لكل مجتهد نصيب ولكل فاشل واسطة!

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

مرّت عليّ هذه العبارة لأحدهم في ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي هي لا مواقع للتواصل ولا معنى للاجتماعية فيها، يقول فيها: «لكل مجتهد نصيب، ولكل فاشل واسطة تجلط أم المجتهد!»، فجال فكري فيها متمعناً في حال أمتنا المنكوبة. لست أدري بالضبط كيف نحتسب، عدد الدول العربية الآن بعد انفصال جنوب السودان عن باقيه، وبعد تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية، فهل ما زال بقية الأعراب يعتبرونها عربية أم كيف ينظرون إليها؟ هل ليبيا دولة أم دولتان بحكومتين وبرلمانين؟ وما هو وضع اليمن مع وجود سلطتين فيه ورغبة جنوبية في الانفصال؟ لكن الذي نعلمه أن الإحصائيات عن العرب أنهم قرابة 420 مليون نسمة مقسمون على 22 دولة بعضها افتراضية! السؤال المهم: هل يثق هؤلاء العرب كلهم من دون استثناء بأنظمتهم في مسألة تساوي الفرص وتقديم الكفاءات؟ هل يؤمن هؤلاء بأن اجتهادهم أو دراستهم أو علمهم أو نشاطهم أو ذكائهم أو أي ميزة أخرى ستوصلهم إلى النجاح في بلادهم، وفقا لمعايير النجاح في أي مكان؟ هل ما زال هناك مواطن عربي يمتلك طموحاً لتحقيق أي شيء وهو في بلده غير مهاجر إلى قارات الكون البعيدة والقريبة؟ لا أظن أن هناك مواطناً عربياً واحداً يمتلك هذا الطموح، إلا إن كان يمتلك بجانبه «واسطة»! ولا أظن أحداً لديه هذه الثقة أو ذاك الإيمان بإمكانية تحقيق أي نجاح له في بلاده، التي تؤمن بالواسطة وتكفر بالاجتهاد. للمنفلوطي في نظراته عبارة جدا جميلة في مقالة الشرف: «يسرق السارق ويزور المزور ويخون الخائن، وفي اعتقاد كل منهم أن الشرف كل الشرف في المال، وإن كان السبيل إليه دنيئا وسافلاً، وأن للذهب رنيناً تحفت بجانب صوته أصوات المعترضين والناقدين شيئا فشيئا، ثم تنقطع حتى لا يُسمع بجانبه صوت سواه». الحقيقة التي لا جدال حولها أن هذه هي آفة الأمة العربية، وهذه هي عقدتها، وهي العقدة نفسها التي استطاع الغرب التخلص منها بعد أن كان يعيش في الظلام كحالنا! @lawyermodalsbti

مشاركة :