المنطقة العربية تواجه حروب الجيل الرابع لإسقاط الدول من الداخل

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثت مؤخراً عن حروب الجيل الرابع التي تهدد المنطقة العربية خلال السنوات الـ8 الماضية.. فمن يقود هذه الحروب وما هي أهدافها؟ حروب الجيل الرابع تقودها الدول العدوة للعالم العربي التي لا تريد به خيراً على الإطلاق، وشبابنا مطلع على أهدافها؛ والغرض منها هو استبدال احتلال الأراضي باحتلال العقول ومن خلال ذلك تحقيق الأهداف دون الاضطرار لخوض عمليات عسكرية، ببث الشائعات وتقليب فئات المجتمع وهدم الثوابت والقيم والأخلاقيات وتحويل السلوك العام لسلوك همجي بغرض إسقاط الدول وتآكلها داخلياً، وشاهدنا خلال السنوات الماضية العديد من الأمثلة، ولكن العالم العربي انتبه لهذا وبدأ في وضع الخطط لمقاومة هذا النوع من الحروب. ما هي رؤيتك لمواجهة هذه المؤامرات التي تواجه المنطقة؟ هناك ثلاث محاور؛ التعليم لتأسيس كل ما هو صحيح في الفكر والسلوك، والثقافة التي تبث في المجتمع لبناء السمات الشخصية للمواطن وطريقة تفكيره، وثالثا الإعلام وهو من أهم المحاور خصوصا بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بشدة والتي لا يمكن السيطرة عليها سيطرة كاملة وبالتالي من خلال الإعلام من الممكن القيام بدور توعوي وتثقيفي لمجابهة حروب الجيل الرابع. في وقت يقود فيه الشباب الحراك السياسي والاجتماعي بالمنطقة.. برأيك كيف يمكن تعزيز دور الشباب العربي؟ أهم شيء من وجهة نظري هو بناء الفكر والعقل ومحاربة الأنشطة الهدامة كالتدخين والمخدرات وكل ما يفت في عضد الشباب ويخرب صحته وعقله، وثانياً التركيز على ملفي التعليم والثقافة لبناء الفكر وتحصينه، وثالثاً العمل على آمال وأحلام الشباب فيما يخص مشكلة البطالة لأنها من أخطر المشاكل التي تواجه الشباب. من خلال ممارستك للعمل الإعلامي.. كيف ترى خطورة الإعلام كقوة ناعمة قادرة على التأثير وبلورة الفكر وتوجيه الرأي العام كما تفعل قناة "الجزيرة" القطرية؟ الخطورة تكمن في الفكر التآمري، الصناعة التي تقدمها قناة "الجزيرة" قائمة على الكذب والغش والتدليس أولاً وأخيراً، وتسخر أموالاً طائلة وكل أدواتها لصالح هدم الفكر وبث الشائعات طوال الوقت بأمور غير صحيحة، وبالتالي هنا من المهم أن يأتي الدور التنويري للإعلام الحقيقي ولابد أن ينتبه إعلامنا لذلك وأن نحسن وننتقي العاملين بالإعلام والتدقيق في اختيار المحتوى المؤثر في الجمهور. نجحت المملكة العربية السعودية مؤخراً في إبرام صفقة "قنابل الليزر الموجهة".. ما تأثير هذا النوع من القنابل في العمليات العسكرية؟ القنابل الموجهة بالليزر لها ثلاث ميزات؛ فهي عامل ردع، ودقة الإصابة إلى درجة كبيرة جدا، وتقلل إلى الحد الأدنى من فرص إصابة المدنيين. تخصص المملكة جزءًا كبيراً من ميزانيتها للإنفاق العسكري وهي من أكبر الدول المستوردة للسلاح عالمياً.. كيف ترى أهمية التسليح للمملكة كدولة قائدة للتحالف العربي في اليمن؟ السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً غير مسبوق في الأخطار الأمنية على المستويين الإقليمي والدولي، وبالتالي كان من المهم للدول العربية الرائدة مثل المملكة ومصر والإمارات أن تزود من مستوى التسليح الخاص بها ونوعيته حتى نتلافى الأخطار المحدقة والمحيطة بنا لتشكيل عامل ردع، وهذا في غاية الأهمية في صالح المملكة وفي صالح الأمن القومي العربي. التعاون السعودي المصري قائم في جميع المجالات، ولكن ما أهمية هذا التعاون على المستوى العسكري بالنسبة لأمن البلدين وأمن المنطقة؟ لتحقيق الأمن القومي العربي من المنطقي أن تمتلك الدول الكبرى تسليحاً قوياً وفي نفس الوقت التعاون المعلوماتي والاستخباراتي والعسكري على أعلى مستوى، وهذا تم خلال الفترة الأخيرة من خلال التدريبات المشتركة التي يتم الإعلان عنها أولا بأول، والتصريحات الرسمية من الجانبين التي تؤكد دائما أن التعاون على أعلى مستوى، فمن المهم حتى نتمكن من محاصرة العمليات الإرهابية غير المسبوقة في السنوات الأخيرة أن يكون التعاون المعلوماتي كبير جدا، وبالتالي استطاعت المملكة ومصر الحد من نشاط الجماعات الإرهابية وتشكل بهذا التعاون المثمر عامل ردع لصالح المنطقة. طرح خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- خلال قمة الظهران مبادرة لتعزيز الأمن القومي العربي، كما أطلق فخامة الرئيس السيسي مبادرة لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الأمن القومي العربي والخليجي.. هل ترى أن تشكيل هذه القوة بات أولوية استراتيجية مُلحّة تفعيلاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك؟ بالتأكيد هناك أهمية قصوى لإنشاء القوة العربية المشتركة، لأنه من المهم أن تكون هناك قوة تحمي الأمة العربية مِن مَن يريد بها شراً، وبذلك سنمنع مطلقاً تدخل أي قوة أجنبية في المنطقة، والشروط الموضوعة لإنشاء القوة شروط مرنة ورائعة تضمن سيادة الدول، وهي لا تتدخل إلا بطلب من الحكومة الرسمية والسلطة للدولة التي تطلب التدخل. ويبقى هناك السبب الأهم وهو أساليب الضغط الشديد المتنوعة التي مارستها القوى الكبرى على العديد من الدول العربية لكى لا تخرج هذه القوة إلى النور لتعارض أهداف تكوينها وأسلوب عملها مع مصالح هذه القوى وأطماعها الحالية والمستقبلية في المنطقة، وهو ما يستلزم من الدول العربية الفاعلة جهداً مضاعفاً ودؤوباً للتغلب على جميع الصعوبات التي تحول دون ميلاد القوة العربية المشتركة، لأن الأيام القادمة تحمل نذر العديد من الأخطار الجسام. ننتقل إلى ملف إيران.. من وجهة نظرك كيف تواجه دولنا المساعي لإنشاء الهلال الفارسي؟ أكبر رادع لإيران في المنطقة هو تحالف الدول العربية وأن نكون أقوياء على قلب رجل واحد ومتكاملين ومدركين لطبيعة الأخطار الموجودة، وأن نبذل كل جهد في سبيل رفع المستوى الاقتصادي ورفع مستوى التعاون الأمني. ماهي الدول التي يمكن أن تكون النواة لهذا التحالف؟ في الفترة الأخيرة أرى تحالفاً رائعاً بين المملكة ومصر والإمارات والبحرين بالإضافة إلى باقي الدول التي لا يمكن أن نغفل دورها.

مشاركة :