وهذه مسرحية لا بدّ أن الكل قد شاهدها، وقد عرضت في التلفزيون عشرات المرات، وهي في الحقيقة مقتبسة من فيلم أمريكي عنوانه السبورة/ الغابة شاهدته في سينما مترو بالقاهرة عام 1953، وهو يقرر كما يتضح من العنوان أنّ المدرسة عبارة عن غابة يتحكم فيها قانونها، أي أنّ ظاهرة العنف في المدارس ليست مقصورة علينا، وأذكر أن طالبا أمريكيا اقتحم قبل سنين برشاشه مدرسته وأردى أربعين طالبا، وفي بلادنا حدث حادثان في شهر واحد ، إذ قتل تلميذ مدرسه، وقام تلميذان بتهشيم سيارة معلمهما، وهذا يعني أننا إزاء ظاهرة وليس حالة فردية، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس، ونبحث عن الأسباب.. وبداية يجب ألاّ نلقي كلّ اللوم على الطلبة فالمعلمون يشتركون فيه، ويبدو أنّ هناك ضغطا ما على الجميع قد يرجع إلى تكدس الفصول أو إلى البيئة التعليمية بعامة أو إلى أسباب أخرى سنعرفها بعد أن ينتهي الفريق الذي شكله وزير التربية والتعليم لدراسة اسباب العنف في المدارس، وقد دعا الوزير في نفس الوقت إلى تعزيز التنظيمات واللوائح الخاصة في المدارس، على أنّه على الوزارة أن تسارع في تحسين البيئة التعليمية وتتخلص من المدارس المستأجرة، وتجعل من الرياضة البدنية مادة أساسية في مناهجها، فالرياضة تخلق الانضباط، كما أنها متنفس للغرائز العدوانية، فهل تفعل ذلك ؟
مشاركة :