أعد أ.د. طلال محمد محمود الشعبان أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود بالرياض، دراسة مهمة قدمها ضمن أعمال المؤتمر الدولي الحادي والعشرين للإتحاد العام للأثريين العرب الذي إنتهت فعالياته مساء أمس الأحد،وكشف فيها أسرار عدد من التقنيات المعمارية والزخارف المستخدمة في الآثار والعمارة الإسلامية.ومنها الشمسيات والقمريات وهي نوع من الزخارف المفرغة والمعشقة بالزجاج الملون، وتسمى قمرية إذا كانت مستديرة وشمسية إذا كانت مستطيلة معقودة،وبجانب دورها الجمالي فهي تخفف الضوء وتحقق الخصوصية.وملاقف الهواء"الباذهانج" ، وهو نظام تمرير الهواء إلى داخل وخارج المباني بحركة تبادلية مع الفناء الداخلي،بحيث يستخدم الفناء أو الملقف لإدخال الهواء البارد إلي المبني ويستخدم الأخر لطرد الهواء الساخن،ويتألف هذا النظام من برج يخترق البناء ويستخدم هذا البرج لتلقف الهواء الخارجي الذي ينساب عبر البرج إلي الفناء الداخلي. وهناك أيضا تقنية القباب، حيث برع المسلمون في تشييد القباب الضخمة ونجحوا في حساباتها المعقدة،التي تقوم علي طرق تحليل الإنشاءات القشرية ،مثل قبة الصخرة في بيت المقدس وقباب مساجد تركيا والقاهرة،التي تعتمد اعتمادا كليا على الرياضيات المعقدة،وكانت هذه القباب تعطي شكلا جماليا رائعا للمساجد،وخير مثال على إبداع القباب مسجد السلطان أحمد في إسطنبول حيث تتجلى عظمة العمارة الإسلامية.وأيضا تقنية الصوتيات المعمارية، إذ برع المسلمون في تطوير تقنية الهندسة الصوتية واستخدامها، حيث أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعرة ويتجمع في بؤر محددة، فاستخدم المسلمون خاصية تركيز الصوت في المساجد الجامعة الكبيرة، لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام في أيام الجمعة والأعياد مثل مسجد العادلية في حلب وبعض مساجد بغداد القديمة، حيث كان يصمم سقف المسجد وجدرانه على شكل سطوح مقعرة وموزعة في زوايا المسجد وأركانه بطريقة دقيقة، لتضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء.