انطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس" الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، وبمشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات والباحثين المختصين من مختلف دول العالم، ويناقش الملتقى جملة من القضايا الإقليمية والدولية، وخريطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي المتغير، إضافة إلى تحولات سوق الطاقة الدولي، والأوضاع في العالم العربي. وفي الكلمة الرئيسة في الملتقى، قال الدكتور أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية: إن القيم التي صاغت شعبنا وصاغت علاقاتنا مع العالم هي قيم الشيخ زايد، التي تتمثل بالاعتدال والتسامح والتعاون والتعاطف والتفاؤل، وهي القيم التي تجسدت في حيوية دولتنا وتحولها إلى مركز اقتصادي وإعلامي وتكنولوجي في الإقليم. وذكر الدكتور قرقاش أن المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار. وأوضح قرقاش أن مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، أولها الحاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، وهذا التحالف لابد أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي في المنطقة، كما يعد مجلس التعاون لاعباً رئيساً في هذا التحالف، والعنصر الثاني لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يتطلب مجابهة سلوك إيران الداعم للميليشيات والمزعزع لأمن الدول، وفي هذا الصدد أكد قرقاش أن الإمارات تدعم سياسة الرئيس الأميركي ترمب تجاه إيران. ومن عناصر الاستقرار في المنطقة مواجهة مهددات الأمن النابعة من الإرهابيين، وشدد قرقاش على أنه لن يكون هناك أي سلام واستقرار في المنطقة دون حل النزاعات والصراعات فيها، ودعا في كلمته الحوثيين إلى خفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران، مؤكداً أن التحالف العربي سيبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية وإطلاق المفاوضات. وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات: إن الملتقى يهدف منذ تدشينه إلى مساعدة صانعي القرارات على العمل في بيئةٍ أقل غموضاً وتعقيداً، وذلك من خلال تطوير وتنويع منهجيات تحليل القضايا الاستراتيجية الكبرى؛ وتفكيك تفاعلاتها وتداخلاتها، وفهم حركيّتها وأسبابها، والتنبؤ بتأثيراتها ومآلاتها. وأضافت أن الملتقى في نسخة هذا العام يسعى إلى سبر أغوار التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية الدولية والإقليمية، وتفكيك الشيفرة الوراثية للسياسة الدولية وتداعياتها على المنطقة والإقليم، وتقديم تجربة الإمارات في بناء القوة الناعمة، وتوظيف القوة الذكية كنموذج في بناء القوة، واستقراء تغير مفهوم القوة وتوزيعها دولياً وإقليمياً، إذ تبقى القوةُ "الجين" المهيمنَ على السياسة الدولية والمسؤولَ عن التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية، وأكدت الكتبي أن المملكة قوة إسلامية واقتصادية وإقليمية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط. عمرو موسى والسفير الأردني والإعلامي إبراهيم العابد والزميل علي القحيص خلال الملتقى
مشاركة :