مخاطر المغاسل .. ماخفي كان أعظم

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

جدة – مهند قحطان ـ تصوير – محمد الحربي هواجس لا تهدأ ومخاوف لا تغيب بشأن عدم التزام بعض مغاسل الملابس المنتشرة في مدننا بشروط ومواصفات الوقاية والسلامة الصحية لمنع العدوى، أو سوء استخدام المنظفات والمواد المطهرة خاصة الكيماوية منها ، وما ينتج عن ذلك من أمراض جلدية وتنفسية وغيرها من حالات الاصابة. ولرصد القضية على أرض الواقع حاولت (البلاد) دخول اكثر من مغسلة للكشف عن امكاناتها وطبيعة العمل بها من حيث الشروط ، الا أن الجميع اعتذر وبأعينهم نظرات توجس وتوتر خاصة عند سؤالنا عن كواليسهم والية عملهم. نبدأ بآراء وتجارب المواطنين من عملاء المغاسل ، حيث يقول عبدالله الحارثي: أفضل غسل الثياب والغتر في المغاسل السريعة، لأنها مضمونة في جودة الغسل والكي، حيث أغلب المغاسل منتشرة بجميع الأحياء في مدينة جدة، لكن لا أعلم ما يدور بداخل المغاسل انا فقط اسلم واستلم. واضاف الحارثي أن له تجارب سيئة مع المغاسل ورداءة النظافة، قائلا في احد الايام بعد أن تسلمت ملابسي من إحدى المغاسل الصغيرة قمت بلبس الثوب الذي وجدت به بعض البقع الحمراء , حينها تيقنت أن كثيراً من المغاسل لا تهتم كثيراً بمستوى النظافة، فقررت أن يكون غسيلي في المنزل وذهابي للمغاسل فقط للكي، أو عند المغاسل المشهورة وذات السمع الطيبة، ونبه الحارثي أن بعض المغاسل تحولت من الداخل إلى ورشة متنوعة، حيث الأحواض الكبيرة المتسخة القريبة من المراحيض وأماكن الطبخ والنوم، ويرى أن ما تخبئه المغاسل مغاير تماما لما تظهره، فبعض المغاسل تتجه إلى نقع الملابس في أحواض كبيرة مجتمعة من غير فرز، فتختلط الملابس النسائية والرجالية والملابس الداخلية، عدا الأوساخ التي تعلو الحائط والأرضية. غير اخلاقية من جهته اوضح محمد الشهري أن العديد من المغاسل تلجأ إلى عملية الخلط في الملابس أثناء الغسيل بهدف التوفير في الوقت والجهد والتكاليف، مؤكداً أنها عملية غير أخلاقية لأنها ضارة جداً على المستوى الصحي للزبائن وتسبب لهم أمراضاً متعددة. وأضاف: أنني اقول هذا الكلام عن ثقة كوني تعرضت الى هذا الموقف الذي جعلني اندم بشكل كبير على الغسيل بمثل هذه المغاسل المهملة التي همها الاول التجارة فقط، أما الموقف فهو مصادفة وجودي في احدى المغاسل لتسليمها مجموعة من الثياب والقمصان ، مع دخول لجنة مختصة بالكشف على هذه المحلات من ناحية النظافة والاجهزة المستخدمة ، وبالفعل وجدت نفسي ادخل معهم خلف كواليس المغسلة، وهناك كانت الصدمة وكيف يتم استغلالنا من قبل العمالة التي تاخذ منا ولا تعطينا بالمقابل. فقد وجدت الغسالة بها مجموعة ملابس كبيرة جدا وبالكاد تقوم بعملية الدوران، وعندها تم اكتشاف خلط الملابس ببعضها ، ولهذا تم اغلاق المغسلة وتغريم صاحبها من قبل الجهات المعنية. واكد احد العاملين في المغاسل في شارع الاربعين حي العزيزية أن آلية التعامل مع الملابس الواردة من قبل الزبائن تتم عبر القيام بغسيل ملابس كل زبون على حدة وباستخدام مياه خاصة بكل شخص يجري التخلص منها وتجديدها عند البدء بغسيل ملابس زبون آخر، لافتاً الى أن الغسالات الكبيرة الموجودة في المحل يجري بواسطتها غسيل الأغطية والستائر وغيرها من القطع الكبيرة. وحول عملية خلط الغسيل ببعضه البعض، أشار أن هذا يحدث في المغاسل التي تقيم وزناً للمخاطر الصحية التي يمكن أن تنجم عن ذلك. من جهة اخرى أشار أحمد الثقفي إلى العديد من الملاحظات والتجاوزات، مثل سوء تصريف المياه وتسربها من الحنفيات، وتكديس الملابس المتسخة على الأرضيات، وسوء نظافة آلات الغسل من الداخل والخارج وصدأ بعضها، إضافة إلى استعمال المغسلة في تخزين الأغراض الشخصية، وسوء نظافة العاملين بها، وعدم فصل الملابس المتسخة عن الملابس المغسولة، والاستخدام المتكرر للمياه التي يغسل بها، وخلط الملابس شديدة الاتساخ بأخرى أقل منها دون تصنيف مما يؤدي الى نقل العدوى من خلالها والعديد من الامراض الجلدية لكلا الطرفين. اشتراطات السلامة من جهته أكد المهندس الميكانيكي خالد البيومي على ضرورة إحضار الأجهزة التي تتوافق مع اشتراطات السلامة والصحة المهنية في نواحي استخدامها بالإضافة إلى ذلك يجب أن تتوفر هناك اشتراطات بفحص طبي للعاملين مع المواد الخطرة وذلك بشكل دوري ومتخصص لمراقبة أية تغيرات أو تأثيرات على الصحة العامة، وهذا الفحص يأتي إلى جانب الشروط التي يجب أن يلتزم بها العاملون على الموقع. وأكدت الدراسات أن الملابس قد تكون سبباً للإصابة بالعديد من الأمراض التي تتراوح بين آلام الظهر والعدوى البكتيرية والإصابة بالإمساك والصداع، وأوضحت (الموسوعة العربية لعلم العناية بالملابس) أن الملابس تسبب الأمراض بسبب نوعياتها أو نوعيات أنسجتها، أو بسبب سوء العناية بها والأدوات المستخدمة في هذه العناية، والتي لا تخلو من بعض المخاطر، مشيرة إلى أن السوائل المستخدمة في التنظيف الجاف مثلا تحوي مواد كيميائية تسبب أشكالا من الحساسية، مؤكدة أن مغاسل الملابس إحدى اخطر وسائل نقل الأمراض.

مشاركة :