أعلنت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، أنها طلبت من واشنطن «وقف تزويد طائرات التحالف بالوقود جواً في العمليات الجارية في اليمن، وذلك بعد التشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة». وبعدما سيطرت قواته على مستشفى «22 مايو» شرق مدينة الحديدة، بات الجيش اليمني يخوض معارك ضارية مع ميليشيات جماعة الحوثيين على الطريق الرئيس الذي يربط وسط المدينة بصنعاء، فيما أصبحت قواته على بعد ثلاثة كيلومترات من المعقل الرئيس للحوثيين في المدينة. وبثت وكالة الأنباء السعودية أمس، بياناً للتحالف العربي يفيد بأن قراره أتى بعدما «تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف أخيراً، من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جواً في شكل مستقل، ضمن عملياتها لدعم الشرعية اليمنية». وأعربت قيادة التحالف عن أملها بأن «تقود المفاوضات المقبلة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الرقم 2216، بما يساهم في وقف اعتداءات الحوثيين على الشعب اليمني ودول المنطقة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار (درون)». ونقلت «قناة العربية» عن مصادر، أن التحالف «كان يستفيد من منظومتين أميركيتين فقط، لتزويد مقاتلاته بالوقود». ورداً على قرار التحالف، أعلنت واشنطن أمس أنها تعتزم وقف تزويد طائراته بالوقود. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن تلك الخطوة «جاءت دعماً لطلب من السعودية»، كما أفادت وكالة «أسوشيتد برس». وأضاف: «بعد التشاور مع الحكومة الأميركية، ندعم قرار المملكة في استخدام التحالف قدراته العسكرية في تزويد طائراته بالوقود». وتابع أن «واشنطن والتحالف يخططان للتعاون في بناء قوات يمنية تدافع عن الشعب اليمني، وتؤمّن حدود البلاد، وتساهم في جهود التصدي لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن والمنطقة». واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أن القتال في اليمن، «لا يعكس نيات صادقة لدى الولايات المتحدة إزاء إنهاء الحرب». جاء ذلك في بيان صدر أمس، عن الوزارة ونقلته وكالة «تاس» للأنباء، وجاء فيه: «كل شيء يشير إلى أن الجانب الأميركي لا يخطط لتغيير سياسته في اليمن». وتابع: «ندرك أن الطريق إلى السلام والاستقرار اللذين طال انتظارهما في اليمن، ما زال في حاجة إلى كثير من الوقت والجهد، لكن هذا يجب أن يتم عبر الحوار والمحادثات... ولا نزال مستعدين لمواصلة جهودنا لتيسير هذه العملية». ميدانياً، قال مسؤولون في القوات اليمنية لوكالة «فرانس برس»، إن الجيش يخوض معارك ضارية مع الحوثيين شرق الحديدة. وذكر أحدهم أن المعارك التي تشارك فيها مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف، «تتحول إلى حرب شوارع»، مشيراً إلى أن الميليشيات تستخدم القناصة في شكل كثيف. وتابع أن الجيش يواجه خلال تقدّمه «كثيراً من الألغام التي وضعت في براميل وخنادق وعلى الطرق». لكنه أكد أن قوات الجيش «تمكّنت على رغم ذلك من تحقيق تقدم واسع (أمس)، في الشارع الرئيس الذي يربط الحديدة بصنعاء، بنحو كيلومتر»، في وقت استقدم الجيش تعزيزات. ووصف مسؤولون عسكريون مستشفى «22 مايو» الذي سيطر عليه الجيش أمس، بـأنه «أكبر مستشفيات محافظة الحديدة وأضخمها»، إذ يضم مهبط طائرات، كما أنه يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مربع أمني يسمى «سبعة يوليو»، والذي يعد المعقل الرئيس للحوثيين في المدينة. ويحاول الجيش التوغل شمال الحديدة على الطريق الساحلي في اتجاه الميناء. على صعيد آخر، اعتبرت وزارة الخارجية اليمنية أن نشر صحيفة «واشنطن بوست» مقال رأي، كتبه «رئيس اللجنة الثورية» لجماعة الحوثيين محمد علي الحوثي «أمر معيب»، واصفة الكاتب بأنه «مجرم حرب».
مشاركة :