مصطفى العقاد.. مخرج لم يكتمل حلمه

  • 11/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مصطفى العقاد (١ يوليو ١٩٣٠ - ١١ نوفمبر ٢٠٠٥)، من المخرجين الكبار الذين تربعوا على عرش الساحة الفنية العربية وهوليوود أيضًا، فهو المخرج صاحب فيلم "الرسالة" بنسختيه العربية التي كان بطلها الفنان عبد الله غيث ومنى واصف، والإنجليزية التي كان نجماها "أنتوني كوين" و"إيرين باباس".فيلم "الرسالة" كسر بقيمته الفكرية حاجز تغييب الدين الإسلامي في الذاكرة الغربية، وكان بانوراما سينمائية تحكي للعالم قصة الرجل الذي أصبح أمة، فقد نقل العقاد في "الرسالة" تاريخ السيرة النبوية المضيء بعد أن حصل على موافقة المرجعيات الدينية كالأزهر والحوزة في النجف الأشرف.وتبع الرسالة بتحفة ثانية أسماها "أسد الصحراء" عام 1981 الناطق باللغة الإنجليزية يسرد قصة نضال الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وقد كان الفيلم الذي جسد السيرة النضالية للبطل عمر المختار تحفة سينمائية تعاون في نقشها مع الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان يؤمن بأن "السينما سلاح أقوى من الدبابات" فمول فيلمي الرسالة وعمر المختار.وللعقاد أفلام أخرى غير الأفلام التاريخية والدينية التي أشتهر بها في العالم العربي فقد أخرج وأنتج ثمانية أجزاء من سلسلة أفلام الرعب "هالوين" "Haloween" الذي استمر في إنتاجها وإخراجها منذ عام 1978 حتى عام 2002، كما قدم موعد مع الخوف "Appointment with Fear" عام 1985 وجولة حرة "Free Ride" عام 1986.ويعتبر العقاد من المخرجين العرب القلائل الذي حقق نجاحا كبيرا في هوليوود فقد بدأ عشقه لمهنة الإخراج مبكرا بالرغم من رفض والده عمله بالإخراج إلا أن حلم الفتي السوري صاحب الـ18 عاما جعله يقف أمام كل هذه الصعاب، فعندما بلغ العقاد الـ18 قرر أن يصبح مخرجا سينمائيا مشهورا يقدم أفلامه للعالم من هوليود، وفي ذلك الحين كل من يعرف العقاد من أهالي حلب ضحك على هذا الحلم وقالوا له "احلم على قدك" ونصحوه بالذهاب إلى دمشق أو القاهرة لدراسة الإخراج غير أن العقاد الشاب كان مصرًا على هوليود.فقد ظل يعمل لعام كامل ليوفر ثمن تذكرة سفره عندها سلمه والده مبلغ ٢٠٠ دولار أمريكي ومصحفا شريفا وودعه متفائلا، فلم تعرف أحلام مصطفى العقاد حدودا ولم تولد كبيرة لتضمحل وتنزوي في ركن ما من الذاكرة.وخلال مسيرته الفنية قدم العقاد أعمال سينمائية وضعت في مقدمة الأعمال السينمائية العربية، وظل يحلم أن يقدم أحلامه السينمائية حتى أخر لحظات حياته، فقد جهز كل التفاصيل وحصل على موافقة مبدئية من الأبطال وعاين أماكن التصوير وحصل على كافة التراخيص ولكن التمويل وقف حائلا أمام إتمام حلمه بتقديم شخصية صلاح الدين الأيوبي في فيلم عالمي، وبينما يجوب العالم للبحث عن تمويل للعمل الملحمي اتفق مع ابنته على لقاء في الأردن حيث جاءت من لبنان لحضور حفل زفاف في أحد الفنادق الكبرى، وأخبار الانفجار الضخم الذي هزت جنبات العاصمة الأردنية في 11 نوفمبر 2005 تطير عبر وكالات الأنباء العالمية ليكتشف الجميع أنه من بين الضحايا ليكون مشهد النهاية لحياته قمة في المأساة.

مشاركة :