نورة الكعبي: مهرجان البردة يستمد رؤيته من إرث زايد

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس أكدت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن مهرجان البردة الذي تنطلق دورته يوم بعد غد يستمد رؤيته من إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأهمية الثقافة والفنون في بناء الأمم والمجتمعات، موضحة أن المهرجان بدورته الأولى يهدف إلى الاحتفاء بالأشكال التقليدية للفن الإسلامي، والتعريف بجمالياته، إضافة إلى إحداث حراك ثقافي محوره الإمارات، وبينت أنه منذ إطلاق جائزة البردة عام 2004، تم تكريم 292 فناناً في الزخرفة والشعر والخط. وأضافت الكعبي في حوار ل«الخليج» أنه قُرر تنظيم مهرجان البردة في معرض 421 حتى يتم تسليط الضوء على المشهد الفني المتنامي في الدولة، من خلال هذه المنصة التي تثري الفن، وتدعم الموهوبين في المجالات الإبداعية، كما أن الفنون الإسلامية أسهمت في تاريخ الإنسانية بكافة أبعاده، ولعبت دوراً رائداً في إيجاد تواصل وحوار بين مختلف الثقافات والحضارات، ونحن متفائلون بقدرة المبدعين الشباب على ابتكار أنماط وأشكال فنية عصرية مستوحاة من التراث الإسلامي العريق، قادرة على التأثير في المجتمعات العالمية والفنون المعاصرة. ما الهدف من تنظيم مهرجان البردة؟ - يهدف مهرجان البردة إلى الاحتفاء بالأشكال التقليدية للفن الإسلامي والتعريف بجمالياته إضافة إلى إحداث حراك ثقافي محوره الإمارات، ويستقطب المهرجان نخبة من الشخصيات الثقافية والفنانين والمبدعين وصناع القرار من المنطقة والعالم، لجعل دولتنا منصة فنية عالمية تُعنى بالفنون الإسلامية، تؤثر إيجاباً في مسيرة الفنون المعاصرة، ويتضمن المهرجان جلسات حوارية وسلسلة من المعارض واللقاءات الفنية بهدف تعزيز التواصل بين الفنانين، وتشجيع البحث والتطوير في مجال الفنون الإسلامية، وفتح آفاق واعدة أمام مشاريع فنية تعزز مكانة الفنون الإسلامية في الفنون المعاصرة. كيف تنظرون إلى أهمية الفنون الإسلامية ودورها في الحضارة الإنسانية؟ - تحكي الفنون الإسلامية مسيرة طويلة من الحضارة الإسلامية، والتي تعد جزءاً من الحضارة الإنسانية، حيث استطاع الفن الإسلامي بجمالياته تقديم الوجه الحقيقي لحضارتنا، وهو المعبّر الأبرز عن هويتنا وتراثنا، وقد أسهمت الفنون الإسلامية في تاريخ الإنسانية، ولعبت دوراً رائداً في إيجاد تواصل وحوار بين مختلف الثقافات والحضارات. إلى أي مدى يكرس المهرجان رؤية الإمارات في تعزيز الحوار والانفتاح الثقافي؟ - يستمد المهرجان رؤيته من إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي آمن بأهمية الثقافة والفنون في بناء الأمم والمجتمعات، ولطالما كان ازدهار المدن والدول العظمى مرتبطاً بمدى مساهمة الإبداع في رسم هويتها الثقافية، وتتمحور رؤية الإمارات المستقبلية في إطلاق العنان للإبداعات المبتكرة، لذلك يدعم مهرجان البُردة تلك المساعي، حيث يسلط الضوء على جماليات الفنون، ويساهم في تحفيز حركة إبداعية في الدولة تتفاعل مع الثقافات والفنون الأخرى، وتفتح حواراً يعزز المشاريع الفنية المشتركة. لماذا تم اختيار معرض ويرهاوس 421 مكاناً لتنظيم مهرجان البردة؟ - يعد معرض 421 وجهة ثقافية تعزز الحركة الإبداعية والفنية في الدولة من خلال برامجه الثقافية، ومشاريعه الفنية، ومساحاته المخصصة للمعارض والتصميم، وقد قررنا تنظيم مهرجان البردة فيه حتى نسلط الضوء على المشهد الفني المتنامي في الدولة من خلال هذه المنصة التي تثري الفن، وتدعم الموهوبين في المجالات الإبداعية من خلال فرص التدريب والتعليم بما يتيح لأفراد المجتمع التفاعل والتعمق في الأعمال الفنية، وعلى مدار عامين ساهم معرض 421 في تطوير المشهد الفني والإبداعي في أبوظبي، وأطلق طيفاً متنوعاً من المبادرات والفعاليات التي أحدثت حراكاً فنياً واسعاً وجد أصداءً إيجابية محلياً وعالمياً. ما الهدف من إشراك الأجيال الناشئة في ورش فنية أثناء المهرجان؟ - يستضيف المهرجان نخبة من الخبراء لاستشراف مستقبل الفن الإسلامي في جلسات حوارية، وسلسلة من المعارض الفنية، والعروض الحية، وورش العمل، بهدف فتح قنوات تواصل بين الفنانين من جميع أنحاء العالم، وتشجيعهم على تنفيذ مشاريع فنية مشتركة تحاكي الماضي، وتجسد الحاضر، وتستشرف المستقبل بما يعيد للفن الإسلامي روحه، ويشكل بادرة على طريق إحيائه، لقد بات من الضروري إشراك الأجيال الناشئة في تنفيذ مشاريع فنية طموحة تجسد عراقة الفنون الإسلامية، من خلال توظيف التقنيات الحديثة لابتكار أعمال مستوحاة من التراث الثقافي الإسلامي ووضعها في قوالب معاصرة. يشارك المالد الإماراتي في فقرات المهرجان لماذا اخترتم هذا الفن بالتحديد؟ - يمثل المالد جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي الإماراتي الذي نشأ عليه الآباء والأجداد، ونسعى إلى المحافظة على مكوناته وتوريثه للأجيال المقبلة، من خلال التمسك بأصالته ومواكبة متطلبات العصر، وقد حرصنا على أن يكون المالد حاضراً في مهرجان البردة حتى نعرّف الحضور والوفود المشاركة بهذا الفن الشعبي الأصيل، والموروث الثقافي الذي يسمو بالمشاعر الإنسانية، ويرتقي بالفكر، ويهذّب النفوس، ويحث على تبني القيم النبيلة، كما يتميز المالد بعمقه وقدرته على الجمع بين الفنون الأدائية والشعرية. كم إجمالي المشاركين وكم عدد الفائزين بجائزة البردة؟ - منذ إطلاق جائزة البردة عام 2004، فقد كرمت الجائزة 292 فناناً في الزخرفة والشعر والخط، وقد تضمنت فئات الجائزة مسابقة الخط العربي بفرعيها الكلاسيكي والحديث، ومسابقة الزخرفة الكلاسيكية على مستوى العالم، والشعر بنوعيه الفصيح والنبطي. ما مدى إمكانية زيادة فئات الجائزة؟ - لدينا في جائزة البردة مجلس أمناء، ولجنة تحكيم تضم مجموعة من الخبراء في مجال الفنون الإسلامية، وتتولى مسؤولية وضع الاستراتيجيات، وعمل مراجعة دورية لفئات وشروط الجائزة، وبالتأكيد إذا رأى مجلس الأمناء ولجنة التحكيم ضرورة زيادة فئات الجائزة، فإنه سيتخذ هذه الخطوة، ونحن سندعمه في قراراته لصالح الساحة الثقافية عموماً. إلى أي مدى يسهم مهرجان وجائزة البردة في إثراء المشهد الثقافي في الإمارات؟ - يعكس المهرجان سعي الإمارات المستمر للحفاظ على كافة أشكال الفنون والتقاليد الإسلامية والترويج لها حول العالم، كما يكتسب مهرجان البردة أهمية خاصة على المستوى المحلي، فهو فرصة لفناني ومبدعي الإمارات المهتمين بالفن الإسلامي للاطلاع على المدارس الفنية المختلفة، وهو ما يضيف خبرة واسعة للمواهب الإماراتية، ويساعد على تشكيل بيئة خصبة للإبداع وإخراج مواهبهم إلى النور. كيف تنظرون إلى مستقبل الفن الإسلامي في ظل الثورة التكنولوجية المعاصرة؟ - يتميز الفن الإسلامي بديناميكيته، وقدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، والتحولات الراهنة في قطاع الفنون، نحن متفائلون بقدرة المبدعين الشباب على ابتكار أنماط وأشكال فنية عصرية مستوحاة من التراث الإسلامي العريق، قادرة على التأثير في المجتمعات العالمية والفنون المعاصرة، وهو أحد الأهداف التي يسعى المهرجان إلى تحقيقها عبر عقد شراكات طويلة الأمد مع المؤسسات الثقافية الفنية المحلية بما يخلق تفاعلاً أوسع بين هذه المؤسسات التي تقود مسيرة الفنون الإسلامية.

مشاركة :