رئيس الوزراء في مجلس سموه أمس: متفائلون بأن أمطارنا ستظل في حدود أمطار الخير دائما

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نـتـطـلـع دائـمـا إلـى إسـعـاد هـذا الـشـعـب.. الـذي يـسـتـحـق كل خير على أرض البحرين شعب طيب.. ترفرف عليه نزعة إيمانية كان لقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء مرتادي مجلسه بقصر القضيبية أمس من اللقاءات المتميزة.. حيث لاحظنا منذ هذا الصباح أعداد الوافدين إلى القصر تتزايد بشكل ملحوظ.. رغم أن السماء كانت «حُبلى» بكميات هائلة من السحب الثقيلة المُنذرة بأمطار غزيرة ومخيفة تسبقها أصوات البرق والرعد.. كما أن لون الشوارع والمباني والحركة في الشوارع كانت قد تغيرت إلى لون قاتم يقترب من قتامة الليل. وهذا الجو المحيط من حولنا جعل سموه بعد أن حيَّا الجميع واطمأن على أحوالهم يبدأ حديثه إلى مرتادي مجلسه ومحبيه عن الأمطار بشكل مباشر.. وهو الذي لاحظ الجميع أن سموه قد سبق هذه الأمطار الغزيرة برسالة تحذيرية عن الأمطار لم يخص بها المسؤولين عن التعامل مع الأمطار وحدهم.. بل حرص سموه على أن تصل رسالته بالاستعداد إلى كل المواطنين من أجل الاطمئنان على أسقف منازلهم وبيوتهم.. واتخاذ كل الاحتياجات الواجبة.. ولذلك وجدنا الحاضرين يوجهون الشكر إلى سموه على هذه الرسالة التحذيرية التي وجهها سموه مُخلصًا في الوقت المناسب.. وكأنه كان يتوقع ما سوف يحدث أو يجري على الساحة البحرينية. والحقيقةُ أن رسالة سموه إلى المسؤولين والمواطنين على حد سواء قد فرضها وأوحى بها ما جرى في الدول الشقيقة القريبة من البحرين.. سواء في دولة الكويت الشقيقة أو الأردن الشقيق. وعندما بدأ سموه حديثه عن الأمطار قال: لقد كان الله رحيمًا بنا.. فقد حبانا جل شأنه وعلاه بالحماية فجاءت الأضرار التي واكبت الأمطار بقدر لا يكاد يُذكر.. ونتوقع أن يظل الله سبحانه وتعالى يجود علينا بأمطار رحيمة.. وهذا بعكس الدول الأخرى التي عانت ولا تزال تعاني بسبب عدم متابعة أعمال الصيانة اللازمة لشبكات المجاري. د. الشيخ عبداللطيف المحمود: لقد كان من نعمة الله علينا أن أبقى الأمطار الهاطلة علينا عند الحدود التي نريدها.. وهي حدود أمطار الخير.. «وفي السماء رزقكم وما توعدون».. وإن شاء الله نحن متفائلون بأن أمطارنا ستظل في إطار حدود «أمطار الخير». سمو الرئيس: أتذكر أننا كنا دائما ننتظر الأمطار ومعها الفرحة الكبيرة بنزولها علينا لأنها كانت لا تأتي إلا بالخير دائما. د. عبداللطيف المحمود: الحق سبحانه وتعالى يقول: «ويُنَزِّلُ لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب».. يعني أن هذه الأمطار يرجع الفضل فيها إلى الله سبحانه وتعالى. نحن في البحرين شعب خير ويواصل سمو رئيس الوزراء حديثه قائلا: نحن في البحرين شعب خير وتعاون.. ولذلك نحن نتطلع إلى مزيد من الخير دائما لإسعاد هذا الشعب الذي يستحق كل خير.. ومن أجل ذلك علينا أن نتذكر الله دائما.. وأن نتدبر حكمته وفضله الدائم علينا. ثم يقول سموه: إن الأوضاع في هذا الكون قد تغيرت، وهي لا تحتاج منا أكثر من تذكر الله صاحب الفضل كله، وواجبٌ علينا ألا نغرق أنفسنا في السياسة، وألا نجعلها كل همنا واهتمامنا إلى الدرجة التي نرى فيها شعوبا أخرى لا تتوقف عن الحديث في السياسة حتى في مجالسهم ومساجدهم! د. الشيخ عبداللطيف المحمود: الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نتذكره دائما.. ذلك لأن الذكرى تنفع المؤمنين.. فبذكر الله تطمئن القلوب وتسعد وتنشرح الصدور.. حتى العلماء هم في حاجة إلى من يُذكِّرهم.. ذلك لأن انشغالهم بمشاغلهم يجعلهم ينصرفون عن كثير من الأمور. صاحب السمو: الحقيقةُ أننا نرغب دائمًا في تذكر الله، والتدبر في أمور ديننا ودنيانا.. وهنا تظهر أهمية الوعظ والإرشاد في حياتنا.. والحقيقةُ أيضًا أن شعب البحرين شعبٌ طيب، وترفرف عليه النزعة الإيمانية التي تجعله دائما في شوق إلى الاستماع إلى ما يجعله يشعر بأنه في حاجة إلى الله دائما. ثم يقول سموه: وهذه النزعة الإيمانية التي يتمتع بها شعب البحرين تدفعه أيضا إلى التزود بالمعرفة.. فشعبنا يتميز بأنه راغبٌ في أن يتعلم أكثر.. ومهمٌّ جدا أن نتعلم من تجاربنا السابقة.. ومن فضل الله علينا أن تجاربنا على أرض البحرين ثَرية وخصبة وجديرة بأن نعتز بها ونسترجعها ونستذكرها دائما.. كما أن هذه التجارب تُذكِّرنا بوحدتنا كشعب مفطور على الوحدة ولمِّ الشمل.. ولكن للأسف ظهر في هذا الزمان أنه إذا كان هناك الراغبون في وحدة الصف والاجتماع على كلمة سواء فقد ظهر أن هناك من يريد أو يسعى إلى إحداث الفُرقة.. وهؤلاء المفرقون والمجزِّئون للشعوب نَفَسُهُم قصيرٌ وجهدهم قليل؛ لأنهم يشعرون في قرارة أنفسهم أنهم ليسوا على الحق، وإنما على الباطل. ويقول سموه: مما يحزُّ في النفس أن دعاة الفُرقة قد أصبح لهم تأثير على البعض، وأن هناك من يستجيب لهم.. وهؤلاء -في الناحيتين-يجدون في ميدان مواقع التواصل الاجتماعي أرضًا شديدة الخصوبة! ويواصل سموه: لقد أُوذينا كثيرا بمواقع التواصل في فترة سابقة تتذكرونها جميعا.. عندما تمادى المتمادون من خلالها إلى حدود صعبة.. ولكن الله أنقذنا سريعا من أذاها.. وأنتم تعلمون أننا كنا قادرين على وقف مثل هذا الأذى بتعطيل المواقع المؤذية ولكننا لم نرد تمسكًا بروح الأسرة الواحدة.. كما أنهم في البرلمان قد عانوا أيضا من بعض المواقع المؤذية.. وظلت لعنتها تلاحقهم حتى انفض مجلسهم. وأضاف صاحب السمو: لكن من نعمة الله.. أنه كما لمواقع التواصل الاجتماعي أضرار وأذى.. فلها فوائد أيضا لا يقوى أحد على إنكارها.. ويتم من خلالها تفجير قضايا في غاية الأهمية؛ مثل «قضية تزوير الشهادات» على سبيل المثال. ويقول سموه: وقد طالعتنا «أخبار الخليج» اليوم بتحقيق عن ظاهرة تمزيق وتكسير دعايات بعض المترشحين للانتخابات.. وقد كشف التحقيق عن أن بعض مواقع التواصل قد مارست نوعا من الإيعاز لممارسة ظاهرة تمزيق وتكسير بعض الدعايات من خلال الحديث غير المستحب عن بعض المترشحين والتحريض ضدهم. ثم قالها سموه صريحة ومدوية، وخاصة عندما قال: إن مواقع التواصل الاجتماعي نفسها من الغبن أن نقول عنها إنها مذنبة.. ذلك لأن الجانب السيئ الذي يواكبها هو من عمل الإنسان ومن فعل الإنسان.. ويبقى أن الله هو الحافظ. نتمنى التوفيق للجميع ثم انتقل سموه إلى التعبير عن تمنياته أن يوفق الله المترشحين للانتخابات سواء من الشباب أو الشابات.. فهم أبناؤنا وبناتنا المتطلعون إلى خدمة وطنهم.. ونصيحتي تكمن في الابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء إلى سمعة الوطن والمواطنين. وقال سموه: فكما أن الله لا ينسى الإنسان المؤمن والمكافح فيعوضه عن الغنى أو المال الذي تتمتع به شعوب أخرى بصفات تحفظ له التقدم والاستمرارية في الحياة بخطى ثابتة وقوية.. فإنه في الوقت الذي وهب الله شعوبا الثروات الطائلة.. قد وهب الشعوب التي لا تمتلك الثروة الطائلة صفات فريدة تعوضها عن الثروات وعن كل شيء.. لذا وهب الله البحرين شعبا متفردا في كثير من الصفات والأمور مقارنة بغيره تجعله شعبا يحظى باحترام الشعوب الأخرى ويُعْتَمَدُ عليه في كثير من الأمور مثل البحرين التي تملك شعبا يعتمد عليه، وهو موضع إعجاب كل الشعوب الأخرى.. ويملك شعب البحرين ثروة كبرى من نوع آخر ألا وهي ثروته البشرية.. فشعب البحرين تتطلع إليه كثير من الشعوب الأخرى.. ونحن ثقتنا كبيرة بشعبنا البحريني، فهو الشعب المتعلم والمتحضر المتفرد في كثير من الأمور.. ويبقى أن هناك شعوبا قد حباها الله بثروة طائلة، وبصفات وميزات كثيرة أخرى، ومنها المملكة العربية السعودية الشقيقة.. وهذا نتيجة رضا الله عليها وعلى شعبها.. وأنا أرى أن أهم شيء في حياة أو نجاح الشعوب هو الاعتماد على النفس في كل شيء.. شعوبٌ تُسَيِّرُ أمورها بنفسها من خلال تحويل الشعب بأكمله إلى شعلة من العمل والإنتاج والعطاء. 1.5 مليون نسمة وقال سمو رئيس الوزراء: نحن شعب تعداده 1.5 مليون نسمة.. وطبعا هذا تعداد ضعيف.. ولكننا نتميز بأن الشعب بأكمله يخدم بلده، ويعتمد على نفسه في كل شيء.. ونبتعد عن تقليد الشعوب الأخرى؛ ذلك لأنه لنا عاداتنا المتأصلة فينا التي نحترمها ونحافظ عليها.. ولذلك فإن الله حافِظنا على الدوام بعكس شعوب أخرى.. فمثلا نجدهم في سريلانكا حلوا البرلمان رغم أن رئيس وزرائهم منتخبٌ، وبرلمانهم منتخبٌ. وقال: طبعا في بلدنا تحدث أخطاء ولكننا نعالجها في الحال، ونتفادى آثارها السلبية على وجه السرعة.. فمثلا حدث مؤخرا أن فصلت طيران الخليج (170) من موظفيها لكنها وجدت أن هذا خطأ، وبشجاعة الموقف عدََلَت عما كانت قد أقدمت عليه بسرعة.. والحقيقةُ هي أن الاعتماد يجب أن يكون أولا وأخيرا على الإدارة الرشيدة وحسن تسيير الأمور. ويواصل سموه: هذا الشعب.. شعب البحرين.. نحن فخورون به؛ لأنه شعبٌ يستحق التقدير والعرفان.. وهذا هو ما نسير عليه.. وسوف يستمر الشعب البحريني على أصالته.. أقول ذلك وأنا لا أحب أمور المجاملة ولا أي مداراة على الأخطاء.. ونسأل الله أن يكتب لنا التوفيق والسداد بقيادة جلالة الملك المفدى.. ونسأل الحق سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في أمورنا دائما. رئيس الجامعة الأهلية يتحدث ثم وقف الدكتور عبدالله الحواج متحدثا في مجلس سمو رئيس الوزراء أمس، حيث قال لسموه: إن هذا الشعب البحريني نحن جميعا فخورون به إلى جانب فخركم الغالي.. شعبٌ يستحق فعلا هذا التقدير الذي يكنه سموكم له.. وهذا هو ما لمسناه في سموكم طوال مسيرة العطاء الظافرة لسموكم.. ونسأل الله أن تستمر الأمور بنفس درجة القوة التي نحن عليها.. وأنا أتوق دائما إلى الكلام في أي مجلس يوجد به سموكم.. لكن من دون مجاملة لأحد.. ونسأل الله لنا جميعا التوفيق بقيادة جلالة الملك المفدى دائما، وأن يكون التوافق حليفنا في كل شيء. ثم يقول الدكتور الحواج: يسعدنا ويشرفنا كثيرًا أن تشهد جامعتنا الأهلية الليلة عرسا كبيرا تفضلتم سموكم مشكورا بوضعه تحت رعايتكم الكريمة.. وواجبنا الشكر والتقدير على هذا الدعم وهذه المساندة الدائمة لنا في الجامعة الأهلية.. وجامعتنا بكل أساتذتها وطلابها يحملون حبا وتقديرا متأصلين لسموكم الكريم على رعايتكم هذا الحفل التكريمي الكبير.. وهذه البادرة الكريمة التي ليست الأولى من نوعها والتي يغدق بها سموكم علينا دائما. فنحن سعداء برعايتكم حفلنا الكريم في هذا الجو الذي يحمل لنا معه أمطار الخير، وفي وقت تعيش فيه البحرين شعبا واحدا وصفا واحدا بعد مرورنا بسبع سنوات عجاف.. وكنتم سموكم من المبادرين المعطائين الكرماء برعاية وحضور حفل تدشين مشروع الحرم الجامعي الجديد للجامعة الأهلية.. وإن شاء الله سيكون سموكم الراعي الأول لحفل افتتاح مباني الجامعة قريبا، فقد وقعنا اتفاقية بناء حرم الجامعة الأهلية الكبير مع شركة متخصصة، وسيتم البدء في بناء جميع مباني الحرم الجامعي ومنشآت الجامعة الأهلية الجديدة في القريب العاجل بإذن الله.

مشاركة :