الصحف البريطانية: النظام القطري يسعى لتحويل عاصمة الضباب إلى «لندوحة»

  • 11/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمّت الصحف البريطانية الكبرى موجةً عارمةً من الانتقاء والسخرية لشراء رئيس وزراء قطر السابق وأحد قطبي «تنظيم الحمدين» حمد بن جاسم قصراً منيفاً في العاصمة لندن بمبلغٍ خياليٍ يُعتقد أنه سيشارف بعد إجراء عمليات تجديد للقصر 300 مليون جنيه إسترليني (ما يوازي 380 مليون دولار)، وذلك بالرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية التي تضرب الدوحة في الوقت الراهن، بعد أكثر من 17 شهراً من فرض المقاطعة على نظامها الحاكم. وقالت صحيفة «دَيلي مَيل» واسعة الانتشار، إنه بات في حكم المؤكد أن ابن جاسم - الذي تربو ثروته على مليار جنيه إسترليني من أموال الشعب القطري - أتم صفقة شراء القصر المؤلف من ستة طوابق والواقع في منطقةٍ استراتيجية بعاصمة الضباب، بين قصر باكنجهام، حيث مقر العائلة المالكة ومتنزه هايد بارك الشهير وسط المدينة. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء السابق للدويلة المعزولة اشترى القصر بـ 150 مليون جنيه إسترليني، ومن المتوقع أن يُنفق عليه مبلغاً مماثلاً لإجراء عمليات تجديدٍ واسعةٍ، تستهدف إعادة هذه «الضيعة الحضرية» إلى مكان للسُكنى حسبما كان تصميمها الأصلي، بعدما ظلت تُستخدم مبنى إدارياً منذ غادرها آخر سكانها عام 1941. وقالت «دَيلي مَيل»، إن ذلك سيجعل القصر - الذي يحمل اسم «فوربس هاوس» ويمتد على مساحة فدانٍ كاملٍ في حي بلجرافيا الراقي غرب لندن - المنزل الأغلى من نوعه في العاصمة البريطانية، خاصةً بعد انتهاء عمليات التجديد التي بدأت بالفعل في غرفه الـ 20، وهو ما سيشعل سوق العقارات في المدينة. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن حمد بن جاسم الذي كان مسؤولاً من قبل كذلك عن جهاز قطر للاستثمار وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، منخرطٌ في عمليات شراء واسعة في لندن، شملت متجر هارودز الشهير وبرج «شارد» العملاق ومشروعاتٍ أخرى، ما دفع وسائل الإعلام البريطانية إلى السخرية من «نظام الحمدين» بالقول، إنه يرغب في تحويل عاصمة المملكة المتحدة إلى «لندوحة»، في مزجٍ حافل بالتهكم بين اسميْ المدينتين. أما صحيفة «الصن»، فقد سخرت بدورها من «الطموحات العقارية» لقطب «تنظيم الحمدين»، وقالت إن التجديدات التي يرغب في إجرائها في قصر «فوربس هاوس»، ويُتوقع أن تستمر 12 شهراً، تشتمل على إضافة حمامٍ تركي في الطابق السفلي من القصر «البدروم»، بجانب مغطسين كبيرين وقاعة فاخرة للألعاب الرياضية. ولم تغفل الصحيفة اليمينية البارزة الإشارة كذلك إلى مظاهر الترف الباذخ الأخرى، التي يحرص المسؤول القطري ذو الأنشطة المثيرة للجدل على إضافتها للقصر، من قبيل قاعةٍ للسينما ومرآبٍ مزودٍ بمصعدٍ لنقل السيارات إلى الطوابق العليا، فضلاً عن تجهيز غرفتي معيشة فسيحتين وجناحين فاخرين للنوم. وفي إشارةٍ أخرى إلى الهوس القطري بهدر الأموال على كمالياتٍ لا لزوم لها، أشارت «الصن» إلى أن حمد بن جاسم الذي يمتلك أيضاً جانباً كبيراً من مجمعٍ إداري يحمل اسم «وان هايد بارك» في منطقة نايتس بريدج الراقية في العاصمة البريطانية، يسعى إلى تحويل قصر «فوربس هاوس» إلى «منزلٍ لعائلة واحدة على أحدث الطرز». ونقلت الصحيفة عن وثائق رسميةٍ خاصةٍ باستصدار تراخيص عملية التجديد في القصر قولها، إنه «لا يوجد سوى عددٍ محدودٍ من الأشخاص ممن يستطيعون أو يرغبون في تجديد» مكان مثل هذه، وعلى تلك الشاكلة كذلك. ولفتت «الصن» كذلك الانتباه إلى انغماس رئيس الوزراء القطري السابق، وهو مهندس الانقلاب الذي جاء بوالد الأمير الحالي إلى الحكم في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في شراء ممتلكات باهظة الثمن دون مبرر في واقع الأمر، مُشيرةً في هذا الصدد إلى امتلاكه يختاً عملاقاً يحمل اسم «المرقاب» يصل طوله إلى 436 قدماً، وقُدِرَ سعره قبل عامين بـ 300 مليون دولار.

مشاركة :