لا تظلم ولا تُظلم...!

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

يستدعي بناء أنفسنا أن نغير نظرتنا إلى مفهومها، وأن نميز بين الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان بين نفسه وقلبه وعقله، وبين الصراع الخارجي الذي يتمثل بالحوار الفكري مع أنفس تختلف عنه بشكل النفس والقلب والعقل، فلا نخلط بين صراع النفس الداخلي وبين الحوار الفكري، والذي غالبا ما يتسبب بصراع خارجي وذلك لأن الثقافة السائدة في المجتمع هي ثقافة مناقشة الأشخاص مناقشة الأجساد والأعضاء، لا مناقشة الأفكار التي بدورها تبلور وتترجم لسلوك إما يكون إيجابياً أو سلبياً، ومن يناقش الأعضاء والأجساد فهو يلغي كل إمكانية للحوار العقلي الفكري الذي يثرينا ويطور من ذواتنا ويخفف من حدة الصراعات الداخلية والخارجية.إذا كان العلم هو أداة الوصل بين الحضارات، وناقل الإبداعات الإنسانية من منطقة إلى أخرى من خلال قراءة الكتب والتبحر في معانيها، فـ النفس البشرية هي الذخيرة الثقافية التي تجمع ما بين ميراث الروح والجسد، واعتقاد إيماني ينهض بالذوات التي بدورها تحول المجتمع إلى مجتمع حواري يوازن ما بين الداخل والخارج أي بين الأفكار والسلوكيات.إن أردنا إسقاط ما قدمناه على علاقاتنا الإنسانية لتجنب الصراعات والخلافات، التي قد تنشأ من اختلاف الأفكار والأشخاص والخبرات سواء كانت سلبية أو إيجابية، لا بد أن نغير نظرتنا إلى مفهومها، ونعني بالمفهوم هنا ماذا يريد كل منّا من إقامة العلاقات مع الآخرين؟! إن كان مفهومه للعلاقة تملك وفرض سيطرة وقيود مكبلة فليبشر بالتصدامات والمشكلات والأزمات، لأنه يعيش بتناقض شكلاً ومضموناً، فهو لا يقبل أن يتملكه أحد أو يفرض سيطرته عليه أو يقيده بقيود الهيمنة والنفي والتنكر لذات الآخر.متعبة هي العلاقات الإنسانية إن لم نحسن التعامل معها، فلا تُسيّد نفسك قيّم على أفكار وسلوكيات الناس، ولا مصلح لعقولهم، ولا رادع لأهوائهم ورغباتهم، تذكر دائما أنك تتعامل مع نفس تشبه نفسك بالمعنى والمضمون وتختلف عنك بطريقة تقبلها وتكيفها وتعايشها مع نفسها والآخر، فلا تظلم ولا تُظلم.m.alwohib@gmail.com‏mona_alwohaib@

مشاركة :