عدن (اليمن) - هوّن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من المخاوف المرافقة لعملية تحرير مدينة الحديدة من أيدي المتمرّدين الحوثيين، على مصير المدنيين والبنى التحتية لا سيما ميناءها الذي يشكل المدخل الرئيسي لإمداد السكان بالأغذية والأدوية والوقود وسائر المواد الضرورية. وجاء كلام اليماني خلال لقائه الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، بالسفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو، مع تحوّل الوضع الإنساني في محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، إلى ورقة ضغط دولية وأممية رئيسية على الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها لوقف العملية العسكرية الجارية لتحرير مركز المحافظة، بعد أن حقّقت الحملة التي تشارك فيها قوات يمنية متعدّدة تحت غطاء جوي من طيران التحالف، تقدّما كبيرا. وتقرّ دوائر يمنية بوجود محاذير وتبعات للحرب ككل على أوضاع المدنيين، لكنّها تنبّه بالمقابل إلى وجود إرادة سياسية لاستغلال الورقة الإنسانية كوسيلة من وسائل المناورة في الحرب وأداة للضغط في منعطفات معيّنة، مثل المنعطف الذي بلغته المعركة الحالية الدائرة في الحديدة. وتقول ذات الدوائر إنّ الضغوط باستخدام الملف الإنساني تحوّلت إلى معركة سياسية وإعلامية موازية للمعركة العسكرية في اليمن، مشيرة إلى أنّ الجهات المشرفة على تخطيط معركة الحديدة الحالية وإدارتها، تأخذ ذلك في اعتبارها وتحاول قدر الإمكان إدارة معركة نظيفة داخل المدينة من خلال اتباع تكتيكات ما يعرف بـ“الاستهداف الجراحي” عبر التقليل من استخدام القوة النارية وتتبع عناصر العدو بدقة واستهدافهم بشكل فردي. وأكّد اليماني الحرص على “حماية المدنيين والبنية التحتية في الحديدة وضمان استمرار عمل مينائها الاستراتيجي، ووصول السلع التجارية ومواد الإغاثة”. خالد اليماني: على المجتمع الدولي التعامل بجدية مع استهتار الحوثي بجهود السلامخالد اليماني: على المجتمع الدولي التعامل بجدية مع استهتار الحوثي بجهود السلام وقال إن الحكومة اليمنية ملتزمة بدعم مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن ومستعدّة للتعامل الإيجابي مع دعوته إلى عقد جولة جديدة من مشاورات السلام قبل نهاية العام الجاري. وشدد بالمقابل على ضرورة أن تتعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بجدية مع “استهتار ورفض الميليشيا الانقلابية لجهود السلام، وممارسة المزيد من الضغط عليها حتى لا يتكرر سيناريو جنيف في المشاورات القادمة من خلال رفضها المشاركة وحضور الاجتماعات”. وصعّدت القوات اليمنية المشتركة من جيش ومقاومة بمساندة قوات التحالف عملياتها العسكرية في محافظة الحديدة منذ نحو أسبوعين بهدف استكمال تحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، محققة تقدما كبيرا باتجاه استعادة المدينة. وواصلت تلك قوات، الاثنين، تقدمها الميداني والتوغل داخل الحديدة وذلك بعد السيطرة على مستشفى 22 مايو الواقع بشارع الخمسين ومواقع استراتيجية داخل المدينة. ونُقل عن مصدر في المقاومة اليمنية المشتركة قوله إنّه تمّ الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة مجهّزة بأسلحة نوعية، إضافة إلى الآلاف من المقاتلين المدربين استكمالا لتحرير كامل المدينة، وفق تكتيك عسكري مدروس يراعي الحفاظ على أرواح المدنيين الذين تتخذهم ميليشيا الحوثي دروعا بشرية لحماية عناصرها في جبهة الحديدة. وأضاف ذات المصدر أن الدفع بالآلاف من المقاتلين المدربين الذين يتمتعون بقدرات قتالية عالية هدفه ضمان المزيد من التقدم في تحرير مدينة الحديدة وأيضا تأمين المناطق التي تمت السيطرة عليها حديثا والتصدي لمحاولات التسلّل من قبل ميليشيات الحوثي. ومن جهته أشار قيادي بقوات العمالقة المشاركة في حملة تحرير الحديدة، إلى تسجيل خسائر كبيرة في صفوف المتمرّدين الحوثيين مقدّرا عدد القتلى في صفوف ميليشيا الحوثي خلال أربع وعشرين ساعة بمئة قتيل. وقال أصيل السلقدي الناطق باسم قوات ألوية العمالقة الجنوبية لوكالة الأنباء الألمانية “إن تلك الحصيلة كانت جراء المعارك والغارات الجوية التي شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع الميليشيات في مدينة الحديدة”. وأضاف السلقدي أنّ “ميليشيات الحوثي دفعت بمقاتليها من جميع الجبهات صوب مدينة الحديدة وأنّها تزج بأفرادها بطريقة انتحارية أمام نيران قوات المقاومة”. وأكد أن حصيلة خسائر الحوثيين منذ استئناف العملية العسكرية قبل نحو عشرة أيام “تقدر بمئات القتلى والجرحى، فضلا عن الخسائر بالمعدّات العسكرية”. وأشار إلى “أن المعارك مستمرة وقوات الجيش والمقاومة في تقدم مستمر”. وخلال الأيام الماضية، تمكنت القوات اليمنية من تحرير مواقع كثيرة في النواحي الجنوبية والشرقية والغربية لمدينة الحديدة. ويقول مراسلو وكالات الأنباء نقلا عن سكان محلّيين إنّ أصوات الاشتباكات باتت تسمع في الأحياء السكنية وسط المدينة. ومنذ ما يقارب الأسبوعين بدأ الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي بحشد قواته من جديد نحو مدينة الحديدة، بالتزامن مع تصاعد الدعوات الدولية المطالبة بوقـف الحرب والعودة إلى مفاوضات السلام.
مشاركة :