ماكرون يدعو قادة العالم لنبذ العنف والهيمنة

  • 11/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - وكالات:  قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس تقديم التحيّة لملايين الجنود الذي قُتلوا في الحرب العالمية الأولى وأقام احتفالاً حضره عشرات من زعماء العالم في باريس لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. وانضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الأمراء والملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى لماكرون لإحياء لحظة توقف نيران المدافع في مختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام. ودعا ماكرون قادة العالم الـ27 المجتمعين في باريس إلى نبذ “الانطواء والعنف والهيمنة” وخوض “المعركة من أجل السلام”. وقال ماكرون في الكلمة التي ألقاها بمناسبة ذكرى توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918 “دعونا نوحّد آمالنا بدل أن نضع مخاوفنا في مواجهة بعضها”. وقال أمام حشد شمل الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين “بإمكاننا معاً التصدي لهذه التهديدات المتمثلة في شبح الاحتباس الحراري وتدمير البيئة والفقر والجوع والمرض وعدم المساواة والجهل”. وانتقد النزعة القوميّة التي أعلن ترامب اعتناقها مراراً في الأسابيع الأخيرة، وقال إن “الوطنية هي نقيض القومية تماماً. القومية هي خيانة الوطنيّة”. وماكرون من كبار المدافعين عن النهج التعددي الذي تقوم عليه العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في وقت يندّد به عدد متزايد من القادة والناخبين في العالم باسم الدفاع عن المصالح الوطنية. ودعا ماكرون نظراءه باسم الوفاء لذكرى “القافلة الهائلة من المقاتلين الذين قدموا من أنحاء العالم بأسره لأن فرنسا كانت تمثل بنظرهم جميعاً كل ما في العالم من جمال”، إلى نبذ “الافتتان بالانطواء والعنف والهيمنة”. وبعد ما قضى أسبوعاً يجول على ساحات المعارك في شمال فرنسا، خاطب ماكرون قادة العالم قائلاً “دعونا نتذكر! يجب ألا ننسى بعد مئة عام على مذبحة لا تزال آثارها مرئيّة على وجه العالم. وقال “خلال تلك السنوات الأربع، كادت أوروبا تنتحر” مُشيداً بـ”الرجاء الذي حمل جيلاً كاملاً من الشباب على القبول بالموت، الأمل بعالم يعمّه السلام من جديد أخيراً”، مختتماً كلمته بالإشادة بالمؤسسات الدوليّة وأوروبا اليوم والأمم المتحدة. وقال “تلك هي في قارتنا الصداقة التي قامت بين ألمانيا وفرنسا هذا هو الاتحاد الأوروبي، اتحاد تم بالرضى الحرّ لم يشهد التاريخ مثله من قبل، يحرّرنا من حروبنا الأهليّة. تلك هي منظمة الأمم المتحدة”. كما ندّد بالذهنيّة التي “تغذّي الحقائق المضادّة وتقبل بالمظالم وتؤجج التطرف والظلامية”. وروى بعد تجوّله على مواقع الحرب العالمية الأولى كيف “تتداخل في المقابر الجماعية رفات الجنود الألمان والجنود الفرنسيين الذين تقاتلوا ذات شتاء قارس من أجل بضعة أمتار من الأراضي”، مُستذكراً الحرب التي أوقعت 18 مليون قتيل.

مشاركة :