لم يتخيل الصُحفي المصري محمد شعير وهو يبحث في مقتنيات الأديب نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911-30 أغسطس 2006) التي يحتفظ بها أفراد أسرته، أنه سيعثر على ما يمكن اعتباره كنزاً أدبياً لم يسبق الكشف عنه، بعد مضي 12 عاماً على رحيل الكاتب. أمسك شعير الذي سمحت له أسرة محفوظ بالبحث في مقتنياته، بالعديد من الوثائق والمخطوطات على ورقٍ أصفر، مدققاً فيها ليكتشف أنها خُطت بيد الراحل، وأن من ضمنها عشرات القصص القصيرة التي لم تُنشر في كتب من قبل. اكتشاف قصصٍ لعملاق الأدب العربي بعد رحيله، يشبه اكتشاف كنزٍ، دون مبالغة، يقول شعير لرصيف 22: "شعرتُ بسعادة كبيرة وأنا أمسكُ بين يدي هذا الكنز الأدبي". لم يتوقع شعير أنه سيجد قصصاً جديدة لمحفوظ، حين ذهب لتمحيص مقتنياتٍ في بيت الراحل. كان شعير يجهز لمشروع أدبي خاص به عن مخطوطات نجيب محفوظ المكتوبة بخط يده لتضمينها في كتاب جديد، لذلك طلب من أسرته أن تمده بكل الأوراق التي يحتفظون بها وتخص الأديب الكبير، وكان من ضمن ما عُرض عليه صندوقٌ كان في منزل ابنة محفوظ "أم كلثوم". وجد شعير في الصندوق أوراقاً كثيرة بخط محفوظ، من ضمنها عشرات القصص القصيرة التي شعر الصحفي المصري، الذي قرأ كل أعمال محفوظ، وخبِرها جيداً، أنها جديدة، "شعرت أن أغلب القصص جديدة، لم أشعر أنني قرأتها في كتب من قبل، وبعد البحث تأكدتُ فعلاً أن من ضمن 50 قصة وجدتها في الصندوق هناك 18 لم يسبق نشرها في كتب". يؤكد الصحفي محمد شعير أنه حين وجد الأوراق التي كتبها نجيب محفوظ بخط يده شعر أن الوسط الثقافي العربي سيكون على موعد مع هدية من محفوظ يرسلها لهم بعد وفاته، كأنه يُبعث من جديد، واصفاً سعادته الغامرة بما عثر عليه لقيمته الأدبية والانسانية. وأعلن شعير لرصيف22 أن القصص التي عثر عليها ستصدر في كتاب بعنوان "همس النجوم" سيكون متوفراً في كافة المكتبات يوم 11 ديسمبر المقبل، في ذكرى ميلاد محفوظ مصرحاً: "أردنا من اختيار هذا اليوم تحديداً أن نقول للجميع إن محفوظ باق وإبداعه مستمر”. أما باقي المخطوطات المهمة التي وجدها شعير فنشرها بالفعل في كتاب بعنوان "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" صدر في الآونة الأخيرة عن دار العين بالقاهرة. تناول شعير في هذا الكتاب كواليس لم تكشف من قبل عن كتابة محفوظ لرواية "أولاد حارتنا" التي كانت محظورة في مصر لوقت طويل. ومحمد شعير صحفي بمجلة أخبار الأدب المصرية التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم، مهتم بشكل خاص بملف نجيب محفوظ، بل هو مختص في هذا الشأن، كتب عن الأديب الراحل عشرات المقالات والدراسات والكتب، وحاز ثقة أسرة محفوظ فاعتبرته أحد أفضل من كتب عن "أديب نوبل". أقوال جاهزة شاركغردبعد مضي 12 عاماً على وفاته، نجيب محفوظ يُبعث من جديد. ما القصة؟ الجواب في تقريرنا. شاركغردتقول هدى نجيب محفوظ ابنة الكاتب الراحل لرصيف22 إن القصص التي عثر عليها شعير، تم تدقيقها وطباعتها كي تصدر في كتاب قريباً شاركغرداكتشاف قصصٍ لعملاق الأدب العربي نجيب محفوظ بعد رحيله، يشبه اكتشاف كنزٍ، دون مبالغة، يقول شعير لرصيف 22: "شعرتُ بسعادة كبيرة وأنا أمسكُ بين يدي هذا الكنز الأدبي".همس النجوم تقول هدى نجيب محفوظ ابنة الكاتب الراحل لرصيف22 إن القصص التي عثر عليها شعير، تم تدقيقها وطباعتها كي تصدر في كتاب عن دار الساقي اللبنانية، لافتة إلى أن سبب اختيار هذه الدار تحديداً يعود إلى أن عرضَها كان الأفضل من بين عروض كثيرة وصلت الأسرة من دور نشر عربية. وأعلنت: "العرض من دار الساقي كان يتضمن نشر المجموعة في كتاب بطباعة فاخرة تليق بروح نجيب محفوظ، وبقدرة عالية على توزيع المجموعة القصصية في كل الدول حتى يصبح عثورعشاق محفوظ في أنحاء العالم عليها أمراً سهلاً دون مشقة". ولم يكن "همسُ النجوم"، وهو عنوان قصة من القصص التي يتضمنها الكتاب، الاسمَ الذي اختارته ابنة محفوظ للمجموعة، فقد اختارت هدى اسماً آخر، لكنها تقول إن الساقي رأت أن "همس النجوم”اسماً أقوى بكثيرمما اقترحته هي، كما أن الاسمَ قريبٌ من اسم قصة قصيرة لمحفوظ هي "همس الجنون"، التي حملت اسم مجموعة قصصية له، مما يجعلها سجعًا لعنوان قديم يستنسخ روح نجيب محفوظ. و"همس النجوم" تضم 18 قصة كتبها محفوظ في الفترة من 1993 حتى 1994. ومثل معظم إبداعات محفوظ، الذي ولد بحي الجمالية العريق بالقاهرة القديمة، تظهر في المجموعة الجديدة الحارة المصرية التي تمثل عالم محفوظ الواسع الذي قدمه للعالم، وبنى فيه مخياله الأدبي الفريد. "المصادفة وحدها هي ما أوصلتنا إلى القصص الـ18، فلو ما طلب منا محمد شعير البحث عن وثائق ومسودات وأوراق بخط محفوظ، لما كنا علمنا بشأن هذه القصص التي لم تنشر من قبل في كتب"، تقول هدى نجيب محفوظ لرصيف22، متمنية أن تُشبع المجموعة الجديدة شغفَ عشاق نجيب محفوظ حول العالم. وحصل الأديب الكبير على جائزة نوبل في العام 1988، وله العديد من الروايات التي لا زالت تحقق مبيعات كبيرة حتى اليوم، ومنها الثلاثية والحرافيش والسراب وزقاق المدق وأولاد حارتنا. بهمس النجوم، يُبعث محفوظ من جديد، مثل نجمة تساقطت من السماء، وهذا من حسن حظ عشاقه. اقرأ أيضاًمراد وهبة لرصيف22: أنا الوجه الفلسفي لنجيب محفوظ وابن رشد ميت في الشرق حي في الغرب"عظيمة ومختلة وماجنة".. كيف رأى أدباء الإسكندرية مدينتهم؟"ماذا لو غادرني الوحي؟"التكفير كمطلب للدولة المدنيّةبين فتاوي الحلال والحرام وشروط الإبداع... كيف يتعامل الروائيون السلفيون مع الأدب؟ مصطفى فتحي صحافي مصري حاصل على الماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الاعلام في جامعة القاهرة، و"المركز الدولي للصحافيين" في واشنطن. يعمل حاليًا مدير تحرير لموقع "كايرو 360"، ويكتب لصحيفة "السفير" و"شبكة الصحافيين الدوليين" كلمات مفتاحية مصر نجيب محفوظ التعليقات
مشاركة :