تستضيف مدينة جنيف السويسرية الخميس المقبل حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السابعة احتفاءً بالفائزين في تظاهرة فكرية عالمية تجسد أبعادها في التلاقي الثقافي بين الشعوب والتبادل المعرفي. وابرزت تقارير اللجنة العلمية ولجان التحكيم في أفرع الجائزة الست التي اعتمدت من قبل مجلس أمناء الجائزة، بناء على ما نصت عليه شروط الحصول على الجائزة وفقاً للائحة على أن يكون أصل العمل المترجم متميزاً من حيث القيمة العلمية والفكرية، وأن يكتب العمل المترجم بلغة فصيحة وسليمة مع الإلتزام الكامل بحقوق الملكية الفكرية في العمل الأصلي والعمل المترجم، وكذلك بقواعد البحث العلمي ومتطلبات الأمانة العلمية في حال النقل والتوثيق. وتقرر منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات مناصفة "للمركز القومي للترجمة بجمهورية مصر العربية" و"المجمع التونسي للعلوم والآداب"، فيما نال الجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية الدكتور مروان جبر الوزرة والدكتور حسان سلمان لايقة، عن ترجمتهما لكتاب "طب الكوارث .. المبادئ الشاملة والممارسات" من اللغة الإنجليزية إلى العربية، مناصفة مع الدكتور سليم مسعودي، والدكتور عبدالسلام اليغفوري، والدكتورة سامية شعلال، عن ترجمتهم لكتاب "التحليل الدالي .. دراسة نظريات وتطبيقات من اللغة الفرنسية إلى العربية . وتوج بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، الدكتور مصطفى محمد قاسم عن ترجمته لكتاب "مأساة سياسة القوى العظمى" من اللغة الإنجليزية، والدكتور بسام بركة عن ترجمته لكتاب فلسفة اللغة من الفرنسية إلى العربية، والدكتور عبدالعزيز عبدالله البريثن عن ترجمته " موسوعة اضطرابات طيف التوحد" من اللغة الإنجليزية الى العربية .
وفي مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى حصل الدكتور صالح ضحوي العنزي - رحمه الله - بالجائزة عن ترجمته لكتاب " تاريخ المملكة العربية السعودية " لمؤلفه عبدالله العثيمين إلى اللغة الفرنسية، مناصفة مع كل من الدكتور بيتر آدامسون والدكتور بيتر بورمان عن ترجمتهما لكتاب "الرسائل الفلسفية للكندي" لمؤلفه أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي إلى اللغة الإنجليزية .
وجيرت الجائزة في مجال جهود الأفراد لكل من البروفيسور تشوي وي ليه الذي يعمل بجامعة شنغهاي في الصين، تقديراً لجهوده في نقل الثقافة الإسلامية والعربية إلى اللغة الصينية عبر ترجمة العديد من الأعمال منها ختم القرآن الكريم وصحيح البخاري وتحرير المعجم العربي - الصيني الميسر، مناصفة مع البروفيسورة السويسرية هانا لورا لي يانكا،التي تتولى منصب الرئيس الفخري للمؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية للمترجمين، تقديرًا لجهودها في تطوير دراسات الترجمة وتدريب وتأهيل المترجمين . وتتجلى أبعاد رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - للتواصل المعرفي والثقافي والحوار الحضاري، في التوازن البديع في مجالات منح جائزته العالمية للترجمة، والتي تجمع بين العلوم الإنسانية والتطبيقية، وتعنى بالفكر والأدب والفلسفة وعلوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، بنفس درجة الاهتمام بعلوم الطب والكيمياء والرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعية والتجريبية، وذلك باعتبار أن العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية أشبه بجناحين لطائر لا يستطيع التحليق بأحدهما فقط، وأن أهمية العلوم الطبيعية وارتباطها بالتنمية والتطور لا تتعارض مع أهمية الارتقاء بوعي الإنسان ووجدانه ومشاعره وقناعاته الفكرية باعتباره غاية كل تنمية وتطور، والمحرك الحقيقي لها، وأن ضبط العلم بالأخلاق الرفيعة هو الضمان الحقيقي لعدم انحراف التطبيقات العلمية باتجاه يمثل تهديداً لأمن وسلامة الإنسان، وبنفس درجة التوازن في اهتمام الجائزة بالعلوم الإنسانية والطبيعية.