أكد الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة، رئيس لجنة برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان، أن رؤى وتوجهات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تتسق وتتماشى مع أهداف الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، والمتمثلة في توفير البيئة الآمنة للمجتمع وخفض نسبة الجريمة والعنف، بما يحقق التطلعات الحكومية في السعي للوصول إلى مجتمع آمن. وأوضح المحافظ، رئيس لجنة «معًا» في تصريح بمناسبة مرور عام على تعيينه رئيسا للجنة البرنامج، أن القائمين على البرنامج بدأوا في تنفيذ الخطة الاستراتيجية خلال السنة الدراسية الجارية، وإعداد كافة متطلبات المرحلة القادمة لتحقيق النتائج المرجوة من البرنامج، ومن أبرز أهداف الخطة العمل على تغطية جميع المدارس الحكومية والخاصة بنظام مدرستين لكل شرطي منفذ للبرنامج. وأضاف أنه سيتم العمل خلال الفترة المقبلة على إعداد وتحديث الدروس التي تقدم في المدارس لتسهم في الوقاية من الظواهر الحديثة التي طرأت وباتت تؤرق العديد من المجتمعات، أبزرها الأمن السيبراني والتنمر الإلكتروني وما يؤدي إليه من عواقب خطيرة على حياة الطفل والنشء، منوها إلى أن ظاهرة التدخين الإلكتروني، انتشرت بصورة كبيرة وبات لا بد من وضع آليات التوعية والوقاية من مخاطره.وأشار إلى ضرورة إنشاء فرق للتوعية والإرشاد الأمني في جميع المحافظات، وتطبيق البرنامج في كافة المدارس الخاصة، والسعي لتقييم برنامج «معا» لمكافحة العنف والإدمان في المدارس التي يطبق فيها البرنامج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والبدء بإعداد برامج تدريبية لتأهيل المدربين، حيث تم تنفيذ الدورة في وقت سابق بالتعاون مع إدارة الخدمات الطلابية وبلغ عدد الخريجين 100 مشرف ومشرفة اجتماعية. تكثيف الحملات التوعوية وشدد محافظ العاصمة رئيس لجنة برنامج «معا» على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية بشأن المخدرات وتأثيرها على النشء والشباب، خاصة في المجمعات التجارية والأسواق الحيوية من خلال معرض توعوي شامل يستهدف أولياء الامور والنشء، لتثقيفهم بأسس الوقاية من المخدرات وسبل الاكتشاف المبكر للحالات بين الأطفال، وتسليط الضوء على كافة العوامل التي تسهم في التأثير الصحي والنفسي والاجتماعي على الطفل والنشء من خلال البيئة المحيطة به وتأثره بالأقران والأصدقاء والصحبة السيئة. وأشار إلى ضرورة اتخاذ الخطوات الاستباقية في حماية ووقاية المجتمع من مخاطر الألعاب الإلكترونية ومحتواها، حيث أحدثت تغييرا جذريا في شخصية الأطفال والنشء، وزادت آثارها السلبية المتمثلة في الانطوائية واضطرابات النوم والشعور بالنقص والتسبب ببعض الأمراض الصحية والنفسية والمشاكل الاجتماعية، نتيجة إدمان الأطفال عليها وممارستها لساعات طويلة بعيدا عن متابعة ومراقبة الأهل لهم. وتطرق المحافظ رئيس لجنة «معا» إلى انتشار ألعاب إلكترونية تستهدف الأطفال والنشء وتودي بحياتهم للانتحار وتعرضهم للخطر، حيث تستغل أغلبها إهمال أولياء الأمور لأبنائهم وعدم علمهم بما يمارسونه من ألعاب والدخول إلى مواقع إلكترونية بالغة الخطورة، تقودهم إلى ممارسات خطيرة. خطة تنفيذية من جهته، أفاد علي أحمد أميني مدير إدارة الوقاية من الجريمة، مدير برنامج «معا»، أن القائمين على البرنامج، قاموا بإعداد الخطة التنفيذية لتحقيق كافة التوصيات وفق جدول زمني ممنهج، ودراسة لكافة الاحتياجات اللازمة للسنة الدراسية 2018-2019، وبناء على توجيهات رئيس لجنة «معا» فقد تم اختيار مجموعة من المنفذين للعمل ضمن مكتب التوعية والإرشاد الأمني بمحافظات المملكة، يعملون وفق موقع مركزي من مهامهم تغطية جميع مدارس المحافظات بمحاضرات وورش عمل توعوية وفعاليات وأنشطة لا صفية لتنمية مهاراتهم وإدراكهم، وتعزيز روح المواطنة والقيم والوطنية المنبثقة من مجتمعنا البحريني وثقافتنا العربية الأصيلة والإسلامية. وفيما يخص تغطية جميع المدارس، أوضح أميني أنه تم إعداد آلية خاصة لتطبيق المنهج التوعوي، بما يتناسب مع احتياجات المدارس حسب كل مرحلة عمرية، وذلك بغرض مكافحة الظواهر التي باتت تؤثر على الطلبة، منوها إلى اعتماد الجدول الزمني للتطبيق بتغطية 70 مدرسة خلال السنة الدراسية، وستتركز المواضيع على الوقاية من آفة المخدرات والسلامة البحرية واستخدام الدراجات الهوائية، بجانب الاستخدام الآمن للإنترنت والتنمر الإلكتروني، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تستهدف أكثر من 82 ألف طالب وطالبة. ولفت إلى أنه تم التنسيق مع الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم لتعيين فريق عمل من ذوي الاختصاص في الوزارة، للعمل ضمن فريق التقييم المعني بدراسة الوضع العام ومدى تأثير برنامج «معا»، إضافة إلى تقييم الوضع في المدارس لإضافة دروس جديدة في المنهج حسب الحاجة والظواهر والتحديات المجتمعية. وبين أميني أن البرامج التدريبية الخاصة بتأهيل المدربين تقام بإشراف إدارة البرامج لتدريب المشرفين الاجتماعيين في المدارس، حيث يتم إلحاق منفذي برنامج «معا» في دورات تهدف إلى تهيئتهم على خصائص طلبة المرحلتين الابتدائية والاعدادية، والتعرف على المهارات التي يكتسبها الطالب من خلال دروس المنهج المبنية على النظريات العلمية المعنية بالنمو المعرفي للطفل والنشء، كما يتم تأهيلهم على أساسيات تطبيق المنهج الابتدائي والاعدادي وآلية التدريس التي تتوافق مع التقويم السنوي للعام الدراسي 2018-2019 المعتمد من وزارة التربية والتعليم. وقال مدير البرنامج، إنه تنفيذا للتوصيات التي صدرت خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمتعلقة بالمخدرات الرقمية، فإن برنامج «معا» بصدد إقامة معرض توعوي شامل لعدة مواضيع هامة متعلقة بالمخدرات والسلامة الشخصية للألعاب الرقمية ومخاطرها والاستخدام الآمن للانترنت لحمايتهم من التطرف والإرهاب الفكري والاجتماعي، حيث زادت هذه الظواهر في جميع المجتمعات وباتت تؤرق أولياء الامور لما لها من مخاطر سلبية خطيرة على حياة الطفل والنشء، منها المخدرات الرقمية. وأضاف أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم لتسهيل الإجراءات وتوفير متطلبات تطبيق فعالية «وطني معا»، والتي تهدف لتعزيز المواطنة والولاء، تنمية الذكاء والذاكرة وتعزيز القراءة وتنمية الإبداع وإبراز المواهب، والتوعية الصحية للطلاب. وأوضح مدير البرنامج أن الشبكة الإلكترونية والألعاب الرقمية، تعد عملة ذات وجهين النافع والضار، إذ أن الجانب النافع فيها يكمن في إمداد الطفل بالمعلومات الوفيرة كما تفتح مداركه وتوصله بالعالم الخارجي، وتجعله ملما بالأحداث والمستجدات، فضلا عن أنها تنمي مخيلة الطفل، والقدرة على الاستماع وتحليل المعلومات والتعلم ومستوى الوعي والإدراك من خلال التفاعل البصري والصوتي والبرامج التعليمية الموجودة على الشبكة العنكبوتية، وتنمي قدرة الطفل على تحليل المعلومات وتحسين الوعي والإدراك والتفكير بصورة أفضل، وتخلق لديه ثقافة البحث العلمي والإبداعي. وأما الجانب الضار فيتمثل بأن الطفل الذي يقضي وقتا طويلا في ممارستها ويصبح دوره غير فاعل في الأسرة، إذ أن غياب الرقابة الأبوية خلق خللا في شخصية الأطفال تحديدا في حال دخلوا على مواقع مشبوهة، وقد تصيبهم بالاكتئاب وتولد لديهم العنف والتطرف الفكري، وقد يتم استغلالهم بافكار إرهابية متطرفة خاصة إذا كانوا من ذوي الشخصيات الضعيفة، منوها إلى أنه تم إعداد منهج دراسي يهدف إلى التوعية بمخاطر الشبكات الإلكترونية والألعاب الرقمية بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات لجميع المراحل، يتضمن آليات الوقاية من الجرائم الالكترونية وكيفية التعامل عند التعرض لحالات التنمر الالكتروني أو التهديد أو الاساءة عبر قنوات التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت أو النصب والاحتيال الإلكتروني والقرصنة وبرامجها واستغلال الأطفال في المواد الإباحية والمطاردة الالكترونية والحماية من الفيروسات وانتشارها، والتشهير أو إشاعة الأخبار الكاذبة وسرقة الملفات الخاصة بالأفراد ونشرها في الإنترنت ووسائل الاتصالات وغيرها.
مشاركة :