"فتوى" فيلم عن أهوال الإسلاميين يفوز بجائزة أيام قرطاج السينمائية

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الـ29 لأيام قرطاج السينمائية بتونس العاصمة، المهرجان الذي يمثل عرسا سينمائيا عريقا، من خلاله تسري حركية هامة في قاعات السينما وفي شوارع تونس. والمهرجان العريق طرح على نفسه هذه الدورة أن يعود إلى وجهه النضالي، وأن يكون موجها خاصة للسينما الجنوبية ممثلة في أفريقيا والعرب وأميركا اللاتينية وحتى آسيا. تونس – فاز فيلم “فتوى” للمخرج التونسي محمود بن محمود بجائزة التانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة التاسعة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية التي أسدل الستار عليها مساء السبت. وقد أقيم حفل الختام وتوزيع الجوائز في مدينة الثقافة التي افتتحت رسميا هذا العام، وحضر الحفل وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من الفنانين وصناع السينما العرب. جوائز التانيت فيلم “فتوى” المتوج من إنتاج تونسي/بلجيكي مشترك وهو من بطولة أحمد الحفيان وغالية بن علي وسارة الحناشي ورمزي عزيز ومحمد ساسي غربال. يتناول الفيلم قصة تونسي يقيم في فرنسا، ويعود إلى بلده لحضور جنازة ابنه الذي توفي في حادث دراجة نارية، لكنه يكتشف أن الابن المتوفى كان ينشط في خلية متشددة فيسعى لمعرفة كيف اتخذ ابنه هذا المنحى. ويستذكر الفيلم فترة صعود الإسلاميين إلى الحكم في تونس، والذي تزامن مع صعود نفوذ الجماعات السلفية، عقب الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وأنهت عقودا من الحكم الاستبدادي. وقال مخرج الفيلم محمود بن محمود عقب تسلمه الجائزة “السينما ككل الإنتاجات الثقافية تلعب دورها لتفتح عيون الشباب وتقيهم من الانحرافات الإجرامية الدامية التي استهدفت بلادنا… وأهدي الجائزة للمساهمين في الفيلم من جهاز تقني وممثلين ومنتجين”. وأضاف بن محمود “إن الفيلم هو إهداء كذلك إلى كل العائلات التونسية والعربية التي عاشت مأساة تسفير أبنائها إلى بؤر التوتر”. محمود بن محمود :السينما ككل الإنتاجات الثقافية تلعب دورها لتفتح عيون الشباب وتقيهم من الانحرافات الإجرامية الداميةمحمود بن محمود :السينما ككل الإنتاجات الثقافية تلعب دورها لتفتح عيون الشباب وتقيهم من الانحرافات الإجرامية الدامية وحصل الفيلم المصري “يوم الدين” للمخرج أبوبكر شوقي على جائزة التانيت الفضي، ويتتبع الفيلم رحلة لبطله الذي يدعى بشاي وهو رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام. وبعد وفاة زوجته المصابة هي اﻷخرى بالجذام، يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه النوبي أوباما وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد، بهدف الوصول إلى قريته في محافظة قنا. فيما ذهب التانيت البرونزي للفيلم السوري “مسافرو الحرب” للمخرج جود سعيد، وتدور قصة الفيلم حول بهاء، الذي يلعب دوره الممثل أيمن زيدان بكل جدارة، في رحلة انتقاله من مدينة حلب إلى محافظة أخرى، ولكن هذه الرحلة التي يحاول أن ينقلها لابنته المقيمة في ألمانيا عبر الإنترنت، والتي ستنتهي مجازا بانتهاء الحرب، ما هي إلا أحلام مؤجلة قام بسردها من خيالاته. ونوهت لجنة التحكيم في فئة الأفلام الروائية الطويلة بفيلمي “صوفيا” من المغرب و”ماكيلا” من الكونغو الديمقراطية. وفاز بجائزة أفضل ممثل التونسي أحمد الحفيان عن دوره في فيلم “فتوى” فيما فازت الكينية سامنتا موكاسيا بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “رفيقي”، وذهبت جائزة أفضل تصوير للفيلم السوري “مسافرو الحرب”، بينما آلت جائزة أفضل موسيقى إلى الفيلم الكيني “رفيقي” ونال أفضل سيناريو الفيلم الكيني “سوبا مودو”. أحمد الحفيان يفوز بجائزة أفضل ممثلأحمد الحفيان يفوز بجائزة أفضل ممثل وكعادته كل عام خصص مهرجان أيام قرطاج السينمائية جوائز التانيت لفرعي الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة. وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فاز بالتانيت الذهبي الفيلم التونسي “إخوان” لمريم جوبار، فيما ذهب التانيت الفضي لفيلم “بيت لالو” من بنين وذهب التانيت البرونزي للفيلم التونسي “استرا” للمخرج نضال قيقة. ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم التونسي “بائع الزهور” لشامخ بوسلامة. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فكان التانيت الذهبي من نصيب الفيلم المصري “أمل” للمخرج محمد صيام، بينما فاز بالتانيت الفضي الفيلم المصري “تأتون من بعيد” للمخرجة أمل رمسيس، بينما فاز بالتانيت البرونزي الفيلم اللبناني “رحلة الصعود إلى المرئي” للمخرج غسان حلواني. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، فقد ذهب التانيت الذهبي إلى الفيلم اللبناني “أصداء” للمخرج نيكولا خوري، وفاز بالتانيت الفضي الفيلم الفلسطيني “وقعت على العريضة” للمخرج مهدي فليفل، فيما توج بالتانيت البرونزي الفيلم السنغالي “كيدوجو” للمخرج مامادو خوما جييه. ثلاثي القارات في تصريح له عقب حفل الاختتام قال مدير عام المهرجان نجيب عيّاد إن “دورة السنة الماضية كانت تجريبية بالنسبة إلي… أردنا أن نحدث فيها التغيير، ولكن هذه الدورة هي التي سأحاسب عليها في ما بعد لأنه كان لديّ كل الوقت للتنظيم”. وأضاف “ذهبنا خطى كبيرة في الهدف الذي رسمناه للمهرجان في أن يكون ثلاثي القارات مع نكهة متوسطيّة.. من حيث اختيار الأفلام وحضور للمنتجين والموزعين”. وقد شهدت هذه الدورة من مهرجان أيام قرطاج السينمائية عرض ثلاثة عشر فيلما روائيا طويلا من تسع دول تنافست على جوائز “التانيت”، كما عرف عودة مخرجين رواد للمشاركة في فعالياته أمثال مرزاق علواش، محمود بن محمود وعباس فاضل. كما فتح المهرجان أبوابه لمشاركة فتح تجارب شابة وواعدة، لكل من مريم بن مبارك، أبوبكر شوقي وماشيري إكوا باهانغو، وحضر أيضا صناع أفلام أفارقة وعرب من أصحاب التجارب المغايرة على غرار محسن بصري، جود سعيد، كاريون ويناينا، وانوري كاهيو وجويل كاريكيزي والتونسيين نجيب بالقاضي ومحمد بن عطية. في أيام قرطاج السينمائية 2018، شاركت تونس بثلاثة أفلام روائية طويلة، فيما حضر كل من المغرب وكينيا بشريطين سينمائيين بينما تتوزع بقية الأفلام بين أعمال سينمائية عربية وأفريقية. ولم يكتف المهرجان بالمسابقات والعروض السينمائية بل قدم فرصا للالتقاء بأهم المنتجين والموزعين من مختلف البلدان، تحقيقا لتعاون سينمائي وتفعيلا لعجلة الإنتاج في الفن السابع لدول جنوب المتوسط. كما انفتح المهرجان على فضاءات عرض جديدة مثل تقديمه عروضه خارج تونس العاصمة في المحافظات، وأيضا تقديمه لعدد من العروض داخل فضاءات السجون.

مشاركة :