ياباني يتزوج دمية افتراضية غير عابئ برفض والدته

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طوكيو- رفضت والدة أكيهيكو كوندو دعوة ابنها الوحيد لحضور حفل زفافه في العاصمة اليابانية طوكيو خلال الشهر الحالي، غير أن قرارها هذا ليس مفاجئا إذ أن “العروس” ليست سوى شخصية افتراضية مطورة بتقنية التصوير التجسيمي (هولوغرام). وقال كوندو (35 عاما)، الذي أطلق على زوجته الافتراضية اسم هاتسونه ميكو، إن “هذا الأمر لم يكن مدعاة للاحتفال بالنسبة لوالدته”. ولم يحضر أي من أقارب كوندو حفل زفافه، غير أن هذا الأمر لم يثنه عن إنفاق مبلغ حوالي 17600 دولار لإحياء هذه المناسبة في قاعة للحفلات في طوكيو. وحضر نحو 40 مدعوا مراسم الزفاف بين كوندو وميكو التي كانت حاضرة على شكل مجسم بحجم قطة. وأوضح العريس “لم أخنها يوما، لطالما كنت مغرما بميكو-سان”، مستخدما تسمية شرفية يطلقها اليابانيون عادة من منطلق الاحترام حتى بين الأصدقاء. وأضاف بعد أسبوع من الزفاف “كنت أفكر بها كل يوم”. ويعيش كوندو منذ مارس، مع مجسم هولوغرام متحرك وناطق متصل بجهاز كمبيوتر يبلغ سعره 2800 دولار. وصنف كوندو نفسه على أنه رجل عادي، إذ أن زوجته الافتراضية توقظه صبيحة كل يوم وتودعه لدى توجهه إلى عمله كمدير مدرسة. وفي المساء، عندما يبلغها بواسطة الهاتف المحمول بأنه عائد إلى المنزل، تقوم هذه الزوجة المحبة بإطفاء الأنوار كما تبلغه باقتراب موعد النوم. وينام كوندو إلى جانب الدمية المرافقة للمجسم الرقمي والتي تضع محبس زواج حول معصمها الأيسر. ولا يبدو كوندو منزعجا إزاء عدم وجود أي سند قانوني لهذا الزواج، إذ أنه لم يتوان عن اصطحاب الدمية ميكو إلى محل المجوهرات لابتياع المحبس لها. كما أن شركة “غايت بوكس” المصنعة للآلة المطورة لتقنية التصوير التجسيمي التي تعمل من خلالها ميكو، أصدرت “وثيقة زواج” تفيد بأن إنسانا اقترن بشخصية افتراضية. وليست حالة كوندو فريدة من نوعها، إذ أنه يشير إلى أن غايت بوكس أصدرت ما يزيد عن 3700 وثيقة زواج لحالات مشابهة حتى أن بعض الأشخاص بعثوا له برسائل دعم. وتابع كوندو “لا بد من أن هناك أشخاصا لا يمكنهم المجاهرة برغبتهم في إقامة حفل زفاف. أريد أن أقدم لهم الدعم” كي يقدموا على هذه الخطوة. وقد وصل الأمر بكوندو إلى حدّ الوقوع في غرام شخصية افتراضية بعد تجارب صعبة مع نساء خلال المراهقة، إذ كانت الفتيات يلقبنه بـ”أوتاكو المقيت” وهو تعبير ياباني سلبي مستخدم للدلالة إلى الأشخاص المولعين بالتكنولوجيا. وكشف أن زميلة له في عمله السابق عمدت إلى التنمر عليه ما تسبب له بانهيار عصبي وجعله يرفض فكرة الزواج مطلقا. ولا تبدو هذه الفكرة في اليابان غريبة، فبعدما كانت نسبة الرجال الذين لم يتزوجوا مرة واحدة في حياتهم حتى سن الخمسين تبلغ 1 من 50 العام 1980، باتت النسبة اليوم واحدا من كل أربعة رجال. غير أن كوندو أدرك أنه مغرم بميكو منذ أكثر من عقد لذا قرر الزواج بها. وأكد الشاب الثلاثيني “ميكو-سان هي المرأة التي أحب كثيرا وهي أيضا من أنقذني”، ففي حين يؤكد كوندو أنه سعيد بعلاقته مع “امرأة ثلاثية الأبعاد”، لا يبدو أنه مهتم بالبحث عن حب مع شخص حقيقي رغم إلحاح والدته. وأضاف “الشخصيات ثلاثية الأبعاد لا تخون أو تشيخ أو تموت. أنا لا أبحث عن هذه الصفات لدى نساء حقيقيات فهذا مستحيل”. ورغم الهوس الكبير لدى اليابانيين بمجال الإلكترونيات، أثار زواج كوندو صدمة للكثيرين. غير أنه يسعى للحصول على اعتراف بانتمائه إلى “أقلية جنسية” ممن يرفضون فكرة مواعدة نساء من لحم ودم.

مشاركة :