لندن - ذكرت صحيفة صنداي تايمز أن أربعة وزراء بريطانيين من المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي على وشك الاستقالة من حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بسبب خروج بريطانيا من التكتل. وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي رفض خطة ماي لآلية مستقلة للإشراف على خروج بريطانيا من أي ترتيب جمركي مؤقت توافق عليه. وتحاول ماي التوصل إلى التفاصيل النهائية لاتفاق انسحاب بريطانيا لكن المحادثات تعثرت بشأن الحدود في ايرلندا. واقترحت بريطانيا ترتيبات جمركية مؤقتة على نطاق المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي لحل هذه المسألة، لكن مؤيدي الانسحاب في حزبها يريدون أن يكون لدى لندن القول الفصل في موعد انتهاء هذا الترتيب لمنع الارتباط بالتكتل إلى ما لا نهاية. ونقلت الصحيفة عن وزير كبير بالحكومة قوله “هذه هي اللحظة التي يجب أن تواجه فيها (ماي) بروكسل وتوضح لهم أنهم بحاجة إلى حل وسط أو أننا سنغادر دون اتفاق”. وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي السبت إنهم متفائلون بحذر من أن قمة للاتحاد الأوروبي قد تعقد في نوفمبر لإقرار اتفاق لكن الوضع المتقلب في بريطانيا جعل من الصعب توقع شيء. بينما قال دبلوماسيون آخرون في الاتحاد الأوروبي إن عددا من القضايا لا يزال دون حل. وقد أيد مشرعون بارزون من معسكري المؤيد والمعارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) وزير دولة قدم استقالته من حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي المحافظة الجمعة وتوجيهه هجوما قويا لخططها. وقال جو جونسون، وهو الشقيق الأصغر لوزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، إن ماي تعرض على بريطانيا "خيارا زائفا بين اتفاقها (بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي) أو مواجهة فوضى "في ظل عدم وجود اتفاق". وفي بيان استقالة لاذع اللهجة، أيد جونسون أيضا دعوات متنامية لإجراء استفتاء ثان بشأن الرحيل عن الاتحاد الأوروبي. وكتب جونسون في البيان الذي نشره على الانترنت إن خطط ماي كانت "تشويها لعملية الخروج" وستؤدي إلى اتفاق انسحاب مبهم "بدون وضوح حقيقي بشأن الكيفية التي سينتهي بها هذا الوضع." جونسون : خطط ماي كانت "تشويها لعملية الخروج"جونسون : خطط ماي كانت "تشويها لعملية الخروج" وأضاف: "بشأن هذه الأسئلة الأكثر أهمية، أعتقد أنه من الصواب تماما العودة إلى الشعب ومطالبتهم بتأكيد قرارهم بالرحيل عن الاتحاد الأوروبي، وإذا اختاروا ذلك، يتم منحهم القرار النهائي بشأن ما إذا كنا سنرحل باتفاق رئيسة الوزراء أو بدونه". ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن جو قوله إن "القيام بأي شيء دون ذلك، سيؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بديمقراطيتنا". وكان جو جونسون من المناصرين للبقاء داخل الاتحاد في استفتاء الخروج عام 2016، حيث صوت 52 بالمئة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، بينما كان شقيقه بوريس جونسون أحد المناصرين البارزين لمعسكر الرحيل. لكن مفاوضات ماي قد وحدت الأخوين في مشاعر "الفزع الأخوي" حسبما قال جو جونسون. وأشاد بوريس جونسون، الذي استقال في يوليو اعتراضا على خطة ماي للخروج، بقرار أخيه. وقال على تويتر: "ربما لم نتفق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكننا متحدون في حالة الفزع حيال موقف المملكة المتحدة الذي لا يمكن الدفاع عنه فكريا وسياسيا". وقال ستيف بيكر المحافظ المتشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي إن جو جونسون "مخطئ تماما بشأن إجراء استفتاء آخر لكنه على حق تماما في مهاجمة سياسة الحكومة الكارثية." وقال بيكر، الذي استقال من منصبه كوزير دولة في يوليو إن بريطانيا يجب أن تختار بين اتفاق تجارة حرة على غرار اتفاق كندا مع الاتحاد الأوروبي أو مغادرة التكتل بدون اتفاق. وقالت آنا سوبري، عضوة البرلمان عن حزب المحافظين والمؤيدة للاتحاد الأوروبي، إنها تحترم بقدر هائل" ما قام به جونسون. وقالت سوبري على تويتر: "إنها استقالة قاسية من منصب وزاري؛ لقد فعل الشيء الصواب". وقالت: "الآن هو الوقت المناسب لأبناء الشعب للوقوف إلى جانب ما يؤمنون به أو أننا سنسير نياما إلى كارثة بريكزيت. هناك طريقة أخرى - تتمثل في تصويت الشعب". وقالت سارة وولاستون ، إحدى المحافظات الأخريات المؤيدة للاتحاد الأوروبي، إن الوقت قد حان لقيام المزيد من أعضاء الحزب بالبرلمان وعددهم 315 عضوا أن يدعموا حملة "تصويت الشعب" على النتيجة النهائية لمفاوضات ماي. وغردت وولاستون على تويتر قائلة: "هناك المزيد من أعضاء البرلمان مثل جو جونسون الذين شاهدوا الأدلة ويعرفون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون كارثة بالنسبة لهذا البلد، لكنهم لم يوضحوا بعد ذلك".
مشاركة :