بدء أعمال مؤتمر باليرمو حول ليبيا بمشاركة حفتر

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت مساء الإثنين في باليرمو الإيطالية أعمال مؤتمر دولي حول مستقبل ليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011، بمشاركة المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد. واستقبل رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، حفتر بعد الساعة 19,30 ت ج بعد فترة من عدم التأكد من مشاركته في هذا المؤتمر الدولي، إلا أن المشير رفض المشاركة في العشاء الذي أقامه كونتي. ويعتزم كونتي لقاء حفتر ومسؤولين ليبيين آخرين وجهت إليهم دعوات إلى باليرمو، في سلسلة من الاجتماعات الثنائية مساء، وفقا لمسؤول إيطالي، ويبدي حفتر ترددا في الجلوس إلى طاولة واحدة مع بعض المشاركين الذين يعتبرهم إسلاميين متطرفين، تمت دعوتهم إلى باليرمو، بحسب أوساط الوفد المرافق له. وقال الخبير في الشؤون الليبية، محمد الجارح، إنه من خلال إبقاء الغموض بشأن مشاركته “فإن حفتر نجح أصلا في إقناع مؤتمر باليرمو بأهمية دوره في أي اتفاق محتمل، وتعزيز موقعه كفاعل أساسي في الأزمة الليبية”. ويشكل المؤتمر محاولة جديدة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج البلاد من الوضع الحالي، بعد مؤتمر باريس الذي عقد في مايو/ أيار الماضي، وأسفر عن اتفاق على موعد لإجراء انتخابات وطنية في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2018. لكن الأمم المتحدة المكلفة إيجاد حل يؤدي إلى الاستقرار في ليبيا التي تشهد انقسامات ونزاعات على السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي، أعلنت الخميس أن العملية الانتخابية أرجئت وستبدأ في ربيع 2019. وعُقدت الاجتماعات الأولى في فترة ما بعد الظهر، وهي مخصصة للأمن، أحد المواضيع الأساسية لهذا المؤتمر، وفقا لرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي. وقد صرح كونتي لصحيفة لا ستامبا، الإثنين، بأن “الأمن شرط ضروري مسبق لضمان استقرار البلاد”. والتقى كونتي بعد الظهر، قبل بدء هذا المؤتمر رسميا، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، كما في اجتماع باريس، دعي حفتر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا فايز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة الذي يوازي مجلس أعيان في طرابلس، خالد المشري، ووصل هؤلاء الثلاثة إلى باليرمو حيث التقاهم سلامة. كما دعت روما شخصيات بارزة، بالإضافة إلى عدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني، وإلى جانب التوتر بين مختلف القوى الليبية، تطغى على مؤتمر باليرمو أيضا الانقسامات بين مختلف الدول المهتمة بليبيا. في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، أعرب السراج عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بـ”رؤية مشتركة تجاه القضية الليبية”، مشددا على “ضرورة توحيد مواقف” باريس وروما، فإيطاليا قلقة خصوصا من مشكلة المهاجرين، الذين يسعى عشرات الآلاف منهم سنويا إلى الوصول إلى سواحلها انطلاقا من ليبيا، حيث ينشط المهربون مستفيدين من الفوضى السائدة. وأكد كونتي، هذا الأسبوع، أن “مؤتمر باليرمو خطوة أساسية في تحقيق هدف استقرار ليبيا وأمن المتوسط”. وكانت إيطاليا اتهمت فرنسا عقب اجتماع باريس بأنها تريد أن تكون وحيدة في ليبيا التي يحكمها كيانان متنافسان: حكومة السراج المنبثقة من عملية الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وسلطات موازية في الشرق يدعمها برلمان منتخب عام 2014 وقوة مسلحة بقيادة المشير حفتر. وفي مايو/ أيار الماضي، دعت باريس إلى إجراء انتخابات في ديسمبر/ كانون الأول، لكنها واجهت بسرعة تشكيكا من إيطاليا وكذلك الولايات المتحدة. وقال ديفيد هايل الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس أمام معهد الشرق الأدنى في واشنطن، “نؤيد الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن مواعيد نهائية مصطنعة مع عملية متسرعة ستأتي بنتائج عكسية”. في اليوم ذاته، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، أمام مجلس الأمن الدولي، أن إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي أمر غير ممكن. وقال سلامة، في مؤتمر عبر الفيديو من طرابلس، “يجب عقد مؤتمر وطني في الأسابيع الأولى من عام 2019 على أن تبدأ العملية الانتخابية ربيع عام 2019″، ما ينهي فعليا احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري. ويحضر مؤتمر باليرمو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين، أن “فرنسا تأمل بأن ينجح هذا المؤتمر”.

مشاركة :