كشف مصورون مشاركون في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي يقام بين 21 و24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز إكسبو الشارقة للمرة الأولى، عما وراء صورهم من حكايات احتلت مكانة خاصة في قلوبهم. قال فيليب لي هارفي: التصوير مهنة، تمنحك تجربةً لا مثيل لها، تطّلع خلالها على أنماط حياة فريدة في مختلف أنحاء العالم. وعملت لسنوات طويلة مع أبناء قبيلة الماسايا في كينيا، وكانوا في غاية اللطف، وخلال إحدى رحلات السفاري، دعيت إلى حفل زواج في قرية قريبة، وهناك رأيت العريس مزهواً ومفعماً بالحماس ومحاطاً بأصدقائه، بينما كانت العروس تقف وحيدةً تتأمل المكان بنظرة غريبة، وعندما رأتني ألتقط بعض الصور، نظرت إليّ وابتسمت. عدت بعد عامين إلى المنطقة نفسها وسألت السكان عن الزوجين، وقيل لي إنهما انتقلا إلى قرية أخرى، فذهبت والتقيتهما وأعطيتهما بعضاً من صور زفافهما. أما إيليا لوكاردي فيقول: عندما وقفت لألتقط صورة معبد عش النمر في بوتان، شعرت أن كل ما فعلته في حياتي قادني بطريقة ما إلى هذا المشهد الفريد، فأدركت أنني حتى الآن كنت أنظر إلى العالم بعيني لا بقلبي، مشهد جذبني إليه بقوة، جعلني أتسمر في مكاني مأخوذاً بروعته. خضت الكثير من التجارب خلال أسفاري، لكن هذه التجربة كانت الأكثر إلهاماً وتأثيراً. ويقول درو ألتدويرفر: الصور الأقل أو الأكثر تفضيلاً بالنسبة لي هي تلك التي التقطتها إما بمنتهى السهولة وإما بمنتهى الصعوبة، صور ولدت من لقطة سريعة، أو حدث لحظي أو تطلبت مني استخدام كامل قدراتي ومهاراتي لكنها ببساطة فشلت في إرضاء المشاهدين. التقطت صورة في القطب الجنوبي. كانت رحلة صعبة، سافرنا فيها لعدة أيام وأقمنا في مساكن متفرقة ومناطق نائية، واجهنا المخاطر في البحار العاتية ومشينا لساعات طويلة ومضنية بين الثلوج وبلغنا قمماً لم تصل إليها كاميرات السياح. وفي بعض الأحيان، التقاط صورة واحدة يتطلب الكثير من العمل الشاق في ظروف جوية مواتية وأن تحمل المعدات المناسبة، عندئذٍ فقط يبدأ الاختبار الحقيقي في التقاط الصور الأكثر تميزاً. ربما تصاب بشيء من الخيبة إذا لم تجد الإلهام الذي تبحث عنه سواء في اللحظة أو في الصورة التي التقطتها. ويوضح كاتارينا بريمفورس أنه في مساء 8 يونيو/حزيران 2011، جلس والده، وكان عمره آنذاك 64 عاماً، في المطبخ، حيث كانا يعيشان في منزل واحد مع والدته وزوجته وابنته وعمرها 3 أشهر، وكانا يحضران مائدة العشاء. فجأة بدا على والده التعب، وأخذ يتصبب عرقاً ويترنح. وقال: سارعنا إلى الاتصال بأخي وعائلته التي حضرت في الحال، وخلال لحظات وصلت سيارة الإسعاف وتوجهنا إلى المستشفى، وهناك عرفنا أنه مصاب بسكتة دماغية، والتقطت بعض الصور، وكان أولها بعد أكثر من شهر على مرضه. خلال تدريبات التأهيل كان يلتقط صوراً لي، وأنا بدوري ألتقط صوراً له، فكانت انطلاقة مشروعي، وبدأت أخلّد اللحظات التي كانت تحاول فيها والدتي مساعدته على الوقوف للمرة الأولى، بينما يتراقص الأمل في عينيه شوقاً لاسترداد عافيته. تغطي هذه المجموعة فترة ثلاثة عشر شهراً من ذكرياتنا معه قبل وفاته.
مشاركة :