أثارت دولة كولومبيا، الأسبوع الماضي، جدلًا واسعًا حينما أعربت عن نيتها فرض رسوم جمركية على واردات البطاطس المقلية القادمة من دول مثل بلجيكا، التي تعتبر أن البطاطس المقلية تراثًا حضاريا وثقافيا. ورغم غرابة هذه الأزمة، إلا أن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز، انتفض غاضبًا، خلال كلمته في اجتماع مجلس التجارة بالاتحاد الأوروبي، حيث طالب الدول الأوروبية بالتصدي للقرار الكولومبي.وتسعى بلجيكا منذ وقت طويل لإدراج البطاطس المقلية، التي تشتهر بها مطاعم العاصمة بروكسل في قائمة التراث غير المادي لمنظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، التي عكفت منذ عام 2003 على إدراج بعض العادات الشعبية كإجراء لحماية الثقافات والتقاليد الشعبية.وتصدر بلجيكا 90% من جميع منتجاتها من البطاطس المجمدة المعدة للقلي، وعادة ما تباع البطاطس البلجيكية في قرطاس من الورق، وشترى من أكشاك قائمة في الشارع ويصل عددها نحو 5 آلاف كشك، وهو ما يجعلها إذا قيست وفق عدد السكان أكثر عشرة أمثال من مطاعم أشهر محلات الوجبات السريعة في الولايات المتحدة.من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها ستقوم بمشاورات داخل منظمة التجارة العالمية بشأن نية كولومبيا، التي تعلل قرارها بأن المستوردات الأوروبية من البطاطس المجمدة، والتي تدخل بأسعار تفضيلية إلى البلاد، تضر بمصالح المنتجين المحليين لهذه المادة.كولومبيا هي الدولة الثالثة التي تعلن نيتها فرض ضرائب على مستورداتها من البطاطس القادمة من دول مثل بلجيكا وهولندا وحتى ألمانيا، حيث سبقها على ذلك دول مثل جنوب إفريقيا والبرازيل.كما أن كولومبيا ترى أن أصل البطاطس المقلية هو من جبال الإنديز وليس من بلجيكا، وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي يشدد على أهمية الدفاع عن الحقوق التجارية والثقافية.