الثورة الصناعية الرابعة مفتاح نمو الإمارات في المرحلة المقبلة

  • 11/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: عبير أبو شمالة أكد ميروسلاف دوشيك، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن اقتصاد الإمارات نجح في الحفاظ على تنافسيته وتفوقه على العديد من مؤشرات التنافسية عالمياً، كما نجح في صيانة ريادته إقليمياً، على الرغم من التحديات التي فرضتها المتغيرات الاقتصادية العالمية، والأزمة المالية العالمية، والتراجع الحاد في أسعار النفط العالمية.وأضاف في حوار مع «الخليج»، أن التوقعات جميعها إيجابية بالنسبة لنمو اقتصاد الإمارات في المرحلة المقبلة، ولفت إلى أن التقديرات ترجح معدل نمو اقتصادي لا يقل على 2.5% لاقتصاد الإمارات في العام الجاري، مما يعزز وصع اقتصاد الإمارات باعتباره الأعلى تنافسية على مستوى المنطقة والعالم العربي.وقال إن أبرز مقومات نجاح الإمارات، تتمثل في حرصها الدؤوب على اعتماد أفضل التقنيات العالمية، وتركيزها المتنامي على الابتكار والإبداع، فهي تفوقت إقليمياً وبرزت عالمياً من حيث تقدمها ضمن مؤشرات النظم المواتية للابتكار، واحتواء الشركات المبدعة.ولفت إلى وجود حاجة لمبادرات على مستوى التعليم والتدريب، لتعزيز التنافسية بصورة أكبر في الإمارات، بما يواكب التطورات على مستوى العالم.وقال إن الإمارات قطعت شوطاً طويلاً على مستوى الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، فقد اعتمدت مجلساً متخصصاً على هذا المستوى، ما يجعلها من أكثر دول العالم تطوراً على هذا المستوى، ويعزز جاهزيتها للمرحلة المقبلة من التطور الاقتصادي. وتحدث كذلك، عن المبادرات الاستثنائية للإمارات، ومنها تعيين وزير للذكاء الاصطناعي وللمستقبل، لافتاً إلى أهمية هذه الخطوات لبناء الاقتصاد المعرفي وتعزيز جاهزيته لمستقبل سريع التغيير.وكشف أن الإمارات ستكون لديها إعلانات مهمة على مستوى مبادرات الثورة الصناعية الرابعة، خلال لقاء مجالس المستقبل في العام الجاري.وأشار إلى أن لقاءات مجالس المستقبل في العام الجاري، تضم 700 خبير، وتدور حول 38 مجلساً تناقش أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وحول أبرز النتائج التي حققتها لقاءات مجالس المستقبل العالمية في دبي على مدى العامين الماضيين، قال دوشيك، إنه نتج عن هذه اللقاءات العديد من المبادرات المهمة، فكما هو معروف تخلص اجتماعات مجالس المستقبل، إلى توصيات ومقترحات يتم طرحها للبحث خلال لقاءات المنتدى السنوية في دافوس، وقد تم بالفعل اعتماد بعض هذه المقترحات للتحول إلى مبادرات فعلية يبدأ تطبيقها.وأثمرت جهود المجلس عن تأسيس مركز شامل ومتخصص تابع للمنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف، معني بمخاطر الأمن الإلكتروني، وذلك بداية من فكرة طرحت في دبي لتنتهي بمأسسة مبادرات الأمن الإلكتروني على المستوى العالمي.أما المثال الثاني لأبرز النتائج التي توصلت إليها لقاءات مجالس المستقبل في دبي، فيتمثل في الثورة الصناعية الرابعة وما تم إقراره من مبادرات على هذا المستوى، لعل أبرزها مبادرة الإمارات بتأسيس مجلس الثورة الصناعية الرابعة. ولفت إلى وجود تعاون مهم على هذا المستوى بين الإمارات والمنتدى الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن لقاءات العام الجاري، ستشهد عدداً من الإعلانات المهمة على هذا المستوى من قبل حكومة الإمارات، وإنْ فضل أن تتم إزاحة الستار عن هذه المبادرات خلال فعاليات اللقاءات.وقال إن الاقتصاد العالمي اليوم يمر بمرحلة استثنائية غير مسبوقة من التكامل، مع دخول العالم المرحلة الجديدة من العولمة. وقال إن العولمة على مدى السنوات الماضية منذ بداية طرحها، نجحت في انتشال الملايين حول العالم من هاوية الفقر، بيد أن الموجة الأخيرة من العولمة كانت لها انعكاساتها السلبية من حيث خلق حالة من عدم المساواة، مما أبرز توجهات شعبوية على مستوى العديد من دول العالم.ومن المجالس الجديدة التي ستشارك في لقاءات اليوم والغد، المجالس الإقليمية المتخصصة، ومنها مجلس الكوريتين ومجلس الشرق الأوسط، ومجلس أوروبا، وسيقوم دور هذه المجالس على التركيز على الأداء الاقتصادي لكل منطقة وطرح أبرز التحديات المعوقة للنمو فيها، وسبل مواجهة هذه التحديات، وإزالة العراقيل التي تحد من فرص النمو.وحول مدى جاهزية دول منطقة الشرق الأوسط للمرحلة الجديدة من النمو، ولمستجدات الثورة الصناعية الرابعة، قال دوشيك: «إن الثورة الصناعية الرابعة بدأت فصولها بالفعل، ونحن اليوم نمثل جزءاً منها بكل تفاصيلها المتباينة، وبما تطرح من فرص وتُفرز من تحديات، والشرق الأوسط يعد جزءاً لا يتجزأ من هذه الصورة». وقال إن الإمارات من الدول التي أخذت بزمام المبادرة على هذا المستوى، وحققت الريادة في المنطقة من خلال العديد من المبادرات المتميزة.وقال إن على دول المنطقة، أن تدرك طبيعة المرحلة الجديدة كي تتمكن من تفادي التحديات والاستفادة من الفرص التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة، وغيرها من التطورات التكنولوجية المهمة مثل الذكاء الاصطناعي.ولفت إلى تحدٍ مهم للمرحلة المقبلة، يتمثل في التجارة الإلكترونية وما تتطلبه بالنسبة للمنطقة ولبقية دول العالم من جهود ليتسنى تيسير عملها. وقال إن المنتدى يعمل على مبادرة على هذا المستوى، مع البحرين.وحول تأثير المستجدات التقنية المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، وغيرها على مستقبل التوظيف قال دوشيك، إن هناك جدلاً عالمياً واسع النطاق على هذا المستوى، بين من يتخوف بشدة ويحذر من تأثير التكنولوجيا المتقدمة على مستقبل التوظيف وخلق فرص العمل، وبين من يرى أن الثورة الصناعية الرابعة كسابقاتها، ستكون لها تأثيراتها السلبية على بعض الوظائف، لكنها ستنعكس إيجاباً من حيث خلق قطاعات اقتصادية جديدة، وفرص عمل مختلفة، تماماً كما أثبت لنا التاريخ في الثورات الصناعية السابقة، التي أحدثت تغييرات جذرية على التوظيف.

مشاركة :