في الثقافة والتكنولوجيا والعصر، المارد الذي لا يقول أبداً: لا

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - هنا في هذا الملف تنشر “العرب” تحقيقات واستطلاعات أجريت في مصر والمغرب ويضم هذا الملف مقالات واستطلاعات تنشر بالاتفاق مع مجلة "الجديد" الشهرية الثقافية اللندنية التي كرست عددها الأخير تحت عنوان "ثقافة الموبايل". لظاهرة الموبايل شارك فيه كتاب ومفكرون وأصحاب رأي من بلدان عربية شتى، إلى جانب حيز لمقالات تغطي جانبا من جغرافية التفكير الغربي بالظاهرة، من ثم استطلاعات موسعة للرأي من المغرب، الجزائر، مصر، اليمن، السعودية وبلدان الخليج العربي. تغطي المقالات والآراء والانطباعات ما أدخله من جديد على حياة الناس هذا الجهاز الخطير، الذي دخل على حياتهم من دون استئذان، فصدم المخيلة والعقل معا، وخلخل الصيغ القديمة التي كانت الناس قد ألفتها في سلوكها ومعاشها، وفي طرائق تواصلها مع العالم، وسبل نيلها المعارف، بل وفي طرائق تعريفها لنفسها وطرح هويتها في عالم يزداد اتصالا بين أطرافه على نحو غير مسبوق في التاريخ. من شأن هذه المقالات والاستطلاعات أن تقدم معرفة وتثير نقاشا لم يكونا متاحين، حتى الآن. فباستثناء مقالات متفرقة هنا وهناك سبق ان نشرت عربيا، لم يُقرأ هذا الجهاز قراءة ثقافية عربية، ولم يجر تناول الموضوعات والظواهر المتصلة به. التحقيقات والاستطلاعات التي قامت بها “الجديد” رصدت التحولات التي أدخلها الموبايل على حياتنا بوصفه بوابة ثقافية وطريقة للحصول على المعارف أخذت تسود وتتحول إلى ضرورة لا يمكن مقاومتها على الإطلاق، ما يجعل السؤال الأكثر واقعية ليس: كيف نتجنب الموبايل ولكن كيف نطور أداءنا لنجعل من هذا الجهاز ضرورة إيجابية. كما رصدت في مجموعها انطباعات وآراء ومواقف متعددة المصادر تتعلق بآلة الموبايل وبالتواصل عبر الموبايل، وبالثقافة التي تتيحها هذه الآلة الذكية المهيمنة اليوم على العالم. فهو رصد لهذا الكائن الخطير المستجدّ في حياتنا بوصفه بوابة ثقافية وطريقة للحصول على المعارف. من بين الأسئلة التي توجّهت بها "الجديد" إلى المستطلعين: متى بدأت استخدام الموبايل ليس للاتصالات وإنما للمعرفة (الهواتف الذكية وتطبيقاتها)؟ وكيف أثّر استخدامك له على ثقافتك ومعرفتك إيجابا أو سلباً؟ وما أهم التطبيقات التي تعتمد عليها؟ وما الذي أدخله الموبايل على سلوكياتنا الاجتماعية وتوجهاتنا وخياراتنا الثقافية؟ وهل أصبح الناس أصحاب خيارات ثقافية محدودة ومبتسرة بسببه أم أنهم اتيحت لهم إمكانية كبيرة للحصول على ثقافة أوسع وبطريقة أسرع؟ ما الذي تخافونه في هذا الجهاز؟ ما الذي يثيره فيكم التعامل معه ومن خلاله؟ وهل تعتبرون أنفسكم أشخاصا مختلفين منذ أن بدأتم في استعمال هذا الجهاز؟ وهل يمكن مقاومة وجود الموبايل، أو حتى رفضه؟ وهل المشكلة (لو وُجدت) في هذا الجهاز نفسه أم في طبيعة العلاقة التي يقيمها المستخدم معه؟ وهل تخافون على الناشئة، وهل يحتاج هؤلاء مثلا إلى مقدّمات توجيهية قبل استعماله؟

مشاركة :