية تحت مظلة المواطنه المشتركه من خلال آليات متنوعه من أهمها الحوار بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينيه وصانعي السياسات ، والذي سيمكن الجميع من وضع آليات لتعزيز الفهم المشترك حول كيفية التعامل مع هذه الاختلافات ووضع حد لهذا الصراع، رابطًا فشل تحقيق ذلك بحدوث المآسي الكبيرة، مثل: الاعتداء الدامي الأخير على كنيس (شجرة الحياة) في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، حيث لاقى 11 شخصًا من اليهود حتفهم على يد قاتل لم يتمكن من قبول الاختلافات الدينية، مشيرًا إلى ما أظهرته منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تمكنت جماعات معاداة السامية وكراهية المسلمين من تسميم عقله، وانحراف سلوكه، كما لفت انتباه الحضور في أعقاب المأساة الأخيرة التي حلت بمصر؛ حيث قُتل سبعة من المسيحيين الأقباط بوحشية على أيدي متطرفين مجرمين باسم التعاليم الدينيه والدين منهم براء، مؤكدًا أنه في كلتا الحالتين، أظهر المهاجمون كراهيةً مقيتةً لأي شكل من أشكال التعايش بين أتباع المعتقدات والتقاليد الدينية المختلفة. وقال معاليه: بادر المركز العالمي للحوار بدعم وتأسيس مجلس القيادات المسلمة واليهودية بأوروبا، والمشاركة في تأسيسه، حيث تعمل قيادات دينية من (18) دولة اوربيه من أجل حماية حقوق المسلمين واليهود في أوربا وترسيخ العيش المشترك تحت مظلة المواطنه ومواجهة التطرّف والكراهيه في أوربا ، مشيرًا إلى نتيجة دراسة مركز “بيو” للأبحاث، التي خلصت إلى أن المواقف تجاه القومية والهجرة والأقليات الدينية ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع بعضها البعض؛ مؤكدًا على أن هناك حاجة للعمل على قضية الاندماج، فيما يخص العمل مع الأقليات الدينية. واستجابةً لهذه القضية، قال معاليه: شرعنا إلى تأسيس برنامج لمساعدة اللاجئين الجدد على الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة في أوروبا. وكذلك نعمل على إنشاء شبكة من المنظمات الأوروبية التي تعمل على دمج اللاجئين من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. ولقد شهدنا تواجد منظمات القيم الدينيه والحوار بين اتباع الاديان والثقافات في طليعة المنظمات العاملة على دمج اللاجئين الجدد، ويمكنهم الآن مضاعفة أثرهم من خلال العمل المشترك والتعلم من تجارب الآخرين. وفي ختام كلمته، أكّد ابن معمّر على التزام المركز العالمي للحوار بنهج التواصل مع (الآخرين) من خلال الحوار، بغض النظر عن اختلاف بلده أو مجتمعه الديني أو أصله العرقي، وذلك لن يمكننا فقط من التغلب على النزاعات بين الثقافات والمعتقدات ، بل ستسهم في الحد منها ومكافحتها وترسيخ العيش المشترك واحترام التنوع وبناء السلام وحفظ الحقوق والواجبات تحت مظلة المواطنه المشتركه ، مشيرًا إلى أن الحوار هو الوسيلة المجانية والفعالة للغاية في تعزيز التلاحم الاجتماعي والتفاهم. وهو ترياق فعال ضد التطرف والتهميش والاقصاء.وفي ختام كلمته رفع معاليه خالص شكره وتقديره للدعم والمساندة للدول المؤسسه وعلى رأسها المملكة العربيه السعوديه صاحبة المبادرة في تاسيس المركز ورعايته والشركاء مملكة اسبانيا وجمهورية النمسا والفاتيكان على دعمهم لجهود المركز ومساندتهم لنشاطاته وبرامجه العالميه بهدف تحقيق أهدافه وتعزيز برامجه لبناء الجسور بين المؤسسات المختصة بالقيم الدينيه وصانعي السياسات في المنظمات والهيئات الدوليه وأكد معاليه على ان برامج المركز المتنوعه من خلال منصاته في أفريقيا و…
مشاركة :